موال توتة الدار في ذكرى النكبة 66:
يا توتة الدار صبرك على الزمان ان جار
لا بد ما نعود مهما طول المشوار يا يا ويلي
يا توتة الدار حلفتك بفرقتنا
خلي جناك حمم على الغاصب الغدار يا يابا
اووف اووف اووف
تتميز شجرة التوت بأنها جزء مهم من مرافق البيت الفلسطيني حيث تزرع في ابعد مكان عن البيت في الحاكورة، وذلك لتجنب خطر جذورها الممتدة عميقا وعرضيا في كل اتجاه ويخشى من أثرها السيء على أساس البيت، وتسمى شجرة التوت "توتة الدار" حيث يستظل في فيّها الوارف أفراد العائلة بكافة فئاتهم أيام الصيف والحّر الشديد. إنها تشكل متسعا للعمل المنزلي لربات البيوت كأعمال عصر البندورة للحفظ، أو عصر اليقطين، وتتجمع الصبايا للتطريز واللقاء وكذلك العجائز والجارات والزائرات.
وفي الليل تشكل مصطبة لتجمع الأهل والأقارب والجيران حيث يفترشون البسط والحصر والمساند والجنابي ويكون عادة هناك هشة فخارية أو "زيرا" قد دفن حتى عنقه تحت التراب ويغطى بغطاء فخاري أو خشبي وقد ربط في أذنه طاسة أو كيلة للماء وهذه وسيلة لتبريد الماء وتوقيرها الدائم، أما الأطفال فتنصب لهم المراجيح المثبتة على جذوعها الملساء المتينة.
وهناك أشجار التوت الخلوية التي تسد حاجة الرعيان ومواشيهم إلى قيلولة الحر وكذلك المزارعين والمارين وهي غذاء للعصافير والطيور والتي تساهم في نقل البذور وانتشار الأشجار، ويعود سبب انتشار أشجار التوت إلى قدرة هذه الشجرة العجيبة رغم أنها من أشجار المنطقة المعتدلة إلا أنها تحتمل الظروف الجوية غير الملائمة بدرجة كبيرة حيث تقاوم ارتفاع درجات الحرارة إن أخشابها تصلح الصناعة الأثاث وأعمال الزخرفة والحفر.
أما أوراق شجرة التوت فقد كانت تستخدم لتغذية دودة القز أيام كانت فلسطين وبلاد الشام تصنع الحرير من خيوط شرنقة دودة القز.
والتوت ورد ذكره في كثير من القصص الشعبية والحكايات وكذلك الأغاني الرجالية والنسائية وهذه مقولة من التراث سقطت ورقة التوت:
هذه العبارة لها أصل تاريخي تحديدا منذ قيام سيدنا ادم عليه السلام بالأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها فبدت سوأته وسوأة حواء، فأخذا يغطيان عوراتهما بورق من أوراق أشجار الجنة حيث رسخ في ذهن البشر أن هذه الأوراق هي أوراق التوت. والمعنى عند قول هذه العبارة أنه قد انكشف المستور وبانت الأمور.
أنواع ثمار التوت:
التوت الأبيض، التوت الأحمر ويتحول إلى التوت الأسود وكذلك التوت الموشح بهذه الألوان الثلاثة.
توت من قرية بتير من شجرة واحدة تنتج الأنواع كلها
التوت في الطب القديم:
تكلم قدماء الأطباء عن فوائد التوت الطبية، فقال عنه الرازي: (أما الحلو فيسخن قليلا، وينفخ ويلطخ المعدة، ويصدع المحرورين، أما الشامي الحامض والمز فإنه يقمع الصفراء ويطفئ حدّة الدم.)
وقال داود الأنطاكي في التذكرة: (التوت يسمى الفرصاد، وهو من الأشجار اللبنية، والتوت إما ابيض ويعرف بالنبطى، وعندنا الحلبي، أو اسود عند استوائه احمر قبل ذلك، ويعرف بالشامى، والكل يدرك أوائل الصيف، والنبطى يولد دما جديدا، ويسمن، ويفتح السدد ويصلح الكبد، ويربى شحم الكلى، ويزيل فساد الطحال ... والشامى يطفئ اللهب والعطش. والتوت كله ينفع أورام الحلق واللثة، والجدرى، والسعال، والحصبة، وخصوصا شرابة).
في الطب الشعبي الحديث:
أظهرت الأبحاث أن التوت يحتوى على كثير من المعادن اللازمة لبناء الجسم، وهو غني بفيتامينات (أ)، (ج) .. ومن خصائصه أنه: مقو، مرطب، مطهر، ملين، وله استعمالات كثيرة منها:
- يستعمل التوت الناضج جدا ضد الإمساك
- يستعمل عصير التوت الفج ضد الإسهال.
- الغرغرة بعصير التوت مفيدة ضد الذبحة الصدرية والتهاب غشاء الفم.
- مغلى أوراق التوت علاج للسكرى (30-50) نقطة قبل الطعام.
- والتوت الشامى – الأسود – يفيد المصابين بفقر الدم، وضعف الكبد، وشرب عصيره الطازج بدون سكر على الريق عدة مرات طول الموسم يبنى الشحم حول الكلى الساقطة ويرفعها. إلا أن الإكثار منه يؤذي الأعصاب والصدر ويسبب إمساكا شديدا.
ملاحظة: يجب الانتباه جيدا لعدم تلوث ثمار التوت بسبب طريقة جنيها ويفضل فرش المفارش النظيفة تحت الشجرة لتتساقط عليها الثمار والقيام بغسلها جيدا مرارا وتكرارا وتصفيتها من الماء قبل تناولها وكذلك الحرص على حفظها بالبرادات.