خاص بآفاق البيئة والتنمية
أزمة
تعصف الأزمات المالية بالجامعات الفلسطينية، ولا تجد هذه الضائقة حلولاً مستدامة. أحدث الأمثلة الإضراب الذي شهدته جامعة بيرزيت منذ أربعة أسابيع وانتهى في الـ22 من أيلول. ويفرض هذا الحال سؤالاً صعبًا: إلى متى ستستمر محنة التعليم العالي؟ ولا نقصد بهذا طول مدة الإضراب وإقفال أبواب الجامعات فحسب، وإنما استمرار غياب التخطيط الفعّال لقطاع التعليم العالي برمته.
وإزاء حال الجامعات في بلادنا، لا بد من خطوات جريئة ومدروسة لإعادة هيكلة هذا القطاع، الذي يشير حجم البطالة المتفشي في صفوف خريجيه إلى أزمة جوهرية، يعني استمرارها تكريس خلل بنيوي ليس في التعليم العالي فحسب، وإنما في المجتمع كله.
حرائق
ترصد خلال يوم واحد سلسلة حرائق في محيطك القريب، الأول: بفعل إشعال مالك مصنع أدوات بلاستيكية النار في مخلفات معمله، والثاني: إضرام شبان النار بجوار مدرسة بدعوى البحث عن أفعى، ما تسبب بحريق هائل، والأخير: لهو صبية بالنار قرب حقل للزيتون ابتهاجًا بالعطلة الصيفية في أيامها الأخيرة كما قالوا!
إشعال النار ثقافة لا تتوقف عند اللهو أو عدم تقدير الأمور بشكل صحيح، بل هي ثقافة يتجه إليها البعض للتخلص من الحجم الكبير للمخلفات بطرق سهلة وخطرة. ويتكرر هذا السلوك في أوساط المزارعين الذين يخفون مخلفات الإنتاج الزراعي من بلاستيك وبقايا محاصيل بالنار، ويحدث أيضًا وللأسف في بعض الأوساط التي تشعل النار في الكتب والأوراق.
في حديث قصير مع أحد المتسببين بالحريق يقول لك: " عادي، ومش مقصودة، النار أخرتها بتوقف لحالها". للأسف، إنها ثقافتنا التي تحتاج إلى تصويب وإعادة بناء.
|
|
|
جامعة بير زيت مغلقة بالجنازير أثناء الإضراب |
حوار
تحاور تاجرًا شرع في تجريف أرض زراعية لصالح الإسمنت، فتعيد له وصف حال السهول القريبة من بلدتك، فقد كانت خالية من المنشآت، وعلى مد النظر بخضرتها وقمحها، إلى أن جاء سرطان الإسمنت فعاث فيها فسادًا.
يرد التاجر:" لا مشكلة في البناء على جوانب الطرقات، والناس تكثر وتحتاج إلى بيوت ومحلات لتجارتها، ولا يمكن أن نبني ذلك في الجبال، فالأمر صعب."
تقول: إلى أي حد تعتقد أنه يمكننا التوغل على جانبي الطرق الرئيسة؟
يجيب: 100 متر جيد، ولا يؤثر على الأرض!
تعيد السؤال: وهل لدينا حقول لا تلتهمها نيران الاسمنت، فأرضنا الخصبة محدودة، وتحويلها إلى مقابر باطون ينذر بكارثة في السنوات المقبلة، ولن نشعر بسوء ما نصنع إلا بعد أن نتجه إلى الصين وتركيا بحثًا عن البندورة والقمح وكل ما تنبته الأرض.
يكرر: "الأرض أصلا غير مجدية اقتصادياً، وبالكاد يوفر الدونم الزراعي 100 دينار في السنة، أما في التجارة فيدر مالاً كثيراً؟"
تضيف: وهل نحن من المجتمعات الصناعية، ومن مجموعة الدول الثماني لنتخلى عن زراعتنا، ونذهب نحو الصناعات الثقيلة، التي لا نجيدها، وبالكاد نستوردها؟
غرامة إلقاء نفايات
غرامات
وزعت شرطة محافظة رام الله والبيرة قبل أيام، منشورات على السائقين تبلغهم بتفادي مخالفة إلقاء النفايات من السيارات والبالغة 150 شيقلاً. وهذه خطوة جيدة بدأت بتفعيلها مجموعاتشبابية تطوعية بداية العام الحالي.
ووفق ما قاله احمد حبيب، أحد القائمين على حملة "معاً لتطبيق قانون تغريم ملقي النفايات في شوارع فلسطين للصحافيين": بدأنا العمل على الفكرة منذ بداية العام وتواصلنا مع بلدية رام الله ومحافظ المدينة الدكتورة ليلى غنام ولقينا تشجيعًا ومساندة كبيرة، وتواصلنا مع الشرطة وسلطة جودة البيئة ووجدنا أن قانون تغريم ملقي النفايات موجود في الدستور الفلسطيني لكنه غير مفعّل".
الجميل أن نجد في شوارعنا عقوبات بسبب انتهاك البيئة، وتدميرها. نرجو أن تتطور العقوبات الرادعة لتشمل تعديات أخرى خطيرة تمس بالماء والهواء والأرض والشجر، وقبل كل هذا صحة الإنسان.
ذُل
الساعة الثانية عشرة ليلاً إلا قليلا، والمكان جسر اللنبي ( معبر الكرامة بتسميتنا)، والشخوص طوابير طويلة من المسافرين الذي يطمعون بحافلة تنقلهم إلى جسر الملك حسين. يطول الانتظار، وتأتي الحافلات على استحياء، فيفيض الناس عليها بحثاً عن متسع. في كل قدوم يتعارك المسافرون، ويصرخ الأطفال، والسعداء فقط من يحصلون على مقعد شاغر.
هنا لا كرامة للناس، ويتدافع الحالمون بعطلة عيد خارج الديار بكل قوة وطاقة. تراقب بدورك المشهد المخجل، وتتدخل لدعوة المتشاجرين على الحافلة للخجل من فوضاهم. لا تعجب مداخلاتك غالبية الحيارى، فيواصلون القتال للظفر بالباص.
المعيب أن الشجار لا يتوقف، وصراخ الأطفال وأنين العجائز يقطع ليل أيلول الحار. تقول لأحد المتنافسين على مكان بطريقة معيبة: وصل العالم إلى القمر، وعينهم على المريخ قبل سنوات، ونحن هنا لا نعرف وسيلة الصعود إلى الحافلة كالبشر!
تسأل نفسك: ما فائدة كل التعليم والتأهيل والشعارات والعادات والتعاليم الدينية إذا لم تفرض نفسها، وتجعل من مهمة الصعود إلى الحافلة مسألة سلسلة؟
في الإياب، يتكرر الشيء ذاته، فتقترح على أفراد الشرطة الأردنيين أن ينظموا صعود المسافرين إلى الحافلات بالطريقة ذاتها التي نحصل فيها على خدمة ختم وثائق السفر، فننقل كل 50 مسافراً في مجموعة تنتظر حافلة واحدة، وما أن ينتهي العدد نُخرج من القاعة مجموعة مشابهة لحافلة أخرى، وهكذا إلى أن يصبح الحال ثقافة وتقليدًا.
الأقسى من ذلك كله سلوك بعض سائقي الحافلات، الذين يستغلون انتظار الناس وذلهم بين الجسرين لبيع المسافرين في الحافلات المتأخرة إلى نظرائهم في الحافلات المتقدمة، لقاء ( 5 دنانير غالبًا). تحاور اثنين من السائقين، وتخبرهم بأن سلوكًا كهذا يعني حصولهم على رشوة. يحتج هؤلاء على هذا اللفظ، ويدعون أنها إكرامية لتقليل الانتظار، وليست رشوة.
يخلط الشاب القادم من الخليل والكرمي الخمسيني العائد من الخليج وسائق الحافلة الأردني أسمر الوجه أبيض الزي الحابل بالنابل، ويدعون إن فلسطين باعها شعبها، وتستحق ما يحدث بها، ويشيرون إلى خدمة الشخصيات المهمة، وتفضيل مسافري فلسطين المحتلة عام 48 على أشقائهم من الضفة!
يطول الحديث، ونشاهد نهر الأردن بماء قليل وتاريخ طويل تحت رحمة شمس الغور، في رحلة تنقصها كل أشكال الكرامة.
مجزرة بحق الغزلان في منطقة سلفيت
قتلة
يتفاخر صياد من سلفيت بنشر صور مجزرة بحق الغزلان، ويتفاعل رواد مواقع شبكات التواصل الاجتماعي مع الحادثة. تأتي التعليقات متضاربة، لكن بعضها يحمل القلق على البيئة، ويحذّر من تداعيات العبث بها. الغائب الحاضر في كل مواسم النيل من تنوعنا الحيوي قانون البيئة، الذي يغيب عن مقاضاة عاجلة للمعتدين على بيئتنا وأرضنا وكل أشكال الحياة البرية.
ارتجال
تصل لمدير مدرسة استثنائي، استطاع أن يحقق إنجازًا تربويًا هامًا، وحصد المركز الأول في عدد الناجحين والمتفوقين بالتوجيهي، ونالت مدرسته المكان الأول العام الماضي في العشرة الأوائل. تعلم قبل أسابيع بأن المدير نقل إلى مدرسة أخرى...فعلاً، لكل مجتهد نصيب.