خاص بآفاق البيئة والتنمية
تطرح "آفاق" سؤالًا مُركبًا حول سلامة ما نأكل، ودرجة اهتمامنا بالكيماويات والزراعة العضوية، ومحتويات السلع التي نشتريها.
تأتي الأسئلة على هذا النحو: حين تتسوقون خضروات وفاكهة، ما الأفكار التي تراودكم حول سلامة ما تشترون؟ وهل تهتمون بمعرفة طريقة الإنتاج واستخدام الكيماويات فيها؟ وهل تتوقفون عند المواد الحافظة والملونة في السلع الأخرى التي تختارونها؟ وما هي آخر مرة قرأتم فيها مكونات السلع التي تستهلكونها؟ وعندما تصرفون دواءً من الصيدلية هل تتصفحون النشرة الداخلية له؟ وهل لاحظتم أي تغيرات غير مرغوبة على الفاكهة والخضروات التي تبتاعونها؟ هل تناولتم في السابق خضروات منتجة بطريقة عضوية (دون كيماويات)، وما أبرز الفوارق بينها وبين السلع التقليدية؟
شكل لا مضمون!
يفيد أثير صلاحات، الموظف بمحافظة طوباس: عند شرائي للخضار أو الفواكه، يهمني في البداية الشكل الخارجي، ومدى جودتها ونضوجها. ونادرا ما أسأل عن مصدرها، حتى لو سألت البائع، فهو لن يعرف ماذا وُضع من مواد كيماوية أو أدوية فيها.
يقول: أتجنب المواد الحافظة والملونة، ولكن نضطر شراء تلك المواد لأن الغالبية العظمى من السلع والمسليات تحتويها. وحين أصرف الأدوية، أقرأ دائمًا النشرة الداخلية والآثار الجانبية وتاريخ الإنتاج والانتهاء.
يتابع صلاحات: في كل مرة أقرا المكونات للمواد الاستهلاكية، وخصوصًا مستهلكات الأطفال، وألاحظ التغييرات على الفاكهة والخضار في العديد من الأحيان، وخاصة حين تتلف بعد فترة وجيزة، مثل الخيار الذي تظهر عليه حالات تصمغ، وكذلك الباذنجان الذي يتعفن ويتغير لبه الداخلي، كما يختلف اللون.
ويضيف: الخضروات التي نزرعها بمحيط البيت تكون دون إي أسمدة أو كيماويات، وتكون ذات جودة عالية، ورائحة زكية، وتكلفة أقل، تمامًا كالزيت الذي ننتجه، ويختلف عن الذي نبتاعه، ويكون بلون وطعم مختلفين.
البلدي أولاً..
يقول الطالب بجامعة " النجاح" محمد وليد الشعكة: حين أذهب إلى السوق، أهتم دائماً بالشكل الخارجي للخضروات والفاكهة، وهذا يعطيني فكرة عنها. وأشتري عادة من متجر معروف بنظافة وبجودة مبيعاته، وأتعامل معه منذ فترة طويلة. وأتجنب الدخول لأي مكان مهمل أو يغرق بالأوساخ والنفايات؛ لأنها تؤثر على ما سيجري عرضه من بضائع.
يتابع: شخصيًا، لا أستغني عن المنتجات البلدية، وأجد فرقًا بين الخيار البلدي وغير البلدي، من حيث الطعم والشكل، ولا أفضل مطلقًا الخيار الثاني. ولدي فضول لقراءة مكونات السلع التي أقتنيها، مهما صغرت أو قل ثمنها.
يزيد الشكعة: بالنسبة للأدوية، أتصفح دائمًا النشرة الداخلية؛ لأنها مهمة، وأطالع بعناية الآثار الجانبية، التي قد تحدث أثناء تناول الدواء.
تلف سريع
ووفق الصحافية ميساء الأحمد، فإنها حين تشتري الخضار والفواكه، تهتم أولاً بمعرفة هل الخضروات طازجة؟ وهل قطفت باليوم ذاته؟ وهل الفاكهة موسمية، أم معروضة في غير موسمها، ومحفوظة في الثلاجات؟
تقول: أتوقف عند تاريخ إنتاج وانتهاء السلعة فقط، أما فيما يتعلق بالمواد الحافظة والملونة، فلا أتوقف عليه؛ لعدم امتلاكي الثقافة الكافية لفهم ما فيها، ومعرفة أضرارها المتوقعة. وفيما يتصل بالدواء، أحرص بالإضافة إلى الانتباه لتاريخه على قراءة النشرة الداخلية بالتفصيل؛ لمعرفة طريقة استخدامه وأعراضه الجانبية.
تفيد الأحمد، لم ألاحظ أي تغيير على الفواكه والخضار بشكل ملفت، لكن أحيانا بعض الخضار تكون سريعة التلف، وهذا ما يثير الاستغراب. وسبق وأن تناولت خضارًا عضوية، ولاحظت الفرق بطعمها، ولونها، وحجم ثمارها.
شروط
يقول المدرس عائد جعايصة: فيما يتعلق بالخضار والفاكهة يجب أن تكون مروية بمياه سليمة وليست مياه عادمة، وخصوصا المأكولات التي ﻻ تطبخ أو تطهى كالبقدونس، وإن تتم عملية التلقيح بصورة طبيعية غير مُهرمنة، وأن تكون طريقة التسميد طبيعية، وأن تجري مكافحة اﻵفات بطريقة آمنة، مع مراعاة أسس الأمان، حسب الشركة المنتجة للدواء.
يضيف: فيما يتعلق بالدواء، فيجب أن يكون مُلزمًا بوصفة طبية، وليس عن طريق الممرض، او الصيدﻻني، وأخذ الجرعة كاملة حسب وصفة الطبيب، وعدم وقفه حسب التحسن البسيط للصحة، وحفظه في مكان آمن.
قلق
يقول د. فتحي أبو مغلي وزير الصحة السابق: "القلق الأساسي الذي يراودنا الآن هو أن لا تكون هذه الخضروات أو الفاكهة قادمة من المستوطنات، أو من إسرائيل، ونبحث عن الخضار والفاكهة المحلية، والتي للأسف لا تتوفر دائمًا. أو إن بعض التجار يُفضّلون تسويق الخضار والفواكه الإسرائيلية.
يضيف: للأسف ايضاً، لا يوجد طريقة لمعرفة ما تحويه الخضار والفاكهة من كيماويات وطبعا، إذا كان محل الخضار ثقة ويتعامل مع الخضار والفاكهة المحلية، فهو عادة ما نستشيره بخصوص مصدر البضاعة وجودتها. وبالتأكيد عندما اشتري دواءً أنظر بدايةً لتاريخ الإنتاج والانتهاء وأطالع النشرة الداخلية.
يوالي: دائما أفضل انتقاء الخضار أو الفاكهة التي اشتريها وأتجنب أي قطعة تبدو غريبة وليست ضمن المواصفات المألوفة. لكنني لم ألاحظ أي تغيير في صفات ما اشتريه. الخضار والفواكه الطبيعية التي لم تعالج بالكيماويات تمتاز بالنكهة الطيبّة، ولا تتلف بسرعة بعد الشراء، وإن كان حجم ثمرتها أصغر، وربما أقل انتظاما بالشكل، من تلك المعالجة بالمواد الكيماوية.
ينهي أبو مغلي: هناك رقابة ولكنها غير كافية لسببين: الأول، عدم كفاية الكوادر والمعدات المطلوبة، والثاني، عدم السيطرة على المعابر والحدود، ما يسمح للبضائع الإسرائيلية غزو أسواقنا بسهولة، إضافة إلى جشع بعض التجار الذين يتعاملون مع البضائع السيئة والقادمة من المستوطنات؛ لتحقيق أرباح سريعة وسهلة.
إرشادات
يفيد فتحي براهمة، مراسل تلفزيون فلسطين في أريحا: نتفحص الخضروات للتأكد من سلامتها من حيث الشكل والحجم وإذا كان على الصندوق ملصق نقرأ ما كتب عليه من إرشادات، ونتفحصها لمعرفة مصدرها خاصة إذا كانت في أكياس أو علب بلاستيكية؛ للتعرف على مصدرها.
يوالي: نلاحظ أحيانا أن بعض الباعة أو أصحاب محلات الخضار يضعون بضائع منتجة عضويا، وإذا كان لنا رغبة فيها نشتريها. وعند شراء بعض الأدوية أقرأ النشرة المرفقة؛ للتعرف على الإرشادات وهذا أول إجراء.
يضيف براهمة: لاشك أن المتذوق يلحظ فرق في الطعم بين ما هو منتج عضوي أو كيماوي، كما أن هناك فارق كبير بالجودة والشكل والحجم.
وعي
يقول صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك: شخصيا أدرك تماما أن رواسب المبيدات قد تبقى، بالتالي أصنع وعيًا حول هذا الموضوع، ولكن لا يتم الفحص والتدقيق، وكل ما يدخل السوق غير مفحوص أصلا، وأحاول أن أميز من خلال المشاهدة اختيار الأفضل حسب مقياسي، وأسعى للبحث عن العضوي، ولكن لم يعد هناك زوايا عضوية في أسواق الخضار والفواكه ولا المحلات.
يزيد: أتوقف عند المواد الحافظة والملونة في السلع الأخرى التي أختارها، خصوصا الحليب والعصائر، وهذا معيار أساسي بالنسبة لي ولأسرتي، ونصنع وعيًا بهذا الاتجاه، بالتعاون مع جهات الاختصاص.
يكمل: آخر مرة قرأت فيها مكونات السلع التي أستهلكها، كانت اللبنة. وإذا كان الدواء الذي أصرفه بناءً على وصفة طبية لا أقرأ، أما إذا كان من الأنواع التي تبتاع لأمراض عابرة مثل الرشح والسعال فأصر على القراءة، خصوصًا أن بعضها يمنع القيادة بعد تناوله.
يتابع: في بعض المواسم ألاحظ تغيرات غير مرغوبة على الفاكهة والخضروات التي أشتريها، ويبان ذلك بالعين المجردة، ونمتنع عن الشراء حتى لو لم ألبِ احتياجاتي الأساسية، خصوصًا الفراولة عندما تتضخم، والخيار في بعض المواسم.
يكمل: تناولت في السابق خضروات منتجة بطريقة عضوية، خلال فترات طويلة، حين افتتحت الإغاثة الزراعية دكانًا مختصًا، وعندما أسست جامعة بيرزيت محلات مماثلة، لكن بقي هذا الانتاج محصوراً بمحلات عدة.
بدورها، تقول أمين سر جمعية حماية المستهلك في محافظة رام الله والبيرة رانية الخيري: عند شراء الفواكه أحاول شراء المنتجات الخالية من أي نوع من الشمع وأي نوع من التعديل الوراثي.
وما تم ملاحظته الفرق بين (الكلمنتينا) البلدية والإسرائيلية، فالإسرائيلية لها طعم يُظهر وجود كيماويات، أما البلدية فنشعر أنها طبيعية أكثر.
تضيف: فيما يخض الأدوية، أقرأ النشرة قبل تناول الدواء لمعرفة الآثار الجانبية وأي تفاعلات مع أدوية أخرى، بالإضافة لتاريخ الصنع. تنهي الخيري: السلع العضوية اقرب لمذاق الخضروات الأصلية التي نعرفها سابقًا.
ثقة غائبة
وبالنسبة للموظفة في جمعية المرأة للتوفير والتسليف في جنين أنغام زكارنة- حرز الله، فتراودها أسئلة عديدة عند شراء الخضار والفواكه، عن سلامة المنتج، لكن المشكلة أن الباعة لن يتحدثوا لك عن أي ضرر، وحتى لو عرفنا أنه جرى استخدام أسمدة ومواد كيماوية فيها، لن تكون عندنا خيارات أخرى، فالبديل غير متوفر أصلاً.
تقول: "بالنسبة للمواد الحافظة والملونة، تستوقفني أحيانا حسب المنتج نفسه، لأنه من الممكن أحيانًا أن تكون منتجات أقل ضرراً من منتجات أخرى. وفيمعظم الأحيان نقرأ مكونات المنتج لكننا لا نعرف ما طبيعتها وضررها.أقرأ النشرة الموجودة في علبة الدواء، وأجد تغييرات غير مرغوب فيها على الفاكهة، ولم يسبق لي أن تناولت خضروات منتجة بطريقة عضوية، ولا أثق في أي منتج".
aabdkh@yahoo.com