خاص بآفاق البيئة والتنمية

بهدف التخلص من النفايات المتراكمة وبالتالي تحسين أحوالنا الصحية والبيئية، وبهدف تحسين نوعية التربة وتخصيبها، بإمكاننا إعادة استعمال وتدوير فضلات الطعام والمخلفات العضوية وتحويلها إلى سماد عضوي أو سباخ، أو ما يعرف أيضا بالكُمْبوسْت المخصب للتربة.
ومن بين النفايات العضوية التي تتحلل إلى مكوناتها الأصلية، نذكر مثلا: فضلات الطعام، رَوْث الحيوانات، الورق، الشعر، الريش، القش، أغصان وأوراق الشجر، الأعشاب الخضراء والجافة، نجارة الخشب، بقايا المحاصيل والخضار والفواكه التالفة.
ويختلف الكمبوست، أو السماد العضوي، عن السماد الكيميائي، في أنه يخصب وبالتالي يحسن بنية التربة، بمعنى أنه لا يغذي النبات مباشرة. بينما يقتل السماد الكيميائي الكائنات الدقيقة النافعة في التربة وبالتالي يتسبب في تدني خصوبتها بعد بضع سنوات من استعماله.
وتتلخص فكرة تحضير السباخ، أو الكمبوست، بما يلي:
تجمع مختلف المواد العضوية المتوفرة في المنزل على شكل كومة في مكان ما بالحديقة، لا يتعرض للتيارات الهوائية، ويستحسن أن يكون بين النباتات أو الأشجار أو في الظل، لحفظ الرطوبة في الكومة. تترك الكومة لتتحلل فترة من الزمن، علما بأنه نتيجة للتحلل يتحرر الماء وثاني أكسيد الكربون والحرارة. وأثناء عملية التحلل بواسطة الميكروبات التي تتغذى على المواد العضوية، ترتفع درجة الحرارة الداخلية للكومة إلى ما بين 60 – 70 ْم، ما يؤدي إلى قتل غالبية البذور الضارة والجراثيم المسببة للأمراض.
معدل حجم الكومة يمكن أن يكون 1م3 أي 1 متر طول و1متر عرض و1 متر ارتفاع.
بإمكاننا أيضا جمع المواد العضوية في حفرة، بعيدا عن المنزل، وذلك لتفادي الجفاف، بحيث لا يزيد عمق الحفرة عن 60 سم، لضمان التهوية المناسبة. أو بدلا من الحفر بإمكاننا استعمال البراميل.
ولا بد من مراعاة أن لا تصبح الكومة رطبة جدا، كي لا يتجمع الماء الغني بالعناصر الغذائية في أسفل الكومة وبالتالي ضياعه هدرا. كما يجب حماية الكومة من الأمطار.
يجب ترك المواد النباتية الخضراء تذبل قليلا لأنها تحتوي على نسبة رطوبة عالية. أما المواد النباتية الخشنة، كالقش مثلا، فيفضل تكسيرها أو تقطيعها إلى قطع أصغر قبل استعمالها، بحيث أن طول القطعة الواحدة لا يزيد عن 5سم. وبإمكاننا إضافة ما يتوفر من المواد العضوية إلى الكومة تدريجيا.
بناء الكومة
عند البدء ببناء الكومة يستحسن وضع أغصان الأشجار القديمة في أسفل الكومة بهدف التهوية من أسفل. ومن ثم تضاف المواد العضوية على شكل طبقات مختلفة الأنواع، بحيث لا تكون الطبقات سميكة.
أثناء بناء الكومة، وعندما يصل ارتفاعها إلى نحو 50 سم، فلا بد من البدء في عمل فتحات للتهوية عن طريق دفع بعض العيدان أو السيقان الخشبية الرأسية في الكومة. وفي حال استخدام المادة الجافة بكثرة، فيجب إضافة الماء بعد كل طبقة من التربة المضافة للكومة. وإذا لزم الأمر بإمكاننا زيادة رطوبة الكومة برشها قليلا من الماء. أما في حالة كون الرطوبة كثيرة نوعا ما، فبإمكاننا السيطرة عليها بزيادة كمية المواد الجافة أو تقليب الكومة.
وبهدف تسريع عملية التحلل، يجب تقليب الكومة، وذلك لجعل المواد التي في منتصف الكومة تصل إلى السطح وبالعكس، أي مواد السطح تصل إلى منتصف الكومة، مع مراعاة خلط المواد الجافة مع الرطبة أو الخضراء أثناء التقليب. ويتم بالعادة تقليب الكومة بعد عدة أسابيع، عندما تبدأ درجة الحرارة بالإنخفاض. ولا بد من التأكد من أن المواد الموجودة على الأطراف، حيث درجة الحرارة المنخفضة، قد قلبت إلى وسط الكومة، حيث درجة الحرارة العالية.
ويمكن قلب الكومة مرة أخرى بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع. ويجب تعريض جميع المواد في الكومة للحرارة لقتل الجراثيم والحشرات والبذور الضارة وللإسراع في عملية التحلل. كما أن التقليب يساعد في تهوية الكومة.
الفترة اللازمة كي تتحلل المواد العضوية في الكومة وتصبح سباخا يعتمد على نوع المواد المستعملة وعلى الظروف المناخية المناسبة، مثل الطقس الحار، الرطوبة والتهوية الجيدتين، الخليط الجيد من المواد العضوية. وفي حال توفر الظروف المناسبة فإن السباخ يحتاج إلى نحو ثلاثة أشهر كي يكتمل. أما في الظروف الباردة والجافة وعندما تكون نسبة الكربون إلى النيتروجين في المواد المستخدمة عالية فقد تمتد الفترة اللازمة للحصول على سباخ إلى أكثر من ستة أشهر.
السباخ الناضج والجيد يكون له تركيب حبيبي ورائحته كرائحة التربة ولونه بني غامق إلى رمادي، بحيث لا نستطيع تمييز المكونات الأصلية، باستثناء الأغصان.
بإمكاننا استعمال السباخ الناضج لتسميد التربة، بحيث يخلط مع التربة بأسرع وقت، بواسطة حراثة التربة، لأن تركه على سطح التربة سيؤدي إلى خسارة الكثير من العناصر الغذائية التي في السباخ بسبب الأمطار أو أشعة الشمس الحارة.
ويستفاد من السباخ بشكل أساسي لحفظ التربة وتخصيبها، وتحسين بنيتها وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء. فضلا عن تعميق جذور النبات في التربة، علما أن السباخ الجيد غني بالكائنات الحية النافعة وبالعناصر الغذائية التي يتطلبها النبات، الذي إذا ما توفرت له تزداد مناعته ضد الطفيليات والعديد من الآفات.
وعندما لا نستطيع استخدام السباخ مباشرة فيجب تخزينه، بهدف حمايته من الأمطار وأشعة الشمس، وذلك من خلال تغطيته بمواد خشنة مثل التبن أو القش.