مجموعة السبع تتعهد بمواصلة عقد إتفاقات لتحرير التجارة العالمية بالرغم من الإحتجاجات

بروكسل / خاص: تعهدت الدول الصناعية الكبرى في العالم في حزيران الماضي بالمضي قدما نحو إبرام سلسلة إتفاقات للتجارة الحرة ستغير بشكل جذري شكل التجارة العالمية على الرغم من معارضة شعبية متزايدة.
وألزم زعماء مجموعة السبع أنفسهم بثمانية إتفاقات واسعة النطاق ستشمل أكثر من 80% من إقتصاد العالم، لكنها تهمش فعليا الصين وروسيا وتواجه إحتجاجات لاسيما في أوروبا.
وفي الجولة الأكثر طموحا لتحرير التجارة، منذ إنهيار جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية، يريد زعماء الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا خلق سوق يشمل مليار شخص تقريبا وتحديد قواعد للتجارة العالمية ربما يقتدي الاخرون بها.
وقد يولد الإتفاق بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحده ناتجا إقتصاديا إضافيا بقيمة 100 مليار دولار سنويا للجانبين.
وقالت مجموعة السبع في بيان عقب قمة إستمرت يومين في بروكسل، وهو اجتماع غابت عنه روسيا في اعقاب ضم موسكو شبه جزيرة القرم الاُوكرانية "نهدف الى وضع اللمسات الأخيرة (على هذه الإتفاقات) في أقرب وقت ممكن".
وفي اعقاب أسوأ أزمة مالية في 30 عاما تعتبر مجموعة السبع الإتفاقات وسيلة غير مؤلمة نسبيا لخلق الوظائف عن طريق ازالة الحواجز أمام قطاع الأعمال وتحقيق تكامل بين إقتصاداتها.
ويشارك زعماء مجموعة السبع ايضا في إتفاقات دولية أصغر حجماً، إنضمت اليها الصين لتحرير التجارة في الخدمات، والغاء التعريفات الجمركية على السلع، بما يساعد في مكافحة التغير المناخي.
لكن المحادثات تواجه مشاعر عدائية متزايدة، وهو شيء ناقشه الرئيس الأمريكي باراك اُوباما مع زملائه الأوروبيين حسبما قالت مصادر على دراية بالموضوعات التي تناولتها القمة.
ومن بين الإتفاقات التي تعهد زعماء مجموعة السبع بالسعي لإتمامها إتفاق قيد النقاش منذ خمس سنوات بين الإتحاد الأوروبي وكندا، وإتفاق بين الولايات المتحدة واليابان – يشمل ايضا دولا اُخرى مطلة على المحيط الهادي- كان متعثرا بسبب خلافات بشأن الزراعة.
وقال جوزيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية "علينا ان نتحدث بصوت أقوى في العلن لشرح فوائد التجارة" معترفا بأن بعض الناس لديهم مشاعر عدائية تجاه التجارة الحرة. وزعماء مجموعة السبع حريصون على تفادي إحتجاجات واسعة مثل تلك التي ساعدت في تقويض محادثات التجارة قبل حوالي عشر سنوات.
ويقول معارضو تحرير التجارة – الذين يتراوحون من محتجين مناهضين للعولمة إلى الجبهة الوطنية اليمينية في فرنسا - ان الإتفاقات المقترحة يجري التفاوض عليها في السر ولن يستفيد منها إلا الشركات الكبرى التي تركز على تعظيم الأرباح. وأحزاب اقصى اليمين وأقصى اليسار -التي أظهرت أداء جيدا في إنتخابات الإتحاد الأوروبي الشهر الماضي- متحدة في معارضة إتفاق التجارة المقترح بين أوروبا والولايات المتحدة. وهم يريدون عرقلة التصديق عليه في البرلمان الأوروبي رغم ان الأحزاب التقليدية في أوروبا ما زالت تدعم الإتفاق المقترح المعروف باسم "الشراكة للتجارة والإستثمار بين جانبي الأطلسي".
وفي الولايات المتحدة شدد اعضاء في الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه اُوباما، معارضتهم للإتفاق المقترح مع اليابان والدول المطلة على المحيط الهادي والذي يطلق عليه "الشراكة بين جانبي الباسفيك".