بعض المدارس الفلسطينية تعاني من مستوى مرتفع من الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من اللوحات الكهربائية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تركزت أنظار جزء كبير من الجمهور الفلسطيني في السنوات الأخيرة على الأخطار الناجمة من أبراج الهواتف الخلوية المنتشرة عشوائيا وفوضويا في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، لدرجة نسي العديد من الناس معها المخاطر الناجمة من مصادر إشعاعية أخرى. سنسلط الضوء في هذه العجالة، على المخاطر الإشعاعية المتسببة من مصادر كهربائية. وسنركز على الإشعاعات الكهرومغناطيسية الخطيرة التي قد يتعرض لها أطفالنا في المدارس تحديدا؛ إذ تبين أن خزائن اللوحات الكهربائية، في العديد من مدارسنا الفلسطينية، مثبتة على الجدران في محيط الغرف الصفية في المدارس والروضات التي يتواجد فيها الأطفال ساعات طويلة يوميا. ويمكننا اعتبار هذه اللوحات في المدارس والمؤسسات التعليمية بمثابة مشكلة حقيقية؛ لأنها تشكل مصدرا للإشعاعات الكهرومغناطيسية المتشكلة من الحقول الكهربائية التي مصدرها الأجهزة والساعات الكهربائية المتواجدة في تلك الخزائن.
وبالرغم من أن مسألة أماكن تواجد خزائن اللوحات الكهربائية في المدارس، وبالتالي مستويات الإشعاعات المنبعثة إلى محيطها، تحتاج إلى مسح جدي وواسع، تشارك فيه وزارة التربية والتعليم والمجالس المحلية والبلدية، إلى جانب شركة الكهرباء ووزارة الصحة، إلا أن فحصا أوليا سريعا لبعض المدارس، قد يكشف عن تجاوزات كبيرة في مقادير الإشعاعات الكهرومغناطيسية.
 |
التعرض المتواصل للأشعة المنبعثة من مصادر كهربائية يتسبب في مشاكل صحية جدية |
وقد تكون التجاوزات أكبر بكثير من الحد الأعلى المسموح به حسب المواصفات الدولية.
وكما هو معروف، الأشعة الكهرومغناطيسية عبارة عن الحقل المغناطيسي المنبعث من الأجهزة الكهربائية. التعرض المباشر لمثل هذه الأشعة قد يتسبب في سلسلة من المشاكل الصحية. وقد حددت المنظمة الدولية لأبحاث السرطان (IARC ) أن التعرض للأشعة بمستوى يفوق 2 ملي-جاوس طيلة 24 ساعة متواصلة قد يكون "سببا ممكنا للسرطان". وقد تبنت الدول الغربية هذا الحد.
باعتقادنا، أن على المجالس المحلية والبلدية أن تبادر إلى إجراء الفحوص اللازمة في المدارس الواقعة في نطاق مناطق نفوذها. ويجب أن تشمل هذه الفحوصات أماكن تواجد خزائن اللوحات الكهربائية في المدارس، ومستوى الإشعاع المنبعث إلى محيطها، وبخاصة في الغرف الصفية المحيطة بها. وفي ظننا، أن العديد من أطفالنا في المدارس- وبخاصة في المدارس القديمة التي عند تصميمها لم تؤخذ بالحسبان الأشعة المنبعثة من اللوحات الكهربائية- معرضون للحقول المغناطيسية القوية، في ظل غياب وعي الأهالي لخطورة هذه المسألة؛ ففي العديد من المدارس تم تثبيت تلك اللوحات على الجدار في العنابر والردهات، حيث قد تتواجد من الجهة الأخرى للجدار غرفة صفية، وبالتالي، فإن الطلاب بمحاذاة الجدار يتكئون عليه ساعات طويلة. ومن المعروف أن الأشعة تخترق الجدران، وبالتالي فإن الطفل قد يتواجد في حقل مقداره 60 ملي-جاوس أو أكثر.
ويكمن حل هذه المشكلة في تمتين وعزل خزانة اللوحة الكهربائية، بواسطة ألواح معدنية خاصة تعمل على فرملة الأشعة.
|