استنبات الأعلاف في مزرعة ربيع قصراوي
خاص بآفاق البيئة والتنيمة
تتخذ البشاشة مكاناً لها في وجه الثلاثيني ربيع حسين قصراوي، وهو يتجول في مزرعته ذات الأربعة جدران، فيما يتفاخر بأنه يزرع ويحصد في الماء، ودون تربة، بمكان لا يزيد عن الثلاثين متراً مربعاً، لكنه يمنحه الإنتاج الوفير من أعلاف القمح والشعير والذرة.
يقول: بدأت الفكرة من شبكة الإنترنت، فصرت أتصفح وأبحث عن مفهوم الزراعة المائية، وبخاصة وأننا نعاني مشكلة قلة الأرض الزراعية، وعدم وجود مياه كافية لريها، إضافة إلى تذبذب الأمطار وتراجعها. وتوصلت قبل نحو نصف عام إلى طريقة زراعة"الشعير المستنبت".
ربيع قصراوي يشرح عن التقنية التي يتبعها في زراعة الاستنبات
اكتفاء ومراحل
بحكم مهن التمديدات الكهربائية والصحية والبناء التي يتقنها قصراوي، فقد صمم بنفسه أماكن الرفوف والإنارة وشبكات الري داخل المزرعة الصغيرة، في أطراف بلدة برقين الشرقية المجاورة لجنين، وبدأ يقضي نحو 5 ساعات يومياً فيها، يزرع ويحصد ويسقي ويراقب ويعقم ويحلم بزراعة أصناف جديدة كالخس والفراولة والأزهار.
يزيد: خلال سبعة أيام فقط، نحصد ما زرعناه، وتكمل النباتات نموها بطول 30 سنتميتراً، وينتج كل كيلو غرام من الحبوب سبعة أضعاف، فيما لا أحتاج إلا لمائتي لتر من الماء لري مزرعتي، وأحافظ فيها على درجة حرارة بين 18 و21 درجة مئوية، وهي بيئة تجعل صغاري الأربعة: أمير، وديالا، وديما، ومحمد يفضلون المكوث فيها، واللعب هرباً من الحر.
يوالي: الأمر مُكلف مادياً، وأحتاج كل يوم لأكثر من عشرة شواقل مقابل الإضاءة وحدها، وواجهت صعوبات في إقبال مربي الأغنام على شراء منتوجات المزرعة، إلا أنني قدمت لهم مثالاً عملياً، حينما بدأت أربي عدة رؤوس من الماشية، أطعمها حصاد مزرعتي، وتبين أن إنتاجها من الحليب يتضاعف إلى النصف؛ بسبب زيادة نسبة البروتين في "الشعير المستنبت" لنحو 16% مقارنة بـ10% في العلف التقليدي، واليوم غيرت الصورة، وبدأ الإقبال على مزرعتي.
في مدخل "المزرعة الاسمنتية"، يجهز ربيع، الذي أبصر النور في شتاء عام 1976، وحدة تعقيم ضد البكتيريا، فيما لا يكف جهاز التبريد والتهوية عن الدوران، ولا تسكت الإنارة ليل نهار، بينما تُربط الأواني البلاستيكية المعلقة بأنابيب الماء كلما عطشت.
يفيد: كل بداية صعبة، والمهم أن تتجاوز العقبات، وأن تصنع شيئاً للمستقبل، وأن تحقق ذاتك، وهذا أفضل من انتظار المساعدات، التي قد لا تأتي.
ربيع قصراوي، الرائد الفلسطيني في الزراعة بالماء
الحاجة أُم الاختراع!
وتنتج مزرعة قصراوي، ما يُطعم أغنامه، ويبيع الفائض، إذ يحتاج كل رأس ماشية نحو اثنين كيلو غرام من الحشائش، التي يطلق البعض عليها "العلف الأخضر"، فيما يواصل عمله في مهن التمدديات الصحية والكهربائية والبناء، ليوفر احتياجات أطفاله، لكنه لا ينسى كيف أن الشركات التجارية الناشطة في مجال الزراعة بالماء، التي أتصل بها، حاولت استغلاله، وطلبت أكثر من 17 ألف دولار لقاء تعريفه بطريقة الاستنبات، التي لم تكن سراً بالغ الصعوبة، إذا ما تزامنت مع الحاجة، التي هي أم الاختراع، كما يقتبس.
ينهي: توقفت أحلامي الدراسية عند عقبة "التوجيهي"، لكن الإرادة تصنع شيئاً كثيراً، إذا ما قرر صاحبها أن يتسلح بها. وعما قريب سأزرع التوت الأرضي والخس والأزهار دون تراب.
وحدة اربيع قصراوي لاستنبات الأعلاف
aabdkh@yahoo.com