برلمان المناخ... مجال لصناعة السياسات الصديقة للبيئة وتغيير المسار التنموي
تعد البرلمانات التي تمتاز بالقدرة والحيوية ضرورية لعمليات التنمية في البلدان، لأنها مؤسسات هامة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية الاقتصادية. وتدعم التنمية البرلمانية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية دعماً مباشراً لأن النواب يمثلون الناخبين الذين يُفترض أن يستفيدوا منها، وهم في الوقت نفسه مسئولون عن تمرير القوانين التي تضفي الطابع المؤسسي على التغييرات المطلوبة لتلبية الأهداف الإنمائية للألفية. وينبغي على النواب تمثيل وفهم وإبراز مصالح جميع ناخبيهم ومجتمعاتهم كي تكون التنمية أكثر عدلاً وفعاليةً. وفي الواقع فإن دور البرلمان النشيط في التخطيط للحد من الفقر يعزز المشاركة المجتمعية الأكثر شمولاً في التنمية الاقتصادية.
يمكن للبرلمانيين تعزيز القدرة الوطنية لإدارة البيئة بطريقة مستدامة، وخصوصاً من خلال رسم وتنفيذ سياسات واستراتيجيات وخطط وطنية. كما يمكنهم خلق إرادة سياسية للضغط من أجل مصادر الطاقة المتجددة وإدخال تعريفات وإعانات مواتية لها؛ لتحفيز النقاش بشكل أكبر حول سياسة الطاقة المتجددة. حيث يلعب البرلمان دوراً رئيسياً في وضع سياسات بيئية سليمة تتعلّق بالتخفيف من تغيّر المناخ والتأقلم معه؛ وذلك كعنصر فاعل رئيسي لوضع رؤية تنموية للبلد، وكمؤسسة لسنّ القوانين وكهيئة رقابية ومؤسسة تمثيلية.
فالبرلمان أساسي في وضع رؤية تنموية للبلد، سواء كان ذلك من خلال تعزيز الطاقة المتجددة أو كفاءة الطاقة أو الحفاظ على الغابات، ووضع إطار العمل القانوني لإقرارها؛ خاصة وأن العالم يواجه تحدّيات خطيرة فيما يتعلّق بتغيّر المناخ واستغلال الموارد البيئية. ويحتاج المشرّعون لمجموعة واسعة من الأدوات لخفض انبعاثات الكربون، مع ضمان حصول الجميع على الطاقة وبالتالي إلى مجال لتوحيد الآراء، وصياغة تصورات تخدم الحياة على كوكب الأرض.
ما هي أغورا agora ؟ وما دورها في خدمة البيئة والسياسات التنموية الداعمة للطاقات المتجددة ؟
أنشئت أغورا في العامين 2007 و2008 في أعقاب جولة من المشاورات وأُسندت إليها مهمة أساسية تقضي بتسهيل التعاون وزيادة الوصول إلى المعرفة وتوفير منصة لتبادل الممارسات والخبرات في مجال التنمية البرلمانية. أبصرت بوابة أغورا النور في آذار/مارس 2010. تهدف إلى جمع المعارف في منصة مركزية واحدة وتوحيد الأطراف الفاعلة الناشطة في مجال التنمية البرلمانية ضمن شبكة تفاعلية من الممارسين إلى تخطيط أكثر فعالية، كما يحدّان من خطر الازدواجية ويعزِّزان تبادل الخبرات والتجارب. وبذلك، تحفِّز البوابة استعمالا أفضل للأموال المرصودة وتنمية برلمانية أكثر فعالية، وصولاً في نهاية المطاف إلى تعزيز البرلمانات والديمقراطيات.
إن برلمان المناخ شبكة دولية من المشرعين في الدول الأعضاء مكرسة لمنع تغير المناخ وتعزيز الطاقة المتجددة. وتشكل الشبكة البرلمانية المستقلة الوحيدة التي تكرس اهتمامها الرئيسي على تطوير الطاقة المتجددة. وتدعم الأمانة العامة البرلمانيين لتقديم المبادرات على المستويات الوطنية والإقليمية للمساعدة على تسريع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة. ويعمل برلمان المناخ مع أعضاء البرلمانات حول الطاقة المتجددة منذ أكثر من خمس سنوات، وأنشأ شبكة من المشرعين من مختلف أنحاء آسيا وأفريقيا وأوروبا، يتفانون جميعا لإحداث التحول في مصادر الطاقة المتجددة، أطلق عليها اسم أغورا.
لا يمكن تحقيق تنمية الطاقة المتجددة في ظل بيئة سليمة دون توفر قيادة سياسية لتوفير كافة الرافعات للبرلمانيين التي يحتاجون إليها من أجل العمل، فهم يصوتون على القوانين وفرض الضرائب واعتماد ميزانيات الدولة؛ وهم يراقبون عمليات الحكومة ويتاح لهم الوصول المباشر إلى الوزراء ورؤساء الوزراء ورؤساء الدول؛ ويمكنهم التأثير على السياسة الوطنية وبناء أطر قانونية قوية وتوجيه الإنفاق المباشر في اتجاهات جديدة ووضع سياسات وأهداف أقوى للعمل في مجال الطاقة المتجددة. وباختصار، فإن التحول إلى عالم ما بعد الوقود الأحفوري سيستفيد بشكل كبير من دعم البرلمانيين الذين يتوفر لديهم الاستعداد لاستخدام رأسمالهم السياسي من أجل تعزيز مكانة الطاقة المتجددة.
يشكل البرلمانيون قادة سياسيين مهمين في بلدانهم ومن المتوقع أن يحل البرلمانيون المشاكل اليومية في الوقت الذي يدرسون أيضا التنمية على المدى الطويل، إنهم يلعبون دورا رئيسيا في تسهيل تحقيق الأهداف الإنمائية الطويلة الأجل، ولديهم السلطة لمراقبة تنفيذ القوانين والسياسات التي تضمن إتاحة الحصول على الطاقة المستدامة للجميع.