غازات خطرة على البيئة تنبعث من 29 مليون سيارة حديثة في أوروبا تسير بمحركات ديزل
بروكسل/خاص: أكدت دراسة أوروبية أن هناك 29 مليون سيارة حديثة تسير بمحركات ديزل ذات انبعاثات ضارة بالبيئة بشكل مبالغ فيه. وحسب الدراسة، التي أعدتها منظمة النقل والبيئة وأعلنت نتيجتها في أيلول الماضي في بروكسل، فإن ألمانيا وحدها فيها 5.3 مليون من هذه السيارات التي تمثل عبئاً على البيئة. وأوضح معدو الدراسة أنهم يعنون بالسيارات التي تمثل خطرا على البيئة السيارات الشخصية وسيارات الركاب التي تحصل على ترخيص سير منذ عام 2010، بعد أن اجتازت الاختبارات المطلوبة لذلك، في إطار معايير الانبعاثات الخاصة بسيارات الديزل فئة يورو5 و يورو6، ولكنها تتسبب في انبعاثات أكاسيد النتروجين أكثر من المسموح به ثلاث مرات. وقال معدو الدراسة ان ذلك ينطبق على أربع من كل خمس سيارات من موديل يورو5 وعلى سيارتين من كل 3 سيارات يورو6.
وجاء الإعلان عن نتائج الدراسة تزامنا مع الذكرى الأولى لفضيحة التلاعب بأرقام انبعاثات سيارات "فولكسفاغن" في الولايات المتحدة.
وأوضحت جوليا بوليسكانوفا، المشرفة على الدراسة، أن هذا العدد الهائل من سيارات الديزل "القذرة" التي تمثل خطرا على البيئة هو عدد مبدئي، وأن معدي الدراسة استندوا في إعداده إلى نتائج اختبارات ميدانية أجرتها هيئات وطنية في الطرق والشوارع عقب فضيحة عوادم سيارات "فولكسفاغن".
كما استعان معدو الدراسة بالبيانات الخاصة بمنظمة “Emission Analytics”البريطانية المعنية بتحليل انبعاثات السيارات والتي أعدتها المنظمة بالنسبة لبعض علامات السيارات.
ثم قام معدو الدراسة بتجميع البيانات الخاصة بأعداد سيارات الديزل التي حصلت على ترخيص في أوروبا منذ عام 2010. وتبين من خلال الدراسة أن سيارات الديزل من إنتاج "فولكسفاغن" التي تدرج تحت معيار يورو6 حصلت على ترتيب جيد بين بقية السيارات التي صنفت تحت نفس المعيار.
فرغم أن هذه السيارات تتسبب خلال سيرها في الظروف الطبيعية في ضعف المسموح به لسيارات يورو6 من انبعاثات أكاسيد النيتروجين، إلا أن سيارات "أوبل" و"فوكسهول" تسببت في أكثر من عشرة أمثال العوادم المسموح بها لهذه الفئة، في حين أن سيارة "رينو نيسان" تتسبب في انبعاثات تزيد عن 14 ضعف ما هو مسموح به.
بل إن انبعاثات أكاسيد النيتروجين لدى سيارتي "فيات" و"سوزوكي" تبلغ 15 ضعفا حسبما أكد معدو الدراسة. ويعلم الخبراء منذ وقت طويل أن اختبارات الانبعاثات التي يُعتمد عليها عند منح تراخيص السيارات تتم في ظروف غير واقعية، لأن هذه الظروف تكون مثالية جدا مما يجعلها تسفر عن نتائج غير حقيقية عند مقارنتها بظروف السير العادية. كما اعترفت شركة "فولكسفاغن" قبل عام بأنها استخدمت برمجيات لتجميل هذه النتائج بشكل إضافي.