قراءة في كتاب: : ثروة الملكية العامة... عالم أبعد من هيمنة السوق والدولة
اسم الكتاب: ثروة الملكية العامة... عالم أبعد من هيمنة السوق والدولة
عدد الصفحات: 442 من القطع المتوسط
الناشر: مؤسسة هنرش بيل، ألمانيا
سنة الإصدار: 2012
"نحن نقف وسط العالم القديم والذي لم يعد يتواجد تقريباً، والعالم الحديث الذي يصارع ولادته، محاطين بمركزية التسلسلات الهرمية في يد، ونهب الاسواق الكبرى في اليد الاخرى. الشعوب من حول العالم اصبحوا يبحثون عن بدائل ".
يشرح كتاب "غنى الملكية العامة" كيف أن ملاييناً من دعاة الملكية للعموم، قد انتظموا للدفاع عن غاباتهم وأماكن صيدهم للسمك، وأعادوا اختراع نظام مشترك للطعام المحلي، وعملوا على تنظيم مجتمعات منتجة تتواصل مع بعضها البعض، وسعوا لاستعادة المساحات الكبيرة العامة، وتحسين الادارة البيئية، وإعادة تخيل المعنى الاعمق للنجاح والحوكمة الرشيدة.
باختصار يتضمن هذا الكتاب المعدّ من قبل الكاتبين الامريكي ديفيد بولير والألمانية والناشطة سيلكي هيلفرش الذي يجمع عشرات المقالات من مختلف دول العالم، عبارة عن نماذج لقصص نجاح دعاة الملكية العامة وكيف أعادوا حق الجميع بالمشاع.
ووفق مقدمة الكتاب، في عام 1973، بدأت تُنشر عدة مقالات من مجموعة من النشطاء والأكاديميين وقادة المشاريع حول حق الجميع بالملكية العامة، انطلاقاً من الحراك ضد الهيمنة على المشاع انذاك حتى اليوم، يسجل هذا الكتاب سجلات مستمرة للصراعات ضد السلع الخاصة من مصادر مفترض انها للعموم، او كما تعرف بتطويق السوق، فيما يوثق ايضا التنامي الهائل لقوى دعاة العموم.
"غنى الملكية العامة هو عن التاريخ، التغيرات السياسية، السياسة العامة والتحولات في السلم العالمي، ولكن الاهم من ذلك كله، انها حول الافراد من دعاة العموم والذين يتحملون مسؤولية تعريض حياتهم للخطر، ومسؤولية حماية مصادرهم المهددة بالزوال.
وكما جاء في مقدمة الكتاب التي اعدها المؤلفان: "اضحت الشعوب أقوى في مطالبها ورغبتها في تحرير نفسها ليس فقط من الفقر وانكماش الفرص، ولكن ايضا من أنظمة الحكم التي لا تسمح بإيصال صوتهم وتحمل مسؤوليتها تجاههم. هذا الكتاب هو عن "كيف يمكننا العثور على طرق جديدة لتخطي هذه المرحلة الانتقالية"، فهو يتحدث عن مستقبل الشعوب".
علينا ايجاد الطريق
ويكملا: "ولكن كما يبدو، ومع انعدام الطريق فعلينا نحن إيجاده" . هذه الجملة المتكررة التي يدعو إليها الكتاب -الغني بمقالات زخمة بتجارب تحرر الشعوب باتجاه انتزاع الملكيات العامة من هيمنة الافراد ومعرفة الطريق الى ذلك- تعلم القارئ كيف يطالب، يدافع، يتوسع ويتحكم بمصادره التي لا يمكن ان تخصخص، كما يستعرض دروبا جديدة واعدة يتم تطويرها.
يتألف الكتاب من 73 مقالا تصف بالدرجة الأولى الإمكانيات الهائلة للملكيات العامة في تصور وبناء مستقبل أفضل، قام بإعدادها كتّاب من 30 دولة تندرج مضامين كتاباتهم تحت ثلاث فئات عامة: تلك التي تقدم نقداً لاختراق السوق والشلل المتزايد نتيجة ذلك، تنامي الفهم العام للمشاعات باعتبارها وسيلة لتغيير العالم؛ بالإضافة الى الجانب الذي يصف مشاريع العمل المبتكر الذي يهيمن على الجدوى الاقتصادية ونداءات دعاة العموم.
تتضمن فصول الكتاب العناوين العريضة التالية، والتي تنضوي تحتها عدة مقالات وهي: الملكية العامة كنموذج جديد. الرأسمالية، التطويق والمقاومة. نحو التحول الى ثقافة العموم. ابتكار اجتماعي لوقتنا هذا. ثقافة العموم للتغير الاجتماعي. التصور للسياسة المستندة على ثقافة العموم والإطار الانتاجي.