استطلاع للرأي: الغالبية تعتقد أن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة بالمبيدات الكيميائية
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في كانون ثاني الماضي، بأن أكثر من 76% من المستطلعة آرائهم يعتقدون بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا بالمبيدات الكيميائية أو أن بعضها ملوث. وفي المقابل، 13% فقط يعتقدون بأنها غير ملوثة، و11% لا يعرفون شيئا عن حالة المحاصيل الزراعية في الأسواق المحلية.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 345 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وتشير نتيجة الاستطلاع إلى أن غالبية المستطلعة آرائهم (أكثر من 76%) لديهم وعي بوجود استخدام مفرط للمبيدات الخطرة التي يعتبر بعضها محظور محليا وعالمياً، إذ أفاد 31% بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا، بينما يعتقد أكثر من 45% بأن بعض الخضار والفاكهة في الأسواق المحلية ملوث؛ ما يعني أن أكثر من 76% يعتقدون بأن المكافحة الكيميائية في الزراعة المحلية تعاني بشكل أو بآخر من العشوائية والفوضى.
وقد برز هذا الوعي لدى فئة الطلاب الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 119، إذ أن نحو 80% منهم يعتقدون بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا بالمبيدات الكيميائية أو أن بعضها ملوث، بينما حوالي 4% فقط يعتقدون بأنها غير ملوثة، ونحو 16% لا يعرفون شيئا عن هذا الموضوع.
في المقابل، نجد وعيا كبيرا في أوساط الناشطين البيئيين والتنمويين الذين شاركوا في الاستطلاع وعددهم 75؛ إذ أن جميعهم (100%) يعتقدون بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا بالمبيدات الكيميائية أو أن بعضها ملوث؛ والمثير أن أحدا من الناشطين البيئيين والتنمويين المستطلعة آرائهم لم يقل بأن الخضار والفاكهة في السوق المحلي غير ملوثة، كما أن أحدا منهم لم يقل بأنه لا يعرف شيئا عن حالة المحاصيل في الأسواق المحلية.
واللافت أن حوالي 48% فقط من المسؤولين الحكوميين والقطاع الحكومي الذين شاركوا في الاستطلاع (وعددهم 56) قالوا بأن بعض الخضار والفاكهة في الأسواق المحلية ملوث، بينما أجاب فرد حكومي واحد فقط (أقل من 2%) بأنها ملوثة جدا. وفي المقابل، نحو 36% من المسؤولين الحكوميين والقطاع الحكومي قالوا بأنها غير ملوثة، وأكثر من 14% لا يعرفون.
ومن ناحيتهم، نفى المزارعون الذين شاركوا في الاستطلاع (وعددهم 40) بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا بالمبيدات الكيميائية، بينما قال أكثر من 52% بأن بعضها ملوث، مقابل 45% قالوا بأنها غير ملوثة، ولم يقل سوى مزارع واحد (حوالي 3%) بأنه لا يعرف.
كما أن غالبية الصحافيين (نحو 93%) الذين تفاعلوا مع الاستطلاع (وعددهم 30)، أبدوا وعيا كبيرا نسبيا (كما في حال الناشطين البيئيين والتنمويين) وأكدوا بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا بالمبيدات أو أن بعضها ملوث؛ والمثير أن أحدا من الصحافيين المستطلعة آرائهم لم يقل بأن الخضار والفاكهة في السوق المحلي غير ملوثة، مقابل اثنين فقط (نحو 7%) قالوا بأنهم لا يعرفون حالة المحاصيل في الأسواق المحلية.
وفي المحصلة، تشير نتائج هذا الاستطلاع إلى أن معظم المستهلكين (بمن فيهم المزارعين)، يعتقدون بأن الخضار والفاكهة في الأسواق الفلسطينية ملوثة جدا أو ملوثة جزئيا بالمبيدات الكيميائية. معنى ذلك أن شرائح اجتماعية واسعة تشعر بأن الرقابة الرسمية على كيفية استخدام المبيدات ضعيفة، في ظل غياب الضوابط والمعايير الخاصة باستعمالها؛ يضاف إلى ذلك واقع تهريب المبيدات او شرائها من المستعمرات الإسرائيلية، نظرا لرخص أسعارها مقارنة بالسوق الفلسطيني.
يمكننا الاستنتاج أيضا بأن الاعتقاد الشائع بوجود تلوث كيميائي كلي أو جزئي للمحاصيل المحلية، يعني وجود غياب كبير في التعاطي بحذر شديد مع المبيدات، رغم أن مؤسسات عالمية مختصة أقرّت بضرر هذه المبيدات وتسببها بأمراض سرطانية وعصبية وتناسلية ووراثية وغيرها.
الجدير بالذكر، أن مؤتمرا صحفيا نظمته مجلة آفاق البيئة والتنمية في نوفمبر الماضي، كشف عن معطيات ومؤشرات مقلقة حول الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الكيميائية من قبل المزارعين، وبين المؤتمر بأن حظر تداول مبيدات معينة أو السماح باستعمالها في مناطق السلطة الفلسطينية، لا يستند إلى منهج علمي واضح؛ فيمنع مبيد محدد في سنة معينة، ثم يعاد السماح باستعماله في سنة أخرى.