شذرات بيئية وتنموية: ظلم سيدة الأشجار وثقافة خالية وابتكارات نضالية وذكريات تربوية
أبناء صف الصحافي عبد الباسط خلف
خاص بآفاق البيئة والتنمية
قائمة سوداء
تنتشر عادات سيئة بحق شجرة الزيتون، ففي مواسم غرس الأشجار تتسابق مؤسسات عديدة لزراعة المزيد من الشجرة الأولى في فلسطين، وللأسف، ينشط المشاركون في حملات التخضير، ذات الأسماء المختلفة، بنشر صورهم خلال الزراعة. ولكن في موسم الصيف الحار، تجف العديد منها.
سألت موظفًا كبيرًا له باع طويل في تنظيم هذه الحملات: لماذا لا تتابعون غراسكم؟ فقال: "على المزارعين تحمل هذه المهمة، ويكفي أننا دعمناهم بالأشجار...
أما آفة "عين الطاووس"، التي باتت تهدد الأشجار، فلا جهود جماعية لمعالجتها. في حين لا تمارس جهود فعلية لتشجيع الأجيال الشابة على العودة إلى الأرض، والتوقف عن إهمالها.
ولا تكف فئات عديدة عن استخدام الأساليب الخاطئة في القطاف كضرب الأشجار وتحطيم الأغصان بالعصي، والتبكير في قطف الزيتون قبل نضوجه.
كل هذا بجوار التمادي في رش الأعشاب داخل الحقول بالمبيدات الكيماوية، أو التخلص منها بالحرق بعد جفافها، وممارسة عادات الرعي الجائر لقطعان الماشية.
أما التخلص الآمن من مخلفات المعاصر المعروفة بـ"الزيبار"، خشية تلويث التربة والمياه الجوفية والبيئة عمومًا، فلا يحظى بجهود جدية....
الانتفاضة الفلسطينية عام 1987
تراث!
تسأل 23 طالب مدرسة في عامهم الدراسي الأخير: "ما معنى سنة شلتونية، وما هو عكسها؟" للأسف لم تعثر على إجابة صحيحة واحدة منهم. والغريب أن البعض حاول تفسير تلك العبارة بـ" سنة يكثر فيها المطر والبرد، وينزل الثلج في مناطق منخفضة"!
انفصالنا عن التراث والأرض وما يتصل بها من مصطلحات ليس بالشيء السهل. فجيل لا يرتبط بتراثه لا يبشر بمستقبل واعد للأرض وثوابتها.
المدرسة التي تعلم فيها الصحافي عبد الباسط
تنمية نضالية
اشتق شبان بلدتنا، عشية انتفاضة الحجارة عام 1987، جرس إنذار، واستخدموه خلال اقتحام جيش الاحتلال لبرقين. الرسالة التحذيرية كانت فعّاله وسريعة الانتشار وصديقة للبيئة في مكوناتها، ولو أنها تسبب ضجيجًا.
تمثلت تلك الأداة في الطرق على أعمدة الكهرباء بكل قوة، وبالحجارة أيضاً. وقتها كان الصدى ينتشر في كل أنحاء البلدة، والبداية من الأماكن المرتفعة المشرفة على المداخل، ثم تنشطر لغير حي، لتشكّل ما يماثل السلم الموسيقي. كثيرون من الأهالي - وبخاصة كبار السن- كانوا يصابون بالهلع وترتعد فرائصهم من هذه الأصوات، وأذكر أنها كانت تتكرر في بعض الأيام ثلاث مرات. فيما كان تفاخر البعض بأنها لا تحتاج لطاقة كهربائية، رغم أنها تستخدم أعمدة التيار الكهربائي. وقال آخرون إنه لا يمكن للاحتلال منعها إلا باقتلاع الأعمدة من جذورها!
سؤال
ما المسوغات القانونية لإعفاء شركات خاصة كبرى ( كالوطنية وأخواتها) من رسوم الترخيص، في وقت يطلب من أصحاب البسطات الدفع قبل الرفع؟
طقوس قطف الزيتون الفلسطيني
توزيع غير طبيعي
تسكنك المدرسة، وتتذكر رفاقها وطقوسها وأساتذتها، وتستحضر ترتيب طلبة صفك الذي كان الأكثر اكتظاظا في المدرسة كلها، وفي بعض المناسبات تجاوز الخمسين وكاد يحطم الرقم القياسي، بعضهم كان يكبرنا ونلحق به لرسوبه.
تجري توزيعًا لمهن أقرانك وتعليمهم العالي والشهداء منهم والذين غيبهم الموت المُبكر، فتأتي هذه اللوحة الدالة على غياب التخطيط والإدارة التربوية الرشيدة المتصلة بالتعليم المهني، وذلك على هذا النحو: أحمد عامودي (عامل)، أحمد سمور (جهاز أمن)، أحمد الشلبي ( عامل)، أسيد خلوف (طبيب عظام)، إياد شلاميش ( استشهد خلال انتفاضة الأقصى)، أيمن الشلبي( عامل)، باسم عمر( تاجر)، باسم حماد (مزارع)، بلال صبحي ( صاحب شركة حواسيب)، بسَام عتيق ( توفي قبل سنوات بمرض عضال) بلال عوض ( تاجر)، توفيق جرار (عامل) جمال هندي (عامل)، جمال عتيق ( مربي أغنام)، جميل حمادة (عامل)، حسام عتيق ( مزارع وتاجر)، حسن أبو خالد ( عامل)، حسين صباح( عامل)، خالد صبح (عامل)، راتب خلوف ( موظف بلدية وتاجر)، راجح قدورة ( عامل)، ربيع أبو الحوف ( حرفي ومربي أغنام)، ربيع حامد ( سائق)، ريمون غنيم ( غير اسمه محمد وتوفي يوم أمس في حادث سير) زياد طالب ( نجار وسائق)، ساهر صبح ( صاحب مغسلة سيارات وهو شقيق خالد)، سامر عتيق ( عامل ومزارع)، سعيد أبو خالد (عامل)، شامان صبح ( استشهد خلال انتفاضة الأقصى)، صالح صبح ( عامل)، صلاح شلبي (مزارع)، طارق عتيق ( طبيب متخصص بألمانيا الاتحادية)، عبد الباسط خلف ( صحافي)، عبد الكريم حمادة ( سائق)، عبد الرحمن أبو الحوف ( معلم بناء ثم فرّان)، عثمان عرسان ( عامل بناء)، عمار شلبي ( مزارع)، عمر عتيق (موظف بجهاز أمني)، علي حمدان (تاجر)، علاء عامودي (عامل)، قاسم قدورة (حرفي)، قيس وقيصر عباس ( توأم أحدهما مزارع والآخر عامل)، قيصر غانم (عامل)، ماهر عبيدي (موظف أمن ومزارع)، محمد خلف ( محام توفي قبل سنوات)، محمد مسّاد ( .....)، محمد أبو عودة ( مزارع) ، محمود خلف (أستاذ جامعي)، محمود أبو الحوف (موظف إداري بمستشفى)، مجاهد عامودي (قصّاب)، مسعود أبو خالد ( توفي غرقًا)، مصطفى نمر (سائق)، معتصم صبح (تاجر سيارات في إسبانيا) معين جبور (مشرف كنيسة)، مؤيد جبور ( تاجر وهو شقيق معين )، ناصر أبو عودة ( حرفي ألمنيوم) نضال خلف (مزارع)، نضال جواد (معلم فن)، هيثم عتيق (عامل بناء)، هلال أبو شهاب (عامل وتاجر)، يوسف خلف ( مصور تلفزيوني).
aabdkh@yahoo.com
موسم قطف الزيتون الفلسطيني وعصره