لكُل منّا علاقة خِفية مع الطبيعة

خاص بآفاق البيئة والتنمية

مشغولات سعدية سلطان من مواد معاد تدويرها

البدايات دائمًا تحتاج لمن يُشعل فتيلها، وجائحة كورونا كانت فتيل بدايتنا مع الزراعة والانطلاق بمشروعٍ يدعم البيئة الزراعية في المجتمع.

وبرأيّ أنه ما من إنسان على وجه الأرض ليس له علاقة روحية أو اتصال بالطبيعة، لكن البيئة المناسبة لذلك تتوفر بشكلٍ متفاوت بين شخص وآخر.

الانتقال إلى بيتٍ أوسع، مع توفر وقت فراغٍ أكبر فرضته جائحة كورونا في إطار إجراءاتها، ساهما في فتح آفاق جديدة بعيدة عن التعليم الأكاديمي الذي سرقني لسنواتٍ طويلة؛ ومن هنا جاءت فكرة المشروع الزراعي الذي حمل اسم Zaina Garden بدأتُ المشروع عبر استغلال ما تبقى من مواد بناء منزلنا الجديد، فصنعت الأصص الزراعة "القوارير"، من الباطون وبلاط "الكراميكا" والبورسلان وبعض المواد البلاستيكية، إذ أضفتُ لمساتٍ جميلة عليها بألوانٍ زاهية، ومن ثم انتقلت إلى مرحلة زراعة نباتات منزلية وأزهار زينة.


أصص زراعية صنعتها سعدية سلطان من مخلفات أعيد تدويرها	مشغولات سعدية سلطان

أعمل في هذا المشروع إلى جانب عائلتي الصغيرة، نُقسّم المهام تبعًا لقدرات كل شخص فينا، فالمهام التي تحتاج قوة جسدية يتولى أمرها زوجي، بينما إدارة الصفحة في فيسبوك، وتنسيق الألوان واختيار النباتات مُوكلة لي، أما أولادنا يتشاركون معنا في كل مراحل العمل، وبخاصة زراعة النبتة ورعايتها.

كوني أعمل محاضرةً في جامعة بولتكينك فلسطين، وزوجي يعمل ضابط إسعاف، وُجهت لنا انتقاداتٍ "وين كنتو، ولشو وصلتو".. في إشارة إلى دونيّة النظرة المجتمعية للزراعة ومن يعمل بها، حتى لو كانت مجرد هواية، لكنّ ذلك لم يقف عائقًا أمامنا بل واصلنا بحُبٍ أكبر وشغف لنشر ثقافة البيئة المستدامة، وتوطيد علاقة الإنسان مع الزراعة ولو عبر نبتة، فأن تعمل على رعاية شيء يذكر الله، هذا بحد ذاته نعمة.


الأصص الزراعية صنعتها سعدية سلطان من الباطون وبلاط الكراميكا والبورسلان وبعض المواد البلاستيكية	مشغولات سعدية سلطان من مخلفات أعيد تدويرها

قد يبدو غريبًا أن أهرع إلى النباتات لأعتني بها، في الوقت الذي أكون فيه مُنهكة من ضغط العمل وروتين الحياة، حينها أحب أن أتأمل خُضرتها ونُموها رويدًا رويدًا أمام عيني لتمنحني طاقة جديدة للمواصلة، فأشعر أن النشاط الجسدي المبذول في الزراعة يجعلني مكتفية جسديًا وروحيًا.

سعدية سلطان