الزنجبيل يُعطيني بقدر ما أسعى
خاص بآفاق البيئة والتنمية

هديل قشوع وسط إنتاجها من الزنجبيل
مرحبًا، اسمي هديل، وجدت في زراعة الزنجبيل عالمًا يخصّني، ونافذة أطلّ بها على سوق العمل، بعد خمس سنواتٍ مرّت على تخرجي من الجامعة، بتخصص الهندسة الزراعية، دون إيجاد وظيفة ملائمة.
القصّة بدأت، بينما كنت أتصفح فيس بوك، صادفت إعلانًا من جمعية الإغاثة الزراعية الفلسطينية، عن مسابقة لأفكار مشاريع ريادية شبابية، فكرّت كثيرًا ثم قدمت مقترحًا لزراعة الزنجبيل، لم يكن اختياري له عبثًا، إنما لأسباب عدة أهمّها؛ فوائده الصحية، وندرة توفره في الأسواق، إضافة إلى جدواه الاقتصادية.
وسط تشجيع لطيف من عائلتي وأصدقائي، تمكنت في شهر مايو/ أيار من العام الماضي، من زراعة سطح منزلنا الذي لا يتجاوز مساحته الـ 50 مترًا مربعًا، بشتلات الزنجبيل الأخضر.

زنجبيل
وقبل الانطلاق فعليًا سخّرت وقتي، لأطوّر نفسي ومهاراتي، خضعت لتدريب مكثف من "الإغاثة الفلسطينية"، مستعينة أيضًا بالإنترنت للبحث عن أساليب الزراعة والري والتسميد، في ظّل شُح المعلومات حول الأمر.
خضت غمار هذه التجربة الفريدة، بحب كبير وروح وثّابة وإصرار على النجاح، ما مكنني لتجاوز صعوبات كثيرة منها؛ عدم توفر أشتال زنجبيل للزراعة (لأنه لم يُسبق زراعته في الضفة الغربية)، فوجدت مخرجًا عبر تشتيله بنفسي، وكان النتاج 360 كيلو غرامًا من الزنجبيل معروضًا في الأسواق خلال 7 أشهر.
سعيدة جدًا بالكمّ المعرفي الذي أضافته لي تجربة الزراعة، فأن تتعلم شيئًا جديدًا يعني أن روحك لا تزال حيّة، أما رؤيتك لمشروعك يكبر أمام عينيك، فهذه مُتعة لا تُضاهي، ودافعُ للاستمرار في المحاولة. نهايةً، هذا الكون يُعطيك بقدر ما تسعى، فلا تتوقف!

هديل قشوع أثناء عنايتها بالزنجبيل
هديل قشوع (27 عامًا)/ طولكرم شمال الضفة الغربية