خاص بآفاق البيئة والتنمية
أجواء شتوية في جنين
سوء العاقبة
تمر من الطريق المؤدي إلى مدينتك المجاورة، تلاحظ منذ سنوات الاعتداء على الوادي. بمرور الوقت، يختفي هذا المعلم الجغرافي، وتملؤ المنازل والمتاجر المنطقة على طولها، ويُحكم الخناق على الشارع، الذي يصير ممرًا للمياه وللمركبات والوحل.
بخلاف اسم الشارع والمنطقة (وادي الخوري)، وبعكس طبيعته الواقعة بين جبلين وانحدار واضح، أقام مواطنون وتجار مساكنهم وأبواب رزقهم في جوف الوادي، وأقفلوا نوافذ المياه ومساربها، ومع كل موسم مطري تبدأ المعاناة، ويتشكل نهر مؤقت، وتبدأ تحذيرات جهات الاختصاص الداعية لتجاوز هذا الممر، وعدم السير فيه.
تكرار انكشاف العيوب الكبيرة في البنية التحتية الفلسطينية في كل موسم شتاء
تكتب إلى جهات مسؤولة عن تنظيم المكان، وتحاور السائقين والمواطنين، وتسأل القاطنين فيه عن ردة فعلهم حول "التهام" الوادي، ولا تصل لإجابة منطقية.
كعينة من الأسئلة، من هي الجهات التي سمحت بالاعتداء على الوادي؟ وها هي ردة فعل القاطنين فيه، حين يستمعون إلى تحذيرات الأرصاد الجوية المتكررة، التي تحذر الاقتراب من مجاري الوديان والسهول؟
إنه باختصار التخطيط قصير النظر، والمسؤولية المعدومة، التي لا تراعي سوى المصلحة الفردية، وتتجاهل أي منطق عام.
زهرات طوباس يزرعن الأشتال الشجرية
سلاح أخضر
بوسع الشجرة الواحدة امتصاص 1,7 كغم من ثاني أكسيد الكربون يوميًا وإنتاج 0,4 كغم من الأوكسجين يوميًا، فيما يحتاج كل إنسان 3 أشجار لتزويده بالأوكسجين، (1,2 لتر أوكسجين). في وقت تتطلب كل سيارة تاكسي 17 شجرة، لامتصاص الغازات المنبعثة من عوادم المركبات.
تقرأ في حضرة يوم الشجرة، أن العالم العربي فقير بالغابات مقارنة بدول العالم، وحصته منها 2% فقط، على مستوى العالم، معظمها يتواجد في السودان والمغرب والجزائر. تغطي الغابات ما نسبته 25 %- 30 % من مساحة اليابسة، وهي موئل لما نسبته 80 % من التنوع الحيوي المتبقي في العالم، فيما يعتمد 350 مليون شخص في العالم على الغابات للحصول على وسيلة العيش والدخل، كما يعتمد نحو 60 مليون من هؤلاء على الغابات بشكل كامل. أما الصناعات القائمة على الغابات فتوفر فرص عمل لقرابة 50 مليون شخص.
وبحسب دراسة بيئية أردنية لمدير محمية غابات عجلون ناصر عباسي، فإن المركبة التي تقطع 1600 كيلو متر سنويا، تنتج 4.3 طن من ثاني أكسد الكربون، وبالمقابل تحتاج السيارة الواحدة إلى 17 شجرة لامتصاص هذه الكمية.
كما إن الشجرة الناضجة المليئة بالأوراق الخضراء تنتج في الفصل الواحد كمية من الأكسجين تكفي 10 أشخاص لسنة كاملة، فيما تستهلك مساحة 4 دونمات مزروعة بالأشجار كمية من ثاني أكسيد الكربون تساوي التي تنتجها السيارة بعد سيرها لمسافة نحو 4180 كيلو مترًا. فيما تنتج هذه المساحة (4 دونمات) كمية أكسجين تكفي 18 شخصًا لعام كامل. ويمكن لشجرتين ناضجتين إنتاج أوكسجين يكفي عائلة مؤلفة من 4 أشخاص لمدة عام، بحسب الوكالة الكندية البيئية.
رغم كل هذا، نتابع بأسف اعتداءات مقصودة بحق الأشجار، وشاهدنا تقطيع بعضها وسط بيت لحم بتبرير سخيف، ونشاهد إهمالًا في العناية بالمزروع منها، ولا نتابع كما يجب ما نغرسه في مواسم الجفاف.
التمدد الاسمنتي المتسارع في مرج ابن عامر الخصيب
رعب الإسمنت
في الشتاء والربيع يكثُر تواصلك مع الطبيعة، وتوثق التنوع الحيوي، وترصد تمادي العدوان عليها. ربما هي المرة الألف، التي تسلط فيها الضوء على التدمير المتلاحق للأراضي الزراعية، وخاصة مرج ابن عامر، الذي لم يعد عامرًا، وصار يختفي يومًا بعد آخر.
في أحدث الصور للمرج من الجبال المحيطة، تتوسع شهية الإسمنت، وتتقلص الرقع الخضراء، وهذا ينذر بالأسوأ خلال السنوات القادمة.
الأسباب المادية التي يقدمها مؤيدو تخريب المرج والأراضي الزراعية الخصبة هي ذاتها عموماً: الربح المادي، والزيادة الطبيعية في السكان، وقلة الأراضي، وهي كلها ذرائع، فثمة ربح مادي بعيدًا عن حيزنا الشحيح أصلاً، والزيادة الطبيعية تعالج في المناطق الجبلية، وأنماط التوسع العمودية لا الأفقية، وقلة الأراضي تعني أصلاً أن نحافظ عليها للأجيال القادمة، إلا إذا كنا لا نعترف بحقها المشروع في استلام ميراث خالٍ من الإسمنت.
جهاز بسيط لقياس كمية المطر
توثيق شتوي
تشرع منذ عامين في جمع بيانات الشتاء، فتراقب من سطح منزلك مقياس المطر، عقب كل جولة شتوية، وتجمع وتوثق الأرقام، وتتبادلها مع مهتمين في مناطق مجاورة، وتقارنها بما يصلك من بيانات.
تسُّر حين ترى المقياس وافراً، وتحرص على معرفة حصاد كل منخفض أولًا بأول، وتنشر للأصدقاء والمهتمين البُشرى، وتتحسر على ضياع كل يوم من الشتاء دون غيث.
حمل العشرون تشرين الأول (20) ملم، و(12) ملم أخرى في الخامس والعشرين منه. وجادت السماء في العاشر من تشرين الثاني ـ (3) ملم، ومثلها في الثالث عشر منه، و(16) ملم في الرابع عشر منه، و(10) في السادس عشر والثاني والعشرين على التوالي، و(20) ملم في الثالث والعشرين منه، و(2) ملم في الخامس والعشرين منه، و(4) ملم في الثلاثين منه.
وجادت السماء بـ(11) ملم في الأول من كانون الأول، و(52) في السادس منه، و(102) في السابع منه، و(13,5) ملم في الثامن منه، و(0,5) في نهاره التاسع، و( 3) ملم في يومه الثاني عشر، و(14) ملم في السابع عشر منه، و(5) في النهار الثامن عشر، و(11) ملم في التاسع عشر منه، و(16 ) ملم في العشرين منه، و(2) ملم في النهار التالي، و(45) ملم يوم السابع والعشرين منه، و(18) ملم عشية التاسع والعشرين منه، و(59) ملم في الثلاثين منه.
وحل كانون الثاني بـ(4) ملم في الثاني منه، و(6) في يومه الثالث، و(21) خلال نهاره السادس، و(15) ملم في اليوم الثامن، و(17) في تاسعه، و(4) في الثالث عشره منه، و(22) خلال يومه الرابع عشر، و(24) في السادس عشر منه، و(27) في نهاره السابع عشر، فيما غابت الهطولات حتى إعداد هذا النص (21 كانون الثاني).
aabdkh@yahoo.com