رئيسة جمعية التنوع الحيوي المايكروبي الأردنية
أصبح التغير المناخي مصدر قلقٍ عالمي في العقودِ الأخيرة لما له من أثارٍ مدمرة على الطبيعة والإنسان, وبلا شك فهنالك إتفاق عام في الأوساط العلمية أن تغير المناخ البشري المنشأ هو حقيقة لا ملاذ منها, حيث تبين الأدلة العلمية أن الأرض قد شهدت حوالي 0.7 سْ إرتفاعاً في متوسط درجة حرارتها خلال القرن العشرين, ومن المتوقع أن تصل نسبة الإرتفاع إلى 3 سْ بحلول نهاية القرن 21.
مناخ الأردن عبر التاريخ:
يعتبر الأردن بلداً من بلدان البحر الأبيض المتوسط والذي شهد العديد من التغيرات المناخية عبر التاريخ؛ ويبين الجدول (1) التغيرات المناخية التي شهدها الأردن منذ ما قبل عهد المسيح عليه السلام.
جدول 1: مراحل الجفاف والأمطار منذ ما قبل عهد المسيح عليه السلام
التاريخ
|
نسبة الأمطار
|
التاريخ
|
نسبة الأمطار
|
500 ق .م
|
أمطار غزيرة
|
1310-1428م
|
جاف جدا
|
400-200 ق.م
|
جاف
|
1428-1460م
|
ماطر جدا
|
200 ق.م -180م
|
أمطار غزيرة
|
1460-1640م
|
جاف
|
180-390 م
|
جاف
|
1540-1680م
|
ماطر جدا
|
390-415 م
|
ماطر
|
1680-1708م
|
جاف
|
415-670م
|
جاف جدا
|
1708-1838م
|
ماطر
|
670-925 م
|
ماطر جدا
|
1838-1875م
|
جاف
|
925-1100م
|
جاف جدا
|
1875-1900
|
ماطر
|
1100-1310م
|
ماطر جدا
|
1901- م
|
جاف جدا
|
تغير المناخ في الأردن
كشفت الدراسات العلمية زيادةً في درجة حرارة الهواء الدنيا السنوية منذ سبعينيات القرن العشرين, تدل زيادة درجة الحرارة على تغير طفيف على المناخ الإقليمي، بينما يثبت تناقص نطاق درجة الحرارة أن الأرض تحصر الأشعة تحت الحمراء الأرضية والتي بدورها تسبب تغير المناخ. كما تشير نتائج الدراسات إلى وجود تغير ضئيل أو معدوم في معدل هطول الأمطار في الأردن، أما التغير المتوقع في متوسط درجة الحرارة القصوى السنوية على البلد بأكلمه تقدر 0.5 ±3 سْ شتاءً و 1± 4.5 سْ صيفاً بحلول نهاية القرن 21 .
إنبعاث غازات الدفيئة في الأردن:
وفقاً لسياسة تغير المناخ الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية، فإن مجموع إنبعاثات غازات الدفيئة في الأردن ضئيلة جداً بنسبة أقل من 20 مليون طن سنوياً من مكافئالكربون, أما مصادر الإنبعاثات الرئيسة في الأردن فهي:
1. قطاع الطاقة والمسؤول عن 74٪ من إجمالي إنبعاثات غازات الدفيئة في الأردن.
2. قطاع النفايات والمسؤول عن 13٪ من إجمالي إنبعاثات غازات الدفيئة في الأردن.
3. معالجة مياه الصرف الصحي والتي شكلت ما نسبته 1٪ .
4. قطاع الصناعة بنسبة إنبعاث 8٪ من إجمالي إنبعاثات غازات الدفيئة في الأردن عام 2000.
5. سوء إستخدام الأراضي والمسؤول عن 4٪ من إجمالي إنبعاثات غازات الدفيئة في الأردن.
نتائج الإستطلاع العام لمستوى الإدراك والوعي بظاهرة تغير المناخ بين الأردنيين:
عالمياً, زاد الوعي بمخاطر تغير المناخ خلال السنوات الماضية، تشير الدراسات المختلفة أن المواطنين في الدول المتقدمة يعتبرون تغير المناخ تهديداً على العكس من البلدان النامية، رغم أن البلدان النامية هي الأكثر عرضةً لتأثيرات تغير المناخ. في20/2/2014، نشرت وزارة البيئة الأردنية بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)نتائج أول إستطلاع للرأي العام حول مستوى المعرفة حول تغير المناخ وتأثيره على الأردن وطريقة التصدي له. تهدف الدراسة إلى تقييم مستوى إدراك وفهم الأردنيين لتغير المناخ فضلاً عن تحديد الثغرات المعرفية وذلك لإعداد خطة شاملة للتوعية والإتصال لتعزيز الوعي العام خلال السنوات المقبلة.
تشير نتائج الإستطلاع إلى أن مستوى الوعي العام لدى الأردنيين بتغير المناخ كان مرتفعاً؛ فقد تبين أن 78٪ من الأردنيين يدركون حقيقة وجود تغير في المناخ خلال السنوات الماضية، في حين ذكر التقرير أن 73٪ يدركون أن سبب تغير المناخ الحالي هو الأنشطة البشرية مثل قطاع الطاقة والنقل. بالإضافة إلى ذلك، صرح التقرير أن 38٪ فقط من العينة لديها معرفة جيدة جداً عن قضية تغير المناخ, وفي نفس الدراسة، قال 75٪ أن تأثير تغير المناخ على الصعيد الوطني سيتجلى على شكل إرتفاع على درجات الحرارة، في حين ذكر 65٪ أن تغير المناخ سيؤثر سلباً على هطول الأمطار, كما تظهر النتائج أن هنالك معرفة جيدة حول حقيقة أن مساهمة الأردن في إحداث تغير في المناخ هي مساهمة طفيفة. وأظهرت نصف العينة موقفاً إيجابياً تجاه إنخراطهم في العمل للحد من تغير المناخ، في حين أعربت نسبة ضئيلة من العينة المدروسة عن رغبتها في الإنضمام إلى منظمات تتناول قضية تغير المناخ بنسبة 16٪, وأظهرت الدراسة الإستطلاعية أن 53٪ من العينة أبدت إستعدادها للدفع لإقتناء المنتجات الصديقة للبيئة .
كما رتبت العينة المدروسة الطلاب بالمرتبة الأولى كمجموعة مستهدفة في حملات التوعية حيث إعتبرتها أولوية قصوى بنسبة 72٪ يليها قطاع الأعمال بنسبة 60% وأخيراً الأَسر بنسبة 43%. وحول أفضل وسائل الإتصال لزيادة الوعي عن ظاهرة التغير المناخي أكدت 72% من العينة المدروسة أن التلفاز والفضائيات هي أفضل وسيلة تواصل, تتبعها وسائل التواصل الإجتماعية (مثل الفيسبوك وتويتر) بنسبة 66٪، في حين كانت أقل نسبة للندوات وورش العمل بواقع 26٪. كما اعتبر 52٪ أن الحكومة هي المسؤول الرئيسي عن التعامل مع تغير المناخ تليها منظمات المجتمع المدني بنسبة 24٪. ولقد حدد الأردنيون توفير المياه بإعتبارها قضية رئيسية في خيارات التكيف بنسبة 69٪، وحل إختيار المحاصيل المقاومة للجفاف المرتبة الثانية بنسبة 61٪ وخفض التلوث الصناعي في المركز الثالث بنسبة 57٪. كما أشارت النتائج إلى أن التحول للطاقة المتجددة وتحسين كفاءة إستخدام الطاقة هو خيار الأردنيين الأول للتخفيف من آثار تغير المناخ بنسبة 61%، مقابل 57٪ لتقليل التلوث الصناعي و56% لإستخدام المزيد من المنتجات الرفيقة بالبيئة.
التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثارها :
يدرك الأردن التهديد الذي يشكله تغير المناخ على الطبيعة والإنسانية على حد سواء, كما يدرك أن التعامل مع آثاره السلبية هو أمر حتمي عن طريق زيادة التأهب في المملكة والمرونة في التعامل مع الآثار الناجمة عنه. وينبغي على الأردن التصرف بذكاء لخفض الآثار السلبية لتغير المناخ خاصة في القطاعات الحساسة مثل الماء والأمن الغذائي. ولقد وضع الأردن "سياسة التغير المناخي للمملكة الأردنية الهاشمية للفترة 2013-2020" وهي منهجية علمية متكاملة تهدف إلى التصدي لمخاطر تغير المناخ والتخفيف من إنبعاثات غازات الدفيئة ليكون الأردن بلداً منخفض الكربون وبإقتصاد أخضر ولبناء مجتمعات صحية ومستدامة، آخذين بعين الإعتبار قضايا الحفاظ على المياه والموارد الزراعية والنظم البيئية المستدامة. وكجزء من الجهود الأردنية المبذولة لتطوير السياسات الخاصة بتغير المناخ, قررت وزارة البيئة تأسيس مديرية مختصة بتغير المناخ، تختص في كل ما يتعلق بالتغير المناخي بما في ذلك التكيف والتخفيف وتمويل الكربون. لا غلو في أن الأردن يعد بلداً غير مسبب للتغير المناخي ومع ذلك فإنه يتبنى إستراتيجات التخفيف والتكيف, وبالرغم من تأثير الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة عليه، وما أدت إليه من مشاكل إقتصادية وإجتماعية طارئة، إلا أن الأردن لم يتجاهل مشكلة تغير المناخ ومازال يعمل على التخطيط للتعامل مع عواقبه ووفق الإمكانات المتاحة.
المراجع :
اللغة العربية :
1. نوره عبود "آثار تغير المناخ البشري المنشأ على النظم البيئية المختلفة." EcoMENA. EcoMENA, 2014..
المراجع الإنجليزية :
2. The Royal Scientific Society. Enabling Activities for the Preparation of Jordan`s Third National Communication to the UNFCCC. Amman, 2014. Print.
3. Matouq, Mohammed. et al "The Climate Change Implication on Jordan: A Case Study Using GIS and Artificial Neural Networks for Weather Forecasting."Science Direct. Journal of Taibah University for Science, 2013.
4. Hamdi, Moshrik. Et al "Climate Change in Jordan: A Comprehensive Examination Approach." American Journal of Environmental Sciences 5.1 (2009): 58-68.
5. Namoroqa, Hana. "Climate Change to Affect Kingdom's Biodiversity - Microbiologist." Jordan Times. Jordan Times, 2013
6. Harrison, Sandy. "Future Climate Change in Jordan: An Analysis of State-of-the-Art Climate Model Simulations." (2009): n. pag. Royal Society for Nature Conservation.
7. The National Climate Change Policy of the Hashemite Kingdom of Jordan 2013-2020." (n.d.): n. pag. The Ministry of Environment. Web. 2013. <http://www.jo.undp.org/content/dam/jordan/docs/Publications/Climate%20change%20policy_JO.pdf>.
8. "Climate Change 2013: The Physical Science Basis." IPCC - Intergovernmental Panel on Climate Change. IPCC, 2013
9. Al-Qaisi, Bassam. "Climate Change Effects on Water Resources in Amman Zarqa Basin – Jordan." Ministry of Water and Irrigation –Water Authority of Jordan (2010). Web. <http://www.jeaconf.org/UploadedFiles/Document/67a04de3-7eaa-4de5-9d40-5f4debb1efc8.pdf>.