بحث إسرائيلي: الاستعمال الواسع للمياه العادمة المعالجة في الري الزراعي يتسبب بأضرار بالغة للتربة والمحاصيل

الري بالمياه العادمة المعالجة شمال فلسطين
خاص بآفاق البيئة والتنمية
توصل باحثون في معهد "فولكاني" الإسرائيلي مؤخرا، إلى أن الاستعمال الواسع للمياه العادمة المعالجة في الري الزراعي يتسبب بأضرار بالغة للتربة والمحاصيل الزراعية، وذلك أساسا بسبب رفع نسبة الملوحة في الأراضي المروية بتلك المياه. ووجد البحث أن تملح التربة يؤدي، من بين أمور أخرى، إلى ارتفاع تركيز الصوديوم في الفاكهة والخضروات الإسرائيلية بضعة أضعاف، بالمقارنة مع المعايير المتعارف عليها دوليا. وبحسب البحث، هذا الوضع غير قائم لدى الري بالمياه العذبة أو المحلاة التي تحوي تركيزا ملحيا أقل بكثير.
وقد بلغت في السنوات الأخيرة نسبة استغلال المياه العادمة في الري الزراعي بإسرائيل 86% من إجمالي المياه العادمة المعالجة؛ فالمياه العادمة المعالجة تروي مساحات زراعية مقدارها 1.3 مليون دونم، وهي تعادل نحو نصف إجمالي المياه المخصصة للاستخدامات الزراعية. وتحوي المياه المعالجة تركيزات مرتفعة من المركبات الملحية، وبخاصة الصوديوم والكلوريد اللذين مصدرهما الاستعمال الواسع للملح لأغراض منزلية وصناعية؛ حيث تصل الأملاح في النهاية إلى المياه العادمة ولا يتم التخلص منها في عملية التنقية. وبحسب أبحاث عالمية وإسرائيلية، من المعروف أن التراكم الملحي في الأرض الزراعية يتلف بنية التربة وخصوبة النباتات ويتسبب في تغيرات بالتركيب الغذائي للإنتاج الزراعي.
وفي بحث معهد "فولكاني" حول الوضع الملحي في الزراعة الإسرائيلية، جرت متابعة مؤشر امتصاص الصوديوم في التربة، ومستوى الصوديوم والكلوريد في الأوراق النباتية، كما جرى فحص تركيز الصوديوم في الفاكهة والخضروات. وبحسب البحث، ارتفعت نسبة الصوديوم بشكل كبير خلال السنوات 1995 – 2012، ما يعني بداية اتجاه إلحاق الأضرار بالتربة وبقدرتها على امتصاص ودَفْق المياه. وتبين من الفحوصات التي جرت على أوراق أشجار الحمضيات، بأنه خلال السنوات العشرين الأخيرة طرأ ارتفاع في تركيز الكلوريد والصوديوم بنسبة 200٪ -250٪، ما أوصل الأشجار إلى حالة من "الضغط الملحي" الذي يصبح فيه تركيز الأملاح مؤذيا لأداء النبات. ويعتقد الباحثون بأن هذه البيانات تفسر ظاهرة "ضمور" البساتين التي اشتكى منها المزارعون الإسرائيليون في السنوات الأخيرة.
وللتحقق مما إذا كانت عملية التمليح سمة مميزة فقط لأشجار الحمضيات، عمد الباحثون الإسرائيليون إلى قياس تركيز الصوديوم في الفاكهة والخضروات؛ وقارنوه بالمعايير المتعارف عليها في إدارة الأغذية الفدرالية بالولايات المتحدة الأميركية. واتضح بأن تركيز الصوديوم في معظم العينات كان أعلى بعشرات إلى مئات بـ(المئة) بالمقارنة مع معيار إدارة الغذاء الأميركية.