خاص بآفاق البيئة والتنمية
"حرب"
زارت "آفاق" في العدد الماضي مزارع البطيخ في البقيعة بالأغوار الشمالية، وأعدت حكاية نجاحه، وذلك قبل مدة قصيرة من قطافه. يومها كان المزارع عبد الناصر عبد الرازق مفعمًا بالأمل. ولكن الآن تبدل الحال، إذ صار البطيخ الإسرائيلي يغرق الأسواق، فيما أكد عبد الرازق أن خسائر كبيرة تتهدده، بفعل عدم تنفيذ وعد سابق لوزارة الزراعة بمنع إدخال البطيخ الإسرائيلي؛ لحماية محصوله.
تصلك رسالة إلكترونية من الناشط خالد منصور، والمنسق المركزي للمناطق في الإغاثة الزراعية، عنونها بـ"لماذا علينا أن نقاطع البطيخ الإسرائيلي ..؟". وقال فيها " إن المعركة الدائرة الآن حول البطيخ بيننا وبين المحتلين هي معركة على الأرض وعلى السيادة، ومعركة من أجل تحقيق مستوى أعلى من الأمن الغذائي، وتعزيز الاقتصاد الوطني كرافعة للتحرر الوطني وأداة للحد من مستويات البطالة المتصاعدة."
وأضاف: "فالأرض التي يزرع فيها البطيخ، وخصوصا في منطقة البقيعة وعموم الأغوار هي أراض مهددة بالمصادرة والتوسع الاستيطاني، وان تعميرها والاستثمار فيها وتحويلها إلى مناطق مأهولة يشكل تحدياً لأطماع المحتلين وصداً لمحاولتهم إفراغ الأغوار من أصحابها الشرعيين. كما وان إنتاج البطيخ بكميات تجارية كبيرة يشكل تحديا للمنتوجات الإسرائيلية عموما والمستوطنات على وجه الخصوص. فقد بلغ حجم مبيعات البطيخ الإسرائيلي في الأسواق الفلسطينية مبلغ 150 مليون شيقل ناتجة عن إغراق أسواقنا سنويا بـ 120 ألف طن من البطيخ. ولذلك فإن إنتاج الفلسطينيين للبطيخ ومن نوعيات عالية الجودة شكل عامل تهديد قوي للمنتجين الإسرائيليين، الأمر الذي دفع حكومة الاحتلال إلى التدخل لفرض دخول البطيخ الإسرائيلي إلى الأسواق الفلسطينية، باعتبار ذلك تنفيذاً لبنود اتفاقية باريس كما ودفع وجود البطيخ الفلسطيني عالي الجودة المنتجين والتجار الإسرائيليين إلى إدخال بطيخ إسرائيلي عالي الجودة لأول مرة بعد أن كانوا يغرقون أسواقنا ببطيخ متدني الجودة، وجعلهم يخفضون أسعار بطيخهم، مستفيدين من الدعم الكبير الذي توفره لهم حكومتهم وخصوصًا لمزارعي المستوطنات".
عرس (إكس لارج)!
سلطت وسائل الإعلام الضوء على حفل الزفاف الضخم في قرية الكوم بمحافظة الخليل، وكان عدد المدعوين قرابة 5000 من أنحاء الخليل ومحافظات أخرى والخط الأخضر لثلاثة من أبناء أحد وجوه المنطقة. وتم خلاله طهي ما لا يقل عن طنين من اللحم، بعد ذبح 100 خروف.
ليس السؤال هنا عن الكلفة العالية، ولا الكرم العربي، ولكن: هل كل الطعام المطبوخ تم أكله بالفعل؟ وماذا عن النفايات التي تتسبب بها أفراحنا، وبخاصة المواد البلاستيكية وعلب المشروبات الغازية المعدنية؟
لفهم المعادلة، لنتصور أعراسنا خالية من البلاستيك والمعدن طوال العام، كم سنوفر من هدر وتلويث للبيئة.
كأس المال
دافعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف عن تكاليف استضافة بلادها المونديال. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) عن روسيف قولها إن الإنفاق على هذا الحدث الرياضي يعد استثمارا بعيد المدى لصالح البلاد. وأضافت رئيسة البرازيل قائلة "لقد قمنا ببناء وتطوير مطارات وجسور وطرق وخطوط نقل سريعة" وذلك في إطار دفاعها عن استثمار 11 مليار دولار من أجل التحضيرات للمونديال.
فيما أظهرت الإحصاءات أن تكلفة المونديال الحالي تُقدر بمبلغ 11,5 مليار دولار أميركي في حين قدرت دولة البرازيل أن الأرباح المباشرة للاقتصاد سيبلغ 3 مليار دولار. كما سيزور البرازيل في فترة المونديال فيما لا يقل عن 3 ملايين سائح سيدفع الواحد منهم 2500 دولار في مشاهدة 3 إلى 4 مباريات في الفترة التي سيقضيها في البلاد.
ويتوقع الاقتصاديون عبر العالم أن تتجاوز إعلانات التلفزيون في بريطانيا الأرقام القياسية المحققة من قبل حيث يتوقعون أن تربح شركة التلفاز (ATV) التي تتقاسم أرباحها مع شبكة (BBC) حوالي نصف مليون دولار لكل 30 ثانية إعلانية.
وستبلغ قيمة الجوائز المالية المقدمة للمنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل بـ 146 مليون دولار كما سيحصل الفائز على لقب المونديال بجائزة مالية تُقدر بـ 35 مليون دولار، في حين ستكون 25 مليون دولار للوصيف و 22 مليون دولار للحائز على المركز الثالث.
لنا أن نعرف كيف تحولت كرة القدم لتجارة ومصدر ثراء، فيما ينشغل المتفرجون حول العالم باللعبة مع منتخباتهم الوطنية، وهذا قرار ذاتي وعاطفي، ولكن ما يستعصي على الفهم مبالغة وسائل الإعلام المحلية (عندنا، وفي دول غير الفرق المشاركة) في تخصيص مطبوعات ورقية فاخرة، وبرامج، وموجات مفتوحة للمونديال.
ليتنا نخصص للبيئة 1 بالمليون فقط مما ندفعه لكأس العالم!
 |
 |
عرض فني لأطفال منتدى الياسمين البيئي في نابلس |
منتدى الياسمين البيئي في نابلس |
"ياسمين"
أطلق مركزا التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، والطفل الثقافي المنبثق عن بلدية نابلس "منتدى الياسمين البيئي" بهدف تنفيذ مبادرات وأنشطة خضراء، وتشجيع الفتيان والزهرات على ممارسات صديقة للبيئة.
واختار 72 طفلاً وزهرة الفتى هشام عوادة ودينا الميناوي لرئاسة الإطار الذي سيشرع في حملات توعية بيئية في المدينة وأسواقها ومدارسها ومؤسساتها، على مدار العام، في وقت تعاني القضايا الخضراء تراجعًا، ولا تحظى البيئة بأولوية لفئات المجتمع المختلفة.
واقترح أعضاء المنتدى تنفيذ سلسلة أنشطة صديقة للبيئة، كفرز النفايات، وإنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات المنزل، وحث المواطنين والمارة على تجنب رمي النفايات بصورة عشوائية في الطرقات، وبث توعية عبر وسائل الإعلام برسائل يصغها ويقدمها الأطفال.
وسيطلق أعضاء"الياسمين" فضاءً تفاعلياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ الأنشطة والتخطيط لها، ونقل رسائل البيئة لذويهم ولرفاقهم في المدرسة، وللأصدقاء، وللمؤسسات الإعلامية.
وقال عوادة والميناوي إن المنتدى سيبدأ منذ الآن في تفعيل الاهتمام بقضايا البيئة، وسينقل للكبار أيضاً رسالة الاهتمام بها، وسيدعو الأعضاء إلى الابتعاد عن المواد الضارة بالصحة، وتجنب الممارسات غير الصديقة للبيئة، ويحث المواطنين على غرس الأشجار، وإصلاح عوادم المركبات، والاهتمام بنظافة الهواء من التلوث والإشعاع.
ويضم المنتدى 35 عضواً من الفتيان والزهرات، الذين تلقوا تدريباً بيئياً شمل مشاهدة أربعة أفلام خضراء روجت للحفاظ على البيئة من النفايات العشوائية، والطاقة النظيفة، وطرق تصنيع الكمبوسوت، وفكرة الروضة الصديقة للبيئة، بجانب حوار وعرض مسرحي قدمته نوار حنو ودانا العموري.
تفتح حواراً مع الفتيان والفتيات، وترسم في النهاية لوحة بأحلامهم الخضراء: وطن نظيف من كل شيء (الاحتلال، والأوساخ، والتلوث، والضوضاء)، وأخضر بأشجاره وأزهاره، وبماء نظيف ووفير، ومواطنون يحبون بيئتهم ويلقون بالمهملات في مكانها بالأسواق لا على الأرض، ويفرزونها ويعيدون تدويرها.
aabdkh@yahoo.com