توجه أوروبي نحو المكافحة البيولوجية للأعشاب الضارة بدل المبيدات الكيميائية
الوكالة الأوروبية للحماية البيئية / خاص: قال مسؤول مبيدات الآفات في الوكالة الأوروبية للحماية البيئية في أيار الماضي ان الوكالة اختتمت مراجعتها بشأن أكثر مبيدات الأعشاب شيوعا على مستوى العالم، وتعتزم نشر تقييم مبدئي مرتقب للمخاطر قبل حلول شهر تموز المقبل.
وتجئ مراجعة الوكالة للآثار الصحية والبيئية لمادة "غلايفوسات" في الوقت الذي يثور فيه جدل محتدم بشأن مدى سلامة هذه المادة الكيميائية، وبعد ان أعلنت وحدة أبحاث للأورام تابعة لمنظمة الصحة العالمية في آذار الماضي ان هذه المادة "يحتمل ان تكون مسببة للأورام لدى البشر".
وقال جيم جونز، المدير المساعد لمكتب الأمان الكيميائي ومكافحة التلوث في الوكالة الأوروبية للحماية البيئية، في مقابلة إن مراجعة الوكالة للآثار الصحية والبيئية لمادة "غلايفوسات" اختتمت منذ عدة أشهر، لكن تقريرها تأخر لإتاحة متسع من الوقت للوكالة للتعرف على النتائج التي توصلت اليها منظمة الصحة العالمية.
وقال جونز إنه يتوقع ان يجتذب التقييم المبدئي للمخاطر اهتماما واسع النطاق وتعليقات من جانب الجمهور. ومادة "غلايفوسات" هي المكون الرئيسي لمستحضر "راونداب" وهو مبيد أعشاب تنتجه شركة "مونسانتو" وتدخل هذه المادة ايضا ضمن 700 منتج آخر تباع في شتى أرجاء العالم.
ويستخدم المزارعون هذا المبيد على نطاق واسع في محاصيل منها فول الصويا الذي تم تعديله وراثيا لمقاومة تأثير المبيد، بحيث يقضي على الحشائش ولا يضر بالمحصول نفسه. وحققت الشركة المنتجة عائدات حجمها نحو خمسة مليارات دولار العام الماضي من منتجات "غلايفوسات".
وامتنع جونز عن تقديم مزيد من التفاصيل عن التقرير الختامي للوكالة الأوروبية التي كانت قد طالبت بإجراءات للحد من مقاومة الأعشاب للمبيدات.
وتنتشر الأعشاب المقاومة للـ"غلايفوسات" في معظم المزارع في الولايات المتحدة ما يزيد التكاليف على المزارعين ويضر بالإنتاج المحصولي.
وأعلن المستهلكون وجماعات الحفاظ على البيئة مجموعة من المخاوف بشأن "غلايفوسات" ويطالبون بالحد من استخدامه. لكن شركات الانتاج الزراعي تقول انه لم تثبت أي مخاوف خاصة بالسلامة، وان هذا المركب من الأدوات المهمة في قطاع الزراعة.
وبعد أن تصدر الوكالة تقييما أوليا للمخاطر الخاصة بهذه المادة فإنها ستتلقى تعليقات الجمهور قبل ان تضفي الصبغة الرسمية التنظيمية النهائية.
يجيء هذا التقييم في الوقت الذي تعكف فيه شركة "مونسانتو" وشركات زراعية أخرى على ابتكار وسائل اخرى للمكافحة الحيوية، التي تعتمد على كائنات حية توجد بصورة طبيعية في النبات وفي التربة من ميكروبات وأعداء طبيعية، بدلا من اللجوء إلى المواد الكيميائية التخليقية، وهي المكافحة التي يرى البعض انها بديل عن مبيدات الآفات التقليدية.