هل عجز ألمانيا عن تحقيق هدف تسيير مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2020 يعتبر "إفلاسا سياسيا" لميركل؟

برلين/خاص: اعتبر حزب الخضر الألماني المعارض اعتراف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعدم قدرة ألمانيا على تحقيق هدفها بتسيير مليون سيارة كهربائية على طرقها بحلول عام 2020 بمثابة "إعلان إفلاس سياسي". وقال أوليفر كريشر، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، في أيار الماضي أن تخلّف ألمانيا – بلد إنتاج السيارات- عن تحقيق الهدف تتحمل مسؤوليته المستشارة ميركل، لأنها لم توفر له الأولوية على أجندة حكومتها. وأضاف أن التخلي عن هذا الهدف بمثابة "إعلان إفلاس في السياسة الصناعية والمناخية".
يذكر أن الحكومة الألمانية وضعت هدفا بتسيير مليون سيارة كهربائية على الطرق الألمانية بحلول عام 2020، عبر حوافز شراء. ورغم ذلك ظلت مبيعات السيارات الكهربائية متراجعة عن المعدل المنشود. وقال كريشر "بدلا من تقديم دعم متواصل للسيارات الكهربائية، تضع المستشارة منذ سنوات يدها الحامية على الديزل"، موضحا أن ميركل تضر بذلك بقطاع السيارات الكهربائية، بدلا من العمل على إحداث نقلة نوعية فيه.
وكانت ميركل قد قالت في أيار الماضي أن من المرجح ألا تتمكن ألمانيا من تحقيق هدف الحكومة للوصول بعدد السيارات الكهربائية على الطرق إلى مليون سيارة بنهاية العقد الحالي.
وأبلغت ميركل مشرعين من تكتل يمين الوسط الذي تتزعمه "بالنظر إلى الوضع الحالي، فإننا لن نتمكن من تحقيق هذا الهدف". لكنها قالت إن انتعاش الطلب في السوق على السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية قد يحدث بشكل مفاجئ مثلما كان الحال مع ابتكارات أخرى مثل الهواتف الذكية.
ولا تزال مبيعات السيارات الكهربائية ضعيفة في ألمانيا على الرغم من الخصومات التي استحدثت العام الماضي ومنحت للمشترين للسيارات الصديقة للبيئة. وفي عام 2016، كان هناك أقل من 80 ألف سيارة كهربائية تسير على الطرق في البلاد.
ويقول الخبراء إن المستهلكين الألمان لا يزالوا محجمين عن شراء السيارات الكهربائية، بسبب أسعارها المرتفعة نسبيا، ومحدودية المسافة التي تقطعها، والقيود المتعلقة بانخفاض عدد محطات الشحن.
وتستغرق السيارات الكهربائية وقتا طويلا لشحن البطاريات وهي نقطة ضعف أخرى مقارنة بالسيارات التقليدية التي تعمل بمحركات البنزين والتي يمكن ملء خزاناتها في ثوان.