خاص بآفاق البيئة والتنمية
انقلاب
ضربت حقول جنين موجة صقيع غير معتادة يوم 31 آذار الفائت، أدت إلى تلف عدد كبير من مزروعات الفترة الصيفية، كالكوسا والخيار والبندورة. والغريب أن دوائر الرصد الجوية لم تتوقع حدوث الانجماد وبخاصة في وقت متأخر من آذار، وحين دنت درجات الحرارة قبل يومين من 30 مئوية. يقول مزارعون: إن عام 2014 غريب جداً، فدرجات الحرارة التي تدنت وحرقت مزروعاتهم، تأتي بعد مطر شحيح، وتذبذب في درجات الحرارة، ومربعانية شتاء حارقة، وخمسينية خجولة في مطرها.
ترصد درجات الحرارة في نيسان، فتجد العجب العجاب، كمثال هطلت أمطار متوسطة إلى غزيرة يوم 10 نيسان، وخفيفة يوم 20 منه، فيما تذبذبت درجات الحرارة بين 10 درجات و أكثر من ثلاثين في بعض المناطق كالأغوار، ووصل الفرق بين درجات الحرارة 20 مئوية بين يوم وليلة. فيما تتوقع دوائر الأرصاد الجوية فرقا كبيراً بين يومي 21 و22 نيسان يقترب من عشر درجات!
الشيء ذاته حدث في البحرين التي أمضيت فيها أسبوعاً نهاية آذار، فقد عشت يوماً شتويًا ثم شهدت الربيع، وتذوقت طعم الصيف القائظ بأقل من 70 ساعة! يبدو أن في الأمر "اعتلال مناخي"...
تدريبات
تتابع الجيل الثاني من أطفال الروضة صديقة البيئة في طوباس لجمعيتها الخيرية ومركز التعليم البيئي بالشراكة مع وزارة الإعلام. تلمس الأمل في عيون الأطفال، وتنقل لهم الكثير من المفاهيم الخضراء، بقالب درامي قريب من قلوبهم.
في النسخة الأخيرة من التمرينات، تطلب من الأطفال انتخاب ممثل عن كل مجموعة ليخرج أمامهم وهو يحمل ورقة بعبارة بيئية؛ ليكتشفوا معا صحتها من عدمه.
تحمل ريتا عبارة: (نرمي على الأرض)، وتقف ريم بورقة (نقطف الأزهار)، وتأتي جملة محمود (نحرق النفايات)، ويقول فؤاد ( نزرع)، وتضيف عبارة هبة (نأكل الشيبس)، وتكمل تسنيم ( نأكل النقانق) ويرفع يوسف (نبتعد عن الزعتر)، وتفيد جملة زينب ( نكسر الأشجار).
يتعلم الصغار العبارات الصائبة، وسبب ذلك، والمطلوب منهم فعله، ويصححوا بأنفسهم وجهة الجمل الخاطئة مرة أخرى، بـإدخال (لا)، وتُحضّر معهم لواجب جديد ( عبوة فارغة من المعدن أو البلاستيك أو الزجاج، نستخدمها لزراعة نبتة أو فسيلة تحمل اسم كل طفل، ونضعها بعد تغليفها بأوراق جرائد في ساحة الروضة)، في تمرين يدمج مفاهيم إعادة الاستعمال والزراعة.
تجارة
تسمع بشيء لا تستطيع التحقق من صحته: شركة تجارية فلسطينية تجمع زهرة وطنية نادرة ( تنبت في منطقتين صغيرتين بجنين ونابلس إذا ما صدقت رواية ناقل القصة) وتصدرها لأوروبا، وتشتريها بعشرة شواقل للكيلو غرام فقط!
يافطة
تقرأ على يافطة:" معاً نحو مجتمع فلسطيني خالٍ من الأمية الفلكية"! جميل الترويج لمحو أمية الفلك والمجموعة الشمسية وتخصيص يوم لزحل، ولكن هل انتهت قضيتنا المتعلقة بالأمية التقليدية جداً (القراءة والكتابة) لننتقل لما بعدها؟
ثقافة عرجاء
كلما أمر من إحدى الأمكنة في الأغوار الشمالية، إلا ويقول لي السائق، أو الجار في مقعد الحافلة، أو المرافق في الرحلة، أو الشاب الذي يعهد الغنم في الجبل: هنا قُتل أبو سمير. وهو بحسب الرواة جاسوس تحول إلى ضابط في جيش الاحتلال البريطاني.
الغريب أننا نسمي أمكنة تعاقبت عليها الملايين باسم شخص واحد عادي أو لا يستحق الذكر، في بعض الأحيان، وهذا اعتداء على الجغرافيا وتزوير للتاريخ.
شهر أخضر
اختتم مركز التعليم البيئي فعاليات "شهر أخضر في فلسطين"؛ موصلا رسالة 'تُشجع' المواطنين والمؤسسات وصناع القرار على منح البيئة اهتماماً يوازي حجم ما تتعرض له من تحديات.
وشهدت جنين والأغوار وطوباس ونابلس ورام الله وضواحي القدس ومدينة المهد أنشطة، فيما تجاوزت الأرقام التي وصلت إليها أنشطة الفريق لألفي مشارك مباشرة، بجوار آلاف بشكل غير مباشر كالمستمعين للومضات الإذاعية في أربع محطات لشهر كامل: راية، وبيت لحم 2000، وصبا، والخليل، عدا عن برنامج أسبوعي يروج للبيئة بالشراكة مع "صوت النجاح" بنابلس.
يلخص المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض فكرة شهر البيئة ونتائجه بصورة مكثفة، بقوله: "البيئة في بلادنا في ذيل اللائحة، وقد نحتاج لسنوات طويلة من العمل لتغيير واقعها نحو الأحسن، وبكل تأكيد لن نستطيع في شهر واحد أن نُحدث فارقاً كبيراً، لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وعلينا أن نُشعل شمعة أمل".
وأضاف: أطلقنا يوم البيئة في الخامس من آذار، وسيصبح الأمر تقليداً سنوياً، وهو مبادرة لرئيس الاتحاد اللوثري العالمي ورئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، المطران منيب يونان، ورأت النور بالتعاون مع سلطة جودة البيئة في مؤتمر صحافي بمقر مركز الإعلام الحكومي جمع المطران وجميل المطور.
وتابع: نستطيع أن نجهز منذ الآن إلى العام القادم لسلسلة فعاليات أشمل وأكبر، في ثاني تجربة ليوم البيئة، وننتظر أن تدخل أنشطتنا لكل بيت ومدرسة وجامعة، أو على الأقل أن ننقل لفئات المجتمع المختلفة قضية البيئة، لتصبح قلقاً يومياً للناس.
وبحسب بيانات المركز، فقد توزعت أنشطة الشهر الأخضر، التي انطلقت في الخامس عشر من آذار الماضي، وامتدت حتى الخامس عشر من نيسان الحالي، على العيزرية ونابلس وجنين وطوباس وأريحا وبيت لحم والخليل ورام الله وبيرزيت، وشملت غرس أشجار، ومسيرات توعية خضراء، وحملات نظافة، وحملات تحجيل ومراقبة للطيور ضمن الأسبوع الوطني الثالث لهذا الغرض في محطتي طاليتا قومي وأريحا بإشراف رئيس منظمة الطيور الأوروبية SEEN البروفيسور البولندي بوسيه، ويوم وطني لعد السمامة الشائعة، وورش رسم، ومسابقات وجولات تعليمية في الطبيعة للأطفال، ومسارات بيئية في وادي القلط وبرية القدس وخربة المخرور وبيت لحم وطوباس، انضم إليها طلبة ومهتمون وباحثون وزوار أجانب.
ووفق القائمين على "شهر الدفاع عن البيئة"، فقد شهد إطلاق سلسلة منتديات هدفت للبحث عن أنصار يؤمنون بعمل دائم في إطارها، كتنفيذ حملات تطوعية، وتثقيف، وتدريب الأطفال على احترام البيئة، وحث طلبة المدارس والجامعات على تغيير تعاملهم مع قضاياها.
تقول المسؤولة عن متابعة أنشطة المركز ماريانا جعنينة: أسسنا أربعة منتديات لتشجيع الطلبة والنساء والأطفال على تنفيذ أنشطة ميدانية غير موسمية تنطلق من دوافع تطوعية، ولا تنتظر برامج دعم وتمويل.
وتؤكد أن يوم البيئة وفعاليات شهرها ساهما في تغيير الواقع بعض الشيء نحو الأحسن، بدليل انضمام مدارس ومؤسسات ومتطوعين بشكل عفوي للمسيرات والأنشطة وحملات التطوع والنظافة، لكن الأمر يحتاج لمزيد من الصبر.
وكان المركز قد أطلق، خلال شهر واحد، بالشراكة مع مؤسسات وجامعات واتحادات أربعة منتديات شبابية ونسوية ومجتمعية ولطبلة الإعلام، حملت بعضها أسماءً مستوحاة من البيئة كـ"زهر اللوز"، و"ندى"، و"ضياء".
و"التعليم البيئي" مركز منبثق عن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، تأسس عام 1986 عبر برنامج الوعي والمشاركة بالتعاون مع جامعة بيرزيت، وتحوّل في عام 1992 إلى إطار جديد باسم "أطفال لأجل حماية الطبيعة في فلسطين"، ثم صار عام2001 مركزاً قائماً بذاته يحمل اسمه الحالي.
ويسعى المركز أن يكون فضاءً توعوياً تعليميًا ريادياً متخصصًا بالبيئة، يساهم بفاعلية في الحفاظ عليها، وحماية تنوعها الحيوي، والإبقاء عليها أولوية في المجتمع الفلسطيني.
يقول عوض: ننشر دائماً أهدافنا الخضراء، ونتذكر أن تفعيل مفاهيم المحافظة على البيئة والمكونات الطبيعية لها، وزيادة الوعي بالقيم الاقتصادية والعلمية والثقافية للموارد الطبيعية، مسألة صعبة لكنها ليست معجزة.
معرض كتاب!
جميل أن نتجول في معرض فلسطين الدولي للكتاب، ولكن الغريب أن نعيش داخله ما يشبه الدفيئة، فالحرارة مرتفعة كما العديد من أسعار المعروضات فيه. والأغرب أن نجد أجنحة لشركتين تجاريتين في أروقته، ليس لسبب سوى التمويل!
aabdkh@yahoo.com