فلسطينيات يصنعن صابونا عضوياً ويصدرنه إلى الأسواق العالمية
جنين / خاص: بعد إدخال طرق جديدة للتصنيع، شق صابون زيت الزيتون الفلسطيني العضوي طريقه الى أسواق عالمية واسعة من خلال إنتاج مجموعة من النساء له في جنين /الضفة الغربية. وبموجب طريقة التصنيع الجديدة تخلط أم حمزة بعناية كميات من الصودا الكاوية والماء والزيت على البارد دون أن تستخدم نارا. وأصبحت طريقتها البسيطة في صناعة الصابون وصفة للنجاح الآن. وتقول أم حمزة إن صابونها يصنع من خلط مكوناته دون غليها معا.
وأضافت ان تصنيع الصابون يبدأ بالماء والصودا وزيت الزيتون العضوي (الذي لم تستعمل اي مواد كيميائية في السماد المستعمل لتخصيب أشجاره). ويتم مزج هذه المكونات بالخلاط الكهربائي، ثم تضاف إلى الخليط أعشاب تحتوي على زيوت طيارة ذات روائح طيبة مثل النعنع واللافندر (الخُزامى).
وليست تقنية صناعة الصابون التقليدي فقط هي المبتكرة. ونظرا لصعوبة عثور الفلسطينيين على فرص عمل بسبب القيود الاسرائيلية على تنقل الأفراد والبضائع في الأراضي الفلسطينية فإن كثيرا من النساء أصبحن يتولين مسؤولية المساهمة في الانفاق على أُسرهن.
وأم حمزة (70 عاما) من هؤلاء اللائي يعملن لمساعدة أُسرهن. وفي مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين تضم جمعية العمل النسوي في مدينة جنين 20 امرأة ينتجن صابون الزيت بنكهات عدة في وحدة انتاج الصابون.
وقالت مديرة جمعية العمل النسوي في جنين تهاني الغول "تعمل الجمعية على تمكين النساء من النواحي الاقتصادية.. الاجتماعية.. الثقافية..القانونية. لكن في ظل الأزمة الاقتصادية، وخاصة التي تعاني منها محافظة جنين بسبب جدار الفصل العنصري، اضطرت النساء إلى النزول إلى سوق العمل. فصار توجهنا هو الأكثر اقتصادياً. وتمول المشروع جمعية "هيومن أبيل إنترناشينال" الأسترالية الخيرية.
ويجفف الخليط وهو سائل عقب صبه في قوالب موضوعة على طاولات قبل ختم قطع الصابون بشعار الجمعية.
وتنتج المرأة 600 قطعة صابون في الساعة أي نحو خمسة آلاف قطعة في نوبة العمل اليومية (8 ساعات).
ويأتي معظم الزيت من الزيتون الفلسطيني، لكن روائح ومكونات مثل اللافندر والنعناع تستورد أيضا من سوريا ولبنان. ويُصدر ثُلثا الانتاج الى إيطاليا.
لكن تهاني الغول رصدت سوقا محتملة بين المتسوقين الحريصين على البيئة في الغرب والشرق الأوسط، وقالت "تم انتاج ما يقارب الثلاث طلبيات. الطلبية تتكون من عشر آلاف أو خمسة عشر ألف حبة (قطعة) للأسواق الإيطالية. فبعد الفحص في الأسواق الإيطالية حصل المنتج على شهادة الآيزو".
وتقول هيئات نسائية فلسطينية أن نجاح المشروع يشجع نساء أخريات على أن يصبحن رائدات أعمال. ومثلت وحدة إنتاج الصابون في مخيم جنين التي أُنشئت العام الماضي تحت اشراف هيئة الأعمال الخيرية (مكتب فلسطين) تغيراً كبيرا في المجتمع الفلسطيني المحافظ والذي تملك فيه النساء 2.4 % فقط من المشاريع المسجلة.