التحكم بتغير المناخ ممكن مع خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى الصفر بحلول 2100

كوبنهاغن / خاص: أورد تقرير للأمم المتحدة ان باستطاعة الحكومات ابقاء التغير المناخي تحت السيطرة بتكاليف يمكن تدبيرها، على أن تخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول عام 2100 للحد من مخاطر وقوع أضرار يتعذر إصلاحها.
وقالت الدراسة، التي وقعت في 40 صفحة تلخص 5000 صفحة هي نتاج أبحاث 800 عالم نشرت في أيلول عام 2013، ان الاحتباس الحراري يسبب الان موجات أكثر تطرفا في الحرارة والأمطار الغزيرة وزيادة نسبة الحموضة في المحيطات ورفع منسوب مياه البحار. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك لدى تقديم التقرير الذي يضع الخطوط العريضة لواضعي السياسات المتعلقة بالاحتباس الحراري "العلم قال كلمته. لا يوجد اي التباس في الرسالة. يجب على القادة التحرك فالوقت لم يعد في صالحنا".
وقال بان كي مون ان التغير المناخي يمكن ان يبقى تحت السيطرة بتكاليف يمكن توفيرها اذا اتخذت إجراءات سريعة في إشارة إلى هدف الأمم المتحدة لإبقاء متوسط ارتفاع درجة الحرارة عند درجتين مئويتين فوق المستوى المسجل في عصور ما قبل الصناعة. وسجلت درجة حرارة الارض ارتفاعا بلغ حتى الآن 0.85 درجة مئوية.
ومن المتوقع أن تكون الدراسة التي أعدتها لجنة الحكومات لتغير المناخ – والتي وافقت عليها أكثر من 120 دولة – الدليل الرئيسي للمفاوضين الساعين للتوصل إلى اتفاق للأمم المتحدة لمكافحة الاحتباس الحراري العالمي في مؤتمر قمة يعقد في باريس في كانون الأول عام 2015.
وأشار التقرير إلى أن ابقاء متوسط ارتفاع درجة الحرارة عند درجتين مئويتين سيتطلب خفض انبعاثات الغازات بما يتراوح بين 40 و70% بحلول عام 2050 مقارنة بالمستويات الحالية والى "قرب الصفر أو أقل بحلول عام 2100".
ويتطلب الوصول الى الصفر أو أقل تنقية الغلاف الجوي من غاز ثاني أكسيد الكربون، من خلال زراعة الغابات التي تمتص هذا الغاز على سبيل المثال، أو دفن انبعاثات محطات الطاقة التي تعمل بإحراق الكتل الحيوية.
ولتخفيض الانبعاثات يشير التقرير إلى خيارات ينبغي اعتمادها، تتراوح بين ترشيد استهلاك الطاقة واعتماد الطاقة المتجددة، من الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية واقامة محطات لتوليد الطاقة من الفحم يتم فيها تخليص أدخنة العوادم من ثاني أكسيد الكربون ودفنه تحت الأرض.
وقالت لجنة الحكومات ان عدم بذل جهود اضافية لتخفيض الانبعاثات "سيتسبب بارتفاع درجة الحرارة بحلول نهاية القرن الواحد والعشرين في مخاطر عالية تنطوي على آثار شديدة واسعة النطاق وغير قابلة للإصلاح على مستوى العالم".
ويمكن ان تعني الآثار التي "لا رجعة فيها" على سبيل المثال ذوبان مناطق كبيرة من جليد غرينلاند، وهو ما قد يغرق مناطق ومدنا ساحلية او تعطيل نظام الامطار الموسمية الضروري لزراعة المواد الغذائية. وقال رئيس اللجنة راجندرا باتشوري "تكلفة التقاعس عن اتخاذ الاجراءات اللازمة أعلى بكثير من تكلفة تنفيذها".