ربيحة خضيري: سيدة الأزهار!

ربيحة خضيري في حديقة منزلها
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تحرص ربيحة صافي خضيري (أم فهد) على عادات يومية في حدائق منزلها وبيوت أولادها في مدينة طوباس، فتزرع وتسقي وتقطف الثمر وتتفقد الأزهار، مثلما تحلم بزراعة المزيد، فتجفف بعض البذور، وتنتقي فسائل لغرسها.
تقول وهي تمسك بزهرة قرنفل حمراء: بدأت قصتي مع الأرض في وقت مبكر، ومنذ فتحت عيوني على الدنيا، كانت هوايتي زراعة الورد في الأحواض وبعض الأواني، وبعد زواجي واصلت ما أحببت، فرحت أزرع الأشجار والأزهار، وأختار كل موسم ما يناسبه من نباتات.
ووفق خضيري، التي أبصرت النور عام 1933 في نابلس، وعاشت يتيمة، إذ توفي والدها بعد أربعين يوماً من ميلادها، ثم صارت تعتمد على ذاتها خلال طفولتها، وصارت تبحث عن كل مساحة يمكن استخدامها للزراعة.
تروي: اليوم غرست عشرات الأشجار كالتين والتوت والزيتون والتفاح واللوزيات والإجاص والحمضيات، وأزرع خلال العروة الشتوية الفول والبازيلاء والبطاطا والبصل والخس والزعتر، وأختار الملفوف والنعناع والملوخية والباذنجان والعصفر وأنواع أخرى في الصيف، وأعتني كثيراً بالورود والأشجار، وأكثرها بنفسي، وأكون سعيدة وأنا أعمل، فالنباتات مثل الأبناء.
وتبدأ خضيري، الأم لخمسة أولاد وأربع بنات و72 حفيداً، نهارها مبكرًا، وتستغني في الكثير من المناسبات عن شراء الخضروات والفواكه، التي تنتجها في بيتها، وتولي عناية خاصة بالقرنقل بألوانه المختلفة، كما وتمتلك مهارات عديدة في طهي الأطباق التراثية كالمفتول والمسخن والرقاقة والعدس والمنسف والجريشة، وتبرع في خبز الصاج، وهي الوظيفة التي باتت نسبة كبيرة من نساء اليوم لا يستطعن القيام بها.
الرمان في حديقة ربيحة خضيري
تستذكر: قديمًا، كنت أحمل الحطب على رأسي وأجلبه من أمكنة بعيدة، لنستعمله للخبز والطهي. ويومها كنت استيقظ قبل الفجر، وأمشي 5 كيلو متر، ولم أكن أشعر بالتعب. أما هذه الأيام فقد تغيرت الأحوال كثيراً، ولا أعتقد أن الجيل الشاب يستطيع أن يفعل هذا.
تراقب خضيري التغيرات المناخية بطريقتها، وتقول إن الأمطار تراجعت، فقديمًا كان الشتاء يستمر لأسبوع دون أن يتمكن الناس من مغادرة منازلهم. أما هذه الأيام، فقد ارتفعت درجات الحرارة، وتبدلت أحوال "المستقرضات" و"المربعانية"، وصرنا نرى الشمس في عز الشتاء، وأثر هذا على كل شيء.
تنهي: كل أولادي تخرجوا بشهادات عليا، فيما كانت سها الأولى على اللواء وإسعاف الثانية على الضفتين، وسحر السادسة على الضفتين أيضاً في الثانوية العامة. وأعتقد أن الجيل الجديد لا يهتم بالأرض مثلنا، ويساعدني ابني فراس خلال إجازاته في الزراعة وإزالة الأعشاب، وسيُركّب لنا شبكة ري حديثة؛ لتوفير استهلاك المياه خلال الصيف الحار.
aabdkh@yahoo.com