اسم الكتاب: خير بلادك، دليل الاستهلاك الأخلاقي في فلسطين
عدد الصفحات: 144 من القطع الصغير
اسم الناشر: مؤسسة هنرش بل، فلسطين والأردن
سنة الإصدار: كانون الأول، 2014
تأليف: منى دجاني ولينا اسماعيل
يتألف هذا الدليل البيئي القيّم -الذي أعدته الناشطتان البيئيّتان منى دجاني ولينا اسماعيل من إصدار مؤسّسة هينرش بُل- من مائة فقرة تعريفيّة بالمنتوجات الزراعية والحرف والتجارات الفلسطينية على امتداد فلسطين، بهدف التبضّع محلّيًّا ودعم المزارعين الفلسطينيين الصغار وصناع الحرف اليدويّة التقليديّة من صغار المنتجين، والسعي نحو إبطال أنماط الاستهلاك الضارّة بالصحة والبيئة وبالعدالة الاجتماعيّة.
رسالة الدليل وكما ورد في مقدمته التوضيحية هي التركيز على دعم المنتجين المحلّيّين من خلال تبضّع المنتجات البلديّة، الأمر الذي لا يقوّي فقط الاقتصاد الفلسطينيّ ويساعد على المحافظة على أساليب الإنتاج التقليديّة، بل يساهم في وضع فلسطين ضمن المجتمعات العديدة حول العالم التي تناضل من أجل الانفلات من السياسات الاقتصاديّة المستبدّة التي يتم فيها استغلال الموارد بشكل غير عادل.
استهلاك أخلاقي وواعي
يعرفك هذا الدليل على مفهوم التبضع الأخلاقي في فلسطين، بحيث يقدم لك بعض التوجيه لخطواتك الأولى في مشوار أن تكون مستهلكًا أخلاقياً، وأيضا بعض النصح للتبضع بإدراك ووعي أكبر، وذلك لاتخاذ قرارات واعية بشأن عادات أكلك ومعيشتك.
يدعو هذا الدليل -من خلال دعم الاستهلاك المحلي- إلى ممارسات ومفاهيم من شأنها خلق حالة من التفاعل المباشر مع المزارعين والمنتجين، الطبخ وفق الموسم، العودة إلى الطقوس التقليديّة والثقافيّة التي تؤشّر إلى تغيّر المواسم، و"الاقتصاد المقاوِم" ذو الدوافع السياسيّة.
حقول الإنتاج الرئيسية في هذا الدليل هي: الخضار والفاكهة، الطعام المحفوظ، النبيذ والبيرة، المراكز الثقافية، الدكاكين (المشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى الترويج للمنتج المحلي)، الشركات الصديقة للبيئة. تم اختيار تلك الحقول بناءً على توفر معيار من المعايير الثلاثة التالية: دور المنتج في التمكين الاجتماعي، وهل المنتج صديق للبيئة، وهل تم إنتاج المنتج أخلاقيا هل توفرت البيئة الآمنة والفرص العادلة للمنتج.
الغذاء والحرف
طور هذا الدليل بحيث يكون إبداعيا، واعياً وسهل الاستعمال، وحيث أن اكبر حقلي إنتاج في هذا الدليل هما الغذاء والحرف، لذلك فالدليل يورد نقاط جذب عديدة لهما في مناطق جغرافية مختلفة حيث يعيش ويعمل الفلسطينيون.
يوجد في هذا الدليل، لكل منتج وصف في لمحة مختصرة تفصل خلفية تلك التجارة، وقصة المنتج ذاته، وطموحاته وتحاول الصور الفوتوغرافية أن تظهر المنتجات بالإضافة إلى صور الأشخاص أصحاب تلك المنتجات، كما توجد معلومات الاتصال للمساعدة في إيجاد هؤلاء الناس ومنتجاتهم، ومعرفة الجديد من أخبارهم.
اقتصاد خدمات
وقد جاء في مقدمة الكتاب: "ساهم الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ والذي لا يضع القيود الثقيلة فقط على حركة الشعب الفلسطينيّ والبضائع الفلسطينيّة، في إحكام قبضته على الاقتصاد الفلسطينيّ بدءاً من شروط اتّفاقيّة باريس التي جعلت استحالة تصدير الإنتاج الفلسطينيّ أمرًا واقعًا، والتي أدّت أيضًا إلى إغراق الأسواق والمحال الفلسطينيّة بالبضائع الإسرائيليّة".
وأضافت المقدمة أيضاً: "أدى انعدام القدرة على الوصول إلى الأرض والأسواق، إلى جانب سياسات تنمويّة مضلَّلة، إلى تهميش قطاع الزراعة الفلسطينيّ الذي تستمرّ حصّته في الناتج المحلّيّ الإجماليّ في التضاؤل. أمّا المحصول الزراعيّ فهو في أغلبه مستورد من إسرائيل. إنّ محاولات بناء زراعة صناعيّة موجّهة نحو التصدير وإنتاج محاصيل تجاريّة واستخدام المبيدات الكيماويّة قد أضرّت كثيرًا بالمنتجين الصغار، مثلمّا أضرّتهم محاولات السلطة الفلسطينيّة تحويل الاقتصاد الفلسطينيّ إلى اقتصاد خدمات. ما أثر على جميع الحرف اليدويّة الفلسطينيّة والأشغال التقليديّة التي خسرت مكانتها ومكانها على رفوف الأسواق المحلّيّة، إلى حدّ أصبحت فيه الرموز الفلسطينيّة، مثل الكوفيّة تحمل رقعًا كتب عليها "صُنع في الصين".
يشعرك هذا الدليل بالأمل، فرغم الظروف السياسية المحبطة التي نعيشها في فلسطين، إلا أن المبادرات والأفكار الإبداعية البسيطة في مجال الاستهلاك الأخلاقي هي مؤشر واعد يبشر ببداية صحوة وعودة لكل ما هو عضوي وبلدي من ناحية الغذاء، وفلسطيني ومحلي من ناحية الصناعات، وتراثي أصيل من ناحية التثقيف وتعزيز الانتماء للأرض. أنصح كل مهتم بتنمية فلسطينية حقيقية واقتصاد وطني مقاوم أكثر استدامة بالاحتفاظ بهذا الدليل الذي يقدم لنا أصواتاً غردت خارج سرب الاستهلاكية، ودعت إلى الالتفات لخيرات بلادنا بأسلوب واضح ومختصر وجذاب.