خاص بآفاق البيئة والتنمية
حداد معكوس!
تخريب الأشجار في جنين إثر الاغتيال الإسرائيلي للشهيد إسلام الطوباسي
يبدو أن بوصلة كل شيء انحرفت: فصرنا باسم الشهيد نُدمر ونُخرب، وننثر النفايات على الأرض، ونُكسّر الأشجار، ونُطلق الرصاص داخل السوق، ونُشعل أبواق السيارات( كما حدث في السابع عشر من أيلول بجنين)، ونصرخ على المارة والباعة؛ لحملهم على "الحداد" الإجباري. خلال انتفاضة الحجارة، كان شهداء نابلس وغزة وكل الوطن يُسقطون الدموع بغزارة في كل بيت فلسطيني، وكنا نسير مسافات طويلة لوداع الأكرم منا جميعاً. شيء ما في علاقتنا بالشهداء تغير، ولم أعد أفهمه، تماماً كما أستعصى لديّ استيعاب أعمال التخريب للممتلكات العامة، وتكسير الأشجار!
زقاق وزحف
أشعل كتاب الصديق والأديب اللبناني د. طارق البكري "سباق في الزقاق" حنيني لزقاق بيتنا القديم. كان جميلا وكنا نرى سور جارتنا أم زياد رحمها الله كقلعة. في داخله نثرنا أحلام طفولتنا، وشاهدنا المطر الذي أغرقه كثيرا، بخلاف طقس اليوم الجاف، فيما سبحنا نحو ظله في الصيف القائظ. لكل بقعة فيه ذكريات لا تخبو نارها: العمة العذبة وجلستها على زاويته، وقبلها العم خالد وخطواته فوق ترابه، الجيران وشجرة التين الباسقة، العيد ورمضان، تجارتنا الطفولية في "السحبة" و"السحلب" و"الفوشار" و"عصير التمر هندي"، الاحتماء من جيش الاحتلال، فترات حظر التجوال الطويلة، اقتحام الجنود له بحثا عن أخي المطارد علاء. في بلدتنا، وسواها، كل شيء جميل اختفى أو في طريقه للاندثار، بيدر أبو طه الواسع، "بير الهياسا" الرحب، مراح قمر الذي يتوسط برقين، الحاووز الذي كان ينبع من بطن الجبل قبل أن يصير مجرد ذكريات، السهل الممتد دون اسمنت لطخ صورته، طريق درب السوق المرصوفة بالحجارة والخالية جنباتها من المساكن، حملات التطوع لتنظيف البلدة في غير موسم، الأفراح المنزوعة من الإزعاج، وغيرها. كأن المال والحداثة أتلفا صفاء الريف، فجاء زحفهما ليدمر كل بقعة زراعية!
جامعات
أضع نفسي مكان الطلبة الجدد، ومن ينتظرون إتمام متطلبات تخرجهم، الذين ملوا انتظار بيرزيت حتى تفتح أبوابها في وجه أحلامهم. ماذا نقول لهم: اصبروا قليلا، أو نصارحهم باستعصاء الأزمة، أو ندعي أنها في طريقها للحل، أم نقول أن جهات الاختصاص عجزت عن إيجاد مخرج؟ بكل الأحوال: هل نلوم مئات الطلبة المنتظرين لو دفعهم الإحباط للهجرة، أو كرهوا العلم، أو فعلوا ما فعلوا بأنفسهم وأحلامهم؟
أنشر في موقع الجامعة الافتراضي على" الفيس بوك"، رسالة وفيها: عزيزتي بيرزيت، أكتب لك بمناسبة أنني أحب اشراقتك وزيتونتك وسيرتك العلمية الرفيعة، أرى أن الحل لأزمتك يجب أن ينطلق من مجلس التعليم العالي ووزارة التعليم العالي، ولا بد من وضع معايير موحدة وفورية للجامعات كلها. لا نفهم الفجوات في الأقساط والرواتب أيضا بين الجامعات. التعرفة الموحدة، ورفع الدعم الحكومي ستحلان الأمر؛ لأن تحديد بدل التعليم والبحث العلمي، أهم من تحديد أسعار الدجاج، وخدمات الاتصالات، والسجائر وغيرها!
تبرعات
قبل أيام، دعانا الخطيب للتبرع لصالح اللجنة الأهلية لتنظيف المساجد. بالمناسبة: ماذا تفعل وزارة الأوقاف بأموالها وعقاراتها، وهل خدمة بيوت الله من جيوب عباد الله!
غلاء
هاك ورقة حمراء ذات ثلاث خانات، اذهب بها للسوق، وقل لي كم ستشتري من احتياجاتك، وبالمناسبة كم تُشكل من دخلك الشهري. أنه عصر الغلاء المجنون والمتصاعد!
زلزال
قبل ربيع العرب القاحل، كنت أخشى من الهزات الأرضية، وغير مرة كتبت عن تقصيرنا في الإستعداد لها، في غير حوار مع د. جلال الدبيك، ومسؤولي الهيئة الوطنية للحد من الكوارث الطبيعية، اكتشفت أن جاهزيتنا تكاد تكون (صفر)، والمفارقة أن أحد المسؤولين قال لي: مخازن الاستعداد للكارثة غير مقاومة للزلازال! اليوم، وعطفا على هزة البحر الميت الخفيفة، التي وقعت في النصف الأول من أيلول 2013، صرت أقل رعبا من "غضب الطبيعة"؛ لأننا نعيش هزات يومية، وقتل وذبح وتدمير. وفي أسوأ الظروف قد تُقرب هزات الأرض القلوب، قليلاً، ولعلهم يسكتون مدافعهم ورصاصهم في استراحة قاتل اضطرارية، لحين الخروج من تحت الانقاض؛ لإكمال شهوة القتل!
مناهج وتعديلات!
في 11 أيلول الفائت، أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميمًا عل كافة مديرياتها، ومما جاء فيه:
- إعفاء طلبة القسم العلمي من دراسة مبحثي التكنولوجيا والإدارة والاقتصاد.
- إعفاء طلبة قسم العلوم الإنسانية من دراسة مبحثي التكنولوجيا والثقافة العلمية.
- إعفاء طلبة قسم العلوم الشرعية من دراسة مبحثي التكنولوجيا والقضايا المعاصرة.
4- إعفاء طلبة القسم التجاري من دراسة مبحثي التكنولوجيا والتطبيقات المالية والإدارية.
وسيتم حصر المعلمين في الفائض من التخصصات السابقة، وسد العجز من خلالهم في تدريس المباحث ذات العلاقة بتخصصاتهم.
واللافت في القرار: شطب منهج التكنولوجيا في الفروع كلها، عدا عن الثقافة العلمية لفرع العلوم الإنسانية. أما غير المفهوم في التعديل، ما أعقبه من تبرير لمسؤول في الوزارة من أن إعفاء الطلبة من دراسة التكنولوجيا، جاء لعدم وجود مختبرات وبنية تحتية؛ لعقد امتحانات عملية للطلبة! فيما ياتي السؤال: وماذا عن الذين رسبوا في الامتحانات السابقة، أو تحطمت أحلامهم بسبب طريقة التقييم الخاطئة للطلبة في مساق عملي بامتياز؟
علاقات عامة
لمناسبة تكاثر أخبار العلاقات العامة المتصلة بالنجوم وخاصة الشاب محمد عساف، اقترح أن نغير من طبيعة التغطية لتصير مثلا: نابلس تزور عساف، عساف يمنح وزارة المواصلات رخصة قيادة، الشارع يُكرم الفنان عساف لمروره الكريم منه، وهكذا....!
رعب الكولا!
ينشر موقع www. ibda3world.com الإلكتروني تقريرا مدعما بالصور والفيديو، حول مشروب "الكوكاكولا". ويقول: "هناك العديد من الاستخدامات الخارجة عن المألوف والغير عادية لشراب الكوكا كولا، مما يمنحه ميزات تتعدى كونه الشراب الاعتيادي والمفضل لدى الكثيرين، وما عليك سوى أن تجرب بنفسك ولسوف تفاجأ حتماً بالاستخدامات البديلة لمثل هذه المشروبات الكلاسيكية.
ويعدد الموقع الاستعمالات لهذا المشروب: “كإزالة الصدأ، حيث أن وضع قطع صدئة أو عليها دهون في الكوك تجعلها تلمع، وتنظيف الحمامات والمراحيض، وإضفاء لمسة الأنتيك على صورك، وإزالة العلكة“ العالقة في الشعر، ونقع الأواني ليلاً لإزالة الصدأ، وإزالة المياه المتجمدة والثلوج،إزالة الرائحة الكريهة، وتنشيط أعشاب الحديقة، كما أنها تبعد الحشرات، وتدخل فيصناعة المتفجرات، وتنظيف الملابس، وتزيل بقع الدماء، وتتخلص من الآفات المزعجة،وتنظف النوافذ من الأوساخ والشحوم..."
ومما ورد في التقرير: نظراً لاستخدام حمض الفوسفوريك في الكولا، فهو المشروب الأكثر تركيزاً في المادة الحمضية “الأسيد” من المشروبات الأخرى كالليمون أو الخل، والكم الهائل من السكر المضاف إليه يعمل على إخفاء ذلك التركيز. وتم ربط حمض الفوسفوريك مع انخفاض كثافة العظام في بعض الدراسات الوبائية، بما في ذلك المناقشة في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، كما أظهرت دراسات معارضة العكس، أن استخدام كمية منخفضة من الفوسفور يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام.
ووفقاً لمركز العلوم بالمصلحة العامة (the Center for Science in the Public Interest CSPI)، وهي مجموعة مراقبة المستهلك غير المنتسبة لصناعة المواد الغذائية، فإن النسبة الكبيرة من الفوسفات تأتي من اللحوم ومنتجات الألبان، وجزء صغير يأتي من الإضافات في المشروبات الغازية، لذا يجب أن يكون السبب في عدم شرب الكوكاكولا هو السكر والملونات الغذائية الاصطناعية، وليس حمض الفوسفوريك.
ويتساءل الموقع: هل ما زالت لديك الشهية لشرب الكولا!!.. نترك لك الخيار!
aabdkh@yahoo.com