اعتاد المجتمع الفلسطيني منذ القدم على تناول مشروبات ومناقيع مصدرها نباتات محلية منها منقوع أوراق هذه النباتات مثل: الميرمية والنعنع والزعتر او الأزهار مثل البابونج (القريعة) أو البذور مثل اليانسون والشومر، ومن أشهر هذه المشروبات الشاي بالميرمية شتاءً، والشاي بالنعناع صيفا.
وصف نبتة الميرمية:
شجيرة معمرة صغيرة يتراوح ارتفاعها ما بين 40-80 سم ساقها كثيرة التفرع وكثيرة الأوراق ومتخشبة في جزئها السفلي وفي الشتاء تموت الأجزاء غير المتخشبة. الأوراق متقابلة جلدية يتراوح طولها ما بين 3-10سم. الأفرع والأوراق مغطاة بورق كثيف. تترتب الأزهار حول الساق على هيئة السوار، الزهرة لونها بنفسجي أو ازرق أو قرمزي وأحيانا ابيض، للنبات رائحة عطرية متميزة وتزهر في بداية الصيف وتتكاثر بالبذور، وهي من النباتات المتحملة للعطش والجفاف لفترات طويلة لوجود الزغب والشعيرات الدقيقة التي تكسو المجموع الخضري، تروى كل اسبوعين صيفاً على أن تكون كمية الري معتدلة لأن الري الغزير يسبب زيادة النمو الخضري على حساب كمية الزيت الطيار المكونة في النبات، ويوقف الري تماما قبل الحصاد بأسبوع، ولذلك يفرق الناس بين الميرمية البرية والميرمية المزروعة في الحدائق المنزلية.
الميرمية في الوجدان الشعبي والتراث الشعبي:
يزرع نبات الميرمية في محيط وحديقة كل منزل في فلسطين، ويشتريها اللاجئون والمغتربون أينما كانوا. وهي نبتة جبلية برية يجمعها العشابون كمئونة شتوية يشرب منقوعها اللذيذ والمفيد.
يقول الدكتور توفيق كنعان، الميرمية دعيت نسبة إلى اسم مريم العذراء ويروى أنها في إحدى نزهاتها وفي وقت الصيف الحار جلست على حجر تستريح من عناء المشي، وكان العرق يتصبب من جبينها فتناولت من تحت أقدامها بضعة أوراق من نبات "الميرمية" لتجفف بها جبينها. ويقال انه منذ ذلك الوقت اكتسب النبات رائحته الزكية، وما زال يكرم باسم العذراء "ستنا مريم".
ويعتقد بعض الفلاحين بأن نبات الميرمية احتفظ برائحة الأم حواء، وحسب رواية الدكتور توفيق كنعان انه سمع في قرية ارطاس هذه المقولة: " خدي شمي ريحة أمك".
وهذه حكاية أخرى من التراث الشعبي تنسب إلى زمن السيدة مريم العذراء يقال: أن هناك امرأة مرض ولدها ولم تنفع معه كل أساليب الطب والحكمة فتضرعت إلى الخالق ليشفي ولدها فجاءتها العذراء في المنام وأرشدتها بأن تسقي ابنها من عشبة "القصعين" وهو من أسماء الميرمية.
الجزء المستعمل من نبات الميرمية هي الأوراق المجففة بعناية والتي يتم تجفيفها عند بدء الأزهار، يستخدم النبات لعلاج اضطرابات الأعصاب والدوخة ووقف العرق، ويستخدم الزيت طارداً للغازات المعدية، وتابلا وبهارات لتحسين مذاق بعض الأطعمة، ويستعمل أيضا لصناعة العطور والروائح ومستحضرات التجميل وصابون الوجه، تستعمل الأوراق بعد غليها لمعالجة المغص المعوي، كما يستعمل كشراب منزلي مع السكر والعسل وقد تستعمل أحيانا لتطهير المنازل في القرى بعد حرقه فيها. يفيد منقوع الميرمية في حالات السيلان الأبيض وعسر الطمث، والتهاب الحنجرة والتهاب اللوزتين. يغلى الماء في الوعاء، ثم توضع فيه الأوراق المجففة جيدا، لمدة 10 دقائق ثم يشرب، لعلاج مغص ووجع البطن. كما تستعمل الميرمية لإعطاء نكهة للشاي ويستخدم طوال فصل الشتاء كشراب ساخن ولعلاج المغص والمعدة والبطن.
الاستخدامات الطبية:
تحتوي الميرمية على زيت طيار بنسبة 0.5-2% وهو يتكون من الكافور، البورنيول، والسينول، اللينالول، الثوحون الذي يشكل 10-35% من الزيت، وأحماض ثلاثية التربين والحامض الورسولي، تحتوي الأوراق ايضا على مواد عفصية وراتنجية، وللميرمية استخدامات طبية وعلاجية متعددة منها:
1- يفيد شاي الميرمية لعلاج التهابات الحنجرة واللثة والتهاب اللوزتين في حالات الرشح وأمراض الرئة وتخفيف السعال ومقشع.
2- تقوية وتنشيط الدورة الدموية ومهدئ للأعصاب، تخفيض نسبة السكر في الدم، مقوي جنسي للرجال.
3- تساعد في إفراز العرق من الجسم، منع تكون الحصى في الكلى ويفيد في منع الإسهال، معالجة الاضطرابات الهضمية والمغص. تخفيف تعرق والتهابات القدمين.
4- تساعد في تخفيف الآم الروماتزم عن طريق عمل مغاطس للجزء المصاب أو كمادات تحتوي على شراب الميرمية.
5- يمنع ظهور الشيب ويعالج تقصف الشعر.
6- تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف آلام الحيض، تنشيط المبايض، معالجة الالتهابات النسائية.
7- أثبتت الدراسات الحديثة فعالية الميرمية في تثبيط تكون الخلايا السرطانية خاصة سرطان القولون والرئة والثدي.
8- لها فاعلية في تقوية الذاكرة وتأخير الإصابة بمرض الزهايمر.
يحذر من تناول المرأة المرضعة الميرمية لأنه يضعف إفراز الحليب في الأشهر الثلاثة الأولى خاصة، وكذلك على الحامل في بداية الحمل لأنه مطمث، كما يحذر من الجمع بينه وبين الأغذية والأدوية المحتوية على الحديد.
من المشروبات "والمناقيع" في فلسطين
النعناع (النعنع)
النعنع البري على أطراف قنوات الماء ويضاف إلى أقراص السلق والسبانخ النعنع البلدي يضاف إلى الشاي في فصل الصيف ويشرب منقوعه
النعناع البلدي: نبات عشبي معمر عطري، وهو غزير التفريع وأوراقه بسيطة متقابلة ومتصلبة وذات أعناق قصيرة جدا.
أطنب أطباء العرب الأوائل في ذكر فوائده الطبية ... يقول داود الأنطاكي في التذكرة: (النعناع يمنع الغيثان، وأوجاع المعدة، والفواق، يطرد الديدان بالعسل والخل، وان أكله يمنع الطعام أن يحمض أو يفسد، ولذلك يمنع التخم ... يسكن أوجاع الأسنان مضغا، ويقوي القلب مع العود والمصطكى ... وينبغي ان يجفف في الظل لتبقى قوته وعطريته).
النعناع في الطب الشعبي الحديث:
يحتوي النعناع على زيت طيار مع النثول وقليل من المنثون، ومواد دابغة ومسكنة للتشنجات، ومدرة للصفراء، ومضادة للالتهابات.
وصف النعناع بأنه صديق للقلب، والأعصاب، والجهاز الهضمي، يبعث القوة في الجسم، يهديء هيجان الأعصاب، والجهاز الهضمي، يبعث القوة في الجسم، يهدئ هياج الأعصاب، يريح الأحشاء من الغازات، يقوي عمل الكبد والبنكرياس، يفيد علاج السعال والربو، يسهل التنفس، يدر البول، يخفف من شدة حساسية غشاء المعدة المخاطي.
ويستعمل النعناع – ظاهريا – لعلاج الروماتيزم والمفاصل والالتهابات.
كما أن الغرغرة بمغلى النعناع تفيد في شفاء اللثة والأسنان، بالإضافة إلى تطبيب رائحة الفم.
ومادة المنثول طاردة للحشرات الحاملة للجراثيم.
لعلاج التهاب الثدي يمكن عمل لبخة مكونة من: ورق النعناع، والخل، ولباب الخبز الأبيض ... توضع هذه اللبخة فوق مكان الاصابة.
يستخدم الزيت الطيار المستخرج من النعناع في تدليك الأجزاء المصابة بالروماتيزم.
اما من الداخل: فإن مستحلب (شاي) النعناع من أحسن الأدوية لعلاج اضطرابات المرارة وتسكين المغص المعوي وآلام الحيض، والمغص الناتج عن حصاة المرارة، وطرد الغازات المعوية ... كما ان هذا المستحلب يكسب الجسم نشاطا وحيوية.
ويجهز مستحلب (شاي) النعناع بنسبة معلقة كبيرة من الأوراق لكل فنجان من الماء الساخن لدرجة الغليان ... ويشرب من هذا المستحلب (2-3) فنجان في اليوم، ويمكن مزجه بالحليب.
والنعناع مثير للقابلية الجنسية: خمسة عشر غراما لفنجان ماء ... ويمكن إضافة ثمر الزعرور إليه.
- هذا، ويجب الامتناع عن شرب مستحلب النعناع في الحميات، وعند وجود استعداد للقيء، حيث يزيد في جفاف الفم، والشعور بالعطش.
الاستخدامات المنزلية والصناعية والتجارية للنعناع:
- يدخل النعنع في الأكل حيث يضاف إلى سلطة الخيار باللبن وسلطة الخضار العادية ويقلى به مع الثوم لطبخات اللبن، ويضاف إلى حشوة ورق العنب بالزيت مع البصل والبندورة والأرز.
- يستخدم النعناع لعلاج الزكام باستنشاق بخار مغلي الأوراق.
- من مستحضرات النعناع في التجارة:
1- ماء النعناع، ويحضر بتقطير النعناع بالماء ويضاف إلى كثير من المشروبات لتعطيرها.
2- زيت النعناع ويحضر بتقطيع الرؤوس الزهرية.
3- روح النعناع: ويحضر بإضافة جزء واحد من الزيت إلى 9 أجزاء من الكحول نسبة التركيز 90%.
- يستعمل زيت النعناع في أغراض كثيرة من أهمها:
1- صناعة مستحضرات التجميل ومعاجين الأسنان.
2- طارد للأرياح ومسكن للمغص.
3- يضاف إلى كثير من الأدوية لتحسين طعمها.
النعنع في الوجدان الشعبي:
تقول الدلعونا:
على دلعونا بتلقط نعنع ،،، وريال الحلوة عالسدر يلمع
والله لأخذك لو عمّك بفقع ،،، لو قطعوني لحم بصحونا
هي يا عزّيه، هي يا عزّية ،،، يا عرق النعنع رابي ع المية
والله ما فوتك يا نور عينيه ،،، لو قطعوني لحم بصحونا
وهذه المهاهاه:
يا هي يا فلانه يا نعنعه
يا هي بالذهب وبالعز مقنعه
يا هي يا رب احفظ اهلك وظلي مدلعة.