قراءة في كتاب: التنمية والتأخر "الاقتصاد السياسي لانعدام المساواة عالميا"

اسم الكتاب: التنمية والتأخر "الاقتصاد السياسي لانعدام المساواة عالميا"
عدد الصفحات: 461 صفحة من القطع المتوسط.
الناشر: لين رينيير للنشر، الولايات المتحدة الأمريكية
سنة الإصدار: الطبعة الخامسة 2014
تعيدنا الطبعة الخامسة التي اضيف اليها 14 مقالاً في الموارد الطبيعية والبيئة بشكل معمق، الى الطبعة الكلاسيكية الأولى التي جعلت الكتاب مرجعاً ومادة تعليمية في العديد من مساقات التنمية والاقتصاد السياسي، بحيث تركز هذه الطبعة على العوامل طويلة الأمد التي تفسر الاصول والاتجاهات لتنامي الفجوة بين الاغنياء والفقراء.
يناقش الكتاب الفجوة العالمية بين الدول الغنية والفقيرة وكذلك تلك المحلية بين الاغنياء والفقراء، مجيباً على الأسئلة: متى بدأت الفجوة وما هي المسببات؟ هل هي تتسع ام تضيق؟ يميز هذا الكتاب محاولة كاتبيه الاجابة عن تلك الأسئلة، رغم ان العديد قد توقع ان تنتهي تلك المشاكل مع انهيار الاتحاد السوفيتي ونهاية التاريخ والصراع، كما تنبأ الكاتب فوكوياما الذي عاد وقال أن هذا الوصف كان سابقاً لأوانه. فما زالت الحروب الاهلية والصراعات مستمرة تماما كما كانت زمن الحرب الباردة، وفي الوقت الذي اعدت فيه الطبعة الخامسة كان الربيع العربي مستمراً في الشرق الأوسط والشعوب التي اسقطت الدكتاتوريات تواجه اليوم حروباً أهلية طاحنة، هذه المشاكل لها علاقة بالنمو وعدم العدالة اللذين يعدا محور هذا الكتاب.
نشرت الطبعة الاولى عام 1984 وكانت عبارة عن مواد جمعها ورتبها المحاضر في جامعة اريزونا انذاك ميتشيل جيلسون، وبالرغم من وجود العديد من الدراسات في التنمية الاقتصادية والسياسية، ولكن ايا منها لم يتخصص في فحوى الطبعة الاولى من الكتاب حول الفجوة بين الاغنياء والفقراء.
فصول الكتاب
يتحدث الفصل الاول عن الدليل القاطع على الفجوة العالمية والمحلية بين الاغنياء والفقراء، فيما يناقش الفصل الثاني نشوء الفجوة عالميا وتعقبها على مدى التاريخ، وحتى قبل ألاف السنين، محاولاً تفسير أين ومتى وكيف نشأت، اما الفصل الثالث فيتناول الفجوة محليا بين الأغنياء والفقراء، وذلك من خلال ادخال ثلاثة فصول جديدة للتركيز اكثر على كتاب "قاعدة المليار" لماذا تفشل الدول الفقيرة بالنهوض رغم الدعم والمساعدات الدولية لبول كولر؟
فيما يركز الفصل الرابع على نظريات الالتقاء والذي يبدأ بنظرية روستو عن النمو الاقتصادي، والذي يشير الى ان كل الدول ستمرّ عبر تلك المراحل حتى تصبح غنية. فيما تحدّث الفصل الخامس عن أثر الثقافة على التنمية، والتي تناقش دراسات عديدة لكتاب ومفكرين ناقشوا تلك العلاقة. الاستقلالية ونظرية النظام العالمي كانت موضوع الفصل السادس، التي اعتمدت على "الأب الفكري" للنظرية الاستقلالية فرناندو لبلانج.
اما الفصل الثامن فيناقش موضوع المؤسسات مستندا على مقال مانكور اولسن الشهيرة "فواتير كثيرة تُركت على الرصيف" والتي تدلل على ان الدول الفقيرة هي فقيرة بسبب مؤسساتها وسياساتها، كما يركز هذا الفصل على أثر الديمقراطية على التنمية والمقارنة بين النمو في شرق اسيا وأمريكا اللاتينية نظرا للسياسات المختلفة، فيما يتناول الفصل الثامن والأخير، العديد من الابحاث حول اثر نقص الموارد الطبيعية، التغير المناخي والصحة وأثرها على الفجوة.
جمعت مواد الكتاب من قبل الأستاذين ميتشيل سيليجسون البروفسور في العلوم السياسية من جامعة فانديربيلت، وجون سميث البروفسور في نفس التخصص من جامعة سنتر اركنساس.