استطلاع للرأي: غالبية تعتقد بوجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بين استطلاع أخير للرأي أجرته مجلة آفاق البيئة والتنمية في عددها الصادر في أيار الماضي، بأن 63% من المستطلعة آرائهم تعتقد بوجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية (بما في ذلك الكورونا)؛ بينما 21% يعتقدون بأن العلاقة غير واضحة. وفي المقابل، 6% يعتقدون بعدم وجود علاقة بين تخريب الأنظمة البيئية وتفشي الأمراض الفيروسية، أما الذين ليس لهم رأي محدد فبلغت نسبتهم 10%.
وبلغ حجم العينة المبحوثة 281 موزعة على بضع فئات مختلفة هي: طلاب، باحثون، صحفيون، ناشطون بيئيون، منظمات غير حكومية، قطاع خاص، مزارعون، ومسؤولون حكوميون / قطاع حكومي.
الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، أدركت بعض الهيئات الدولية بأن هناك حاجة ملحة لمعالجة العلاقة السببية بين تدمير الطبيعة وانتشار الأمراض. ومنذ بداية العقد السابق، بينت الأبحاث بأن مصدر نحو ثلثي الأمراض المعدية التي تفشت في العقود الأخيرة هو الحيوانات، والتي يربي بعضها الإنسان، وبعضها الآخر يتم اصطياده أو جلبه من الطبيعة. ويعتقد بأن جائحة كورونا التي تعد الأشد فتكا من حيث نطاقها وتأثيرها، عبارة عن حلقة في سلسلة معاصرة من الأمراض التي مصدرها الحيوان.
ويرتبط انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر سببيًا بأنماط استخدام الإنسان للأرض. فإزالة الغابات، التغير المناخي، واستنفاد الحياة البرية في العديد من المناطق جراء الصيد، عبارة عن ممارسات تزيد من احتمالية تسلل عوامل المرض إلى البيئة البشرية. النظام الإيكولوجي الصحي يولد مقاومة طبيعية لعوامل المرض فيعزلها. وعندما يتم اختراق ذلك النظام وإحداث تصدعات وتشوهات في بنيته، ينشأ عندئذ اتصال مباشر للفيروسات والبكتيريا مع الإنسان، فتختفي عوامل المقاومة الطبيعية لمولدات الأمراض. أزمة المناخ تعد أحد العوامل التي قد تعجل بشدة مثل هذه العمليات. تغيير ظروف الرطوبة والحرارة في مناطق مختلفة يمكن أن يساهم في تطور المرض نفسه أو الحيوانات التي تنقله، بما في ذلك الحشرات.