مطالبة منتجي الأغذية الألمان بالشفافية لدى الإعلان عن مكونات سلعهم
فرانكفورت / خاص: كثيرا ما تكتب معلومات هامة عن المنتج بخط صغير على العلبة، فقد يكتشف المستهلك مثلا أن هذا المنتج يحتوي على كحول، دون أن تبرز هذه الحقيقة له بخط كبير. "وكل ذلك يحدث بشكل قانوني ودون مخالفة للوائح المعمول بها في هذا المجال". ولكن بعض المستهلكين يمشون في متاجر السلع الغذائية ممسكين بعدسة مكبرة ليقرأوا بها التفاصيل الدقيقة المكتوبة بخط لا يكاد يقرأ.
وعلى الرغم من أن هناك الآن عربات تسوق مزودة بمثل هذه العدسات، إلا أن القليل جدا من المستهلكين هم الذين يستخدمونها حسبما أوضح غيرد بيلن، رئيس إدارات الاتحاد الألماني لحماية المستهلك في أيلول الماضي في فرانكفورت.
وقال بيلن إن "عين المتسوق تركز على المنتج 1.4 ثانية فقط لمعرفة محتواه قبل اتخاذ قرار بشأن شرائه من عدمه، وأضاف إن هذه الفترة قصيرة جدا ولا تكفي لاتخاذ القرار الصحيح بعد دراسة المنتج من خلال المعلومات المطبوعة على العلبة وهو ما تراهن عليه الشركات المصنعة التي ترى أن الاتهامات الموجهة إليها بعدم توعية المستهلك بالشكل الكافي بشأن منتجاتها يعمق الخلافات القديمة بهذا الشأن".
وينصح حماة المستهلك في دليلهم الذي أعلنوا عن نشره في أيلول الماضي في فرانكفورت والذي يحتوي على223 صفحة بتوخي كامل الحذر وبالريبة تجاه المنتجات الغذائية. وقال الخبراء إنه توجد دائما في متاجر الأغذية في ألمانيا "مصائد" تكمن بين السطور التي توضح محتوياته، وإنه من الممكن أن يجد المستهلك ان "مشروب فراولة ليس به فراولة أصلا، أو ان الباتيه بكبدة الأوز لا يحتوي على أكثر من 2% من كبدة الأوز".
وقد يكون هناك حسب الخبراء نسبة كبيرة من لحم الخنزير في لحم الخروف المتبل، وقد يكون هناك "حليب من الألب" رغم أن مصدره هو ولاية شليسفيغ هولشتاين شمال ألمانيا. هذه بعض الحالات التي اضطرت خبراء حماية المستهلك لإعداد هذا الدليل لتوعية المستهلكين.
وأظهر استطلاع سابق لاتحادات حماية المستهلك في الولايات الألمانية أن نحو ثلاثة أرباع المستهلكين يعرفون منذ فترة طويلة أنهم يتعرضون للغش من قبل شركات الأغذية.
وأكد غيرد بيلن على ضرورة أن يكون المستهلك على علم كامل بحقيقة المنتج الذي يشتريه وضرورة أن تتوفر القواعد القانونية التي تضمن ذلك، وقالت إنه لا يكفي مجرد إنشاء موقع إلكتروني خاص بوقائع الغش التي يتعرض لها المستهلكون، وإنه من الضروري أن يكون المستهلك على علم كامل بمصدر المنتج وبشكل لا يقبل الشك "فهناك فرق بين أن تكون الفراولة المستخدمة في تصنيع الحلويات من الصين أو من مكان آخر" حسبما رأى بيلن الذي أشار إلى أنه تم العثور العام الماضي على فيروسات مسببة لالتهاب الكبد الوبائي في فراولة مستوردة من الصين. كما أكدت منظمة فوود ووتش المعنية بمراقبة الأغذية وحماية المستهلك على ضرورة أن يكون المستهلك على وعي تام بحقيقة المنتجات الغذائية التي يشتريها.
وعن ذلك قالت خبيرة المنظمة أنيه ماركفارت إن "الغش القانوني لن يتوقف قبل أن تتوقف الحكومة الألمانية عن تدليل الشركات المصنعة للأغذية، وقبل أن يتم الزام هذه الشركات قانونا بجعل البيانات الإرشادية على منتجاتها أكثر وضوحا".
من جانبها تؤكد هذه الشركات أنها مستعدة لإجراء حوار مع الجهات المعنية بشأن سبل تحسين هذه الإرشادات، وأنها منفتحة دائما على أي انتقادات توجه إليها حسبما جاء على لسان شتيفان بيكر زوننشتاين، المدير التنفيذي لمنظمة ليبنسميتل فيرتشفات التي تضم العديد من المنظمات والاتحادات التي تمثل شركات الأغذية.
ورأى بيكر زوننشتاين أن شن حملات لاذعة على شركات الأغذية مثل حملة أكاذيب السلع الغذائية (ليبنس ميتل لوجين) تمثل "انتكاسة للعصور القديمة التي اتسمت بإهانة الآخر".
وكانت المنظمة قد نشرت مؤخرا دراسة أعدها معهد تي.ان.اس.انفراتست "أظهرت حسن ظن المستهلك بالشركات المصنعة للأغذية وثقته بها وأظهرت ثناء المستهلكين على هذه الأغذية وأن 80% تقريبا من المستهلكين الألمان يقيمون جودة هذه الأغذية بشكل إيجابي".
وعلق بيلن على هذه الدراسة ساخرا بالقول:"الجودة طيبة، رغم ما يشعر به المستهلك ويعيشه من خذلان من قبل هذه الشركات".