استطلاع للرأي: غالبية تعتقد بوجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية

بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في كانون أول الماضي، بأن 69% من المستطلعة آرائهم تعتقد بوجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية (بما في ذلك الكورونا)؛ بينما 16% يعتقدون بأن العلاقة غير واضحة. وفي المقابل، 8% يعتقدون بعدم وجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية، أما الذين لا رأي محدد لهم فبلغت نسبتهم 7%.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 270 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
وبالمقارنة مع استطلاع مشابه أجرته المجلة قبل أكثر من سنتين ونصف (أيار 2020)، نجد ارتفاع مقداره 6% في نسبة الذين يعتقدون بوجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية (63% عام 2020)، بالإضافة إلى هبوط مقداره 5% في نسبة الذين يعتقدون أن العلاقة غير واضحة (21% عام 2020). كما ارتفعت نسبة الذين يعتقدون بعدم وجود علاقة بمقدار 2% (6% عام 2020)، فضلا عن هبوط نسبة الذين لا رأي محدد لهم مقداره 3% (10% عام 2020).
الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، أدركت بعض الهيئات الدولية بأن هناك حاجة ملحة لمعالجة العلاقة السببية بين تدمير الطبيعة وانتشار الأمراض. ومنذ بداية العقد السابق، بينت الأبحاث بأن مصدر نحو ثلثي الأمراض المعدية التي تفشت في العقود الأخيرة هو الحيوانات، والتي يربي بعضها الإنسان، وبعضها الآخر يتم اصطياده أو جلبه من الطبيعة. ويعتقد بأن جائحة كورونا التي تعد الأشد فتكا من حيث نطاقها وتأثيرها، عبارة عن حلقة في سلسلة معاصرة من الأمراض التي مصدرها الحيوان.
ويرتبط انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر سببيًا بأنماط استخدام الإنسان للأرض. فإزالة الغابات، التغير المناخي، واستنفاد الحياة البرية في العديد من المناطق جراء الصيد، عبارة عن ممارسات تزيد من احتمالية تسلل عوامل المرض إلى البيئة البشرية. النظام الإيكولوجي الصحي يولد مقاومة طبيعية لعوامل المرض فيعزلها. وعندما يتم اختراق ذلك النظام وإحداث تصدعات وتشوهات في بنيته، ينشأ عندئذ اتصال مباشر للفيروسات والبكتيريا مع الإنسان، فتختفي عوامل المقاومة الطبيعية لمولدات الأمراض. أزمة المناخ تعد أحد العوامل التي قد تعجل بشدة مثل هذه العمليات. تغيير ظروف الرطوبة والحرارة في مناطق مختلفة يمكن أن يساهم في تطور المرض نفسه أو الحيوانات التي تنقله، بما في ذلك الحشرات.