شجرة فلسطينية قديمة لا تزال شائعة في جميع المناطق الجبلية، تناسبها أجواء حوض البحر الأبيض المتوسط، فهي تتحمل الجفاف والعطش لفترات طويلة لاحتوائها على الأشواك؛ ولأن أوراقها تحتوي على شعيرات على سطحها العلوي والسفلي، إضافة إلى إن مجموعتها الجذرية قوية؛ فتنتشر في أعماق التربة بحثا عن الغذاء والماء.

 

 

في دار خالي نور الزعرورِ

                                      عرسك يا فلان ع هنا وسرورِ

  

التربة والأراضي الكلسية، هي الأكثر ملاءمة لنموها ويناسبها أيضا التربة الرطبة الطينية الرملية، وتعيش شجرة الزعرور في التربة العميقة كما يمكن أن تعيش في التربة السطحية لذا يمكن أن تكون في أطراف الشوارع والأبنية كسياج، ولا يوجد عادةً ساحات مزروعة بأشجار الزعرور لوحدها بل مع الأشجار الأخرى.

شجرة الزعرور شوكية معمرة متساقطة الأوراق، والجزء المستخدم من نباتها هو الأوراق والأزهار والثمار.

                  

وصف الزعرور انه قابض، جيد للمعدة، ممسك للبطن يسكّن الصفراء.

أما في الطب الشعبي الحديث فتستعمل الثمار والأزهار لتهدئة الأعصاب وهيجان الشرايين وتغذية القلب، سمي الزعرور صديق القلب لما له من قيمة عظيمة في علاج أمراض القلب، كحالات هبوط وضعف القلب الحاد والمزمن، وعدم انتظام ضربات القلب.

-                      يخفض الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم، وخافض لضغط الدم، يعالج الذبحة الصدرية وتقلصات الشرايين والتاجية، منشط لجهاز الدوران، ومهدئ للجملة العصبية ويقوي القلب، ويعالج الكلى وحصى المثانة كونه مدرّ للبول مذيب للحصى، يوصف أيضا لطنين الأذنين، والاضطرابات في الدورة الدموية خاصة في سن اليأس عند النساء، يعالج به الصداع، والسويدا، والذبحة القلبية، والتشنجات.

 

-          يستعمل منقوع القشر لتخفيف حرارة الحُمّى.

-          مغلي الثمار اليابسة (30 جراما في لتر ماء) يوقف الإسهال الشديد.

-          منقوع الأزهار مع السكر أو العسل يفيد قروح الحنجرة.

 

يعتبر الزعرور وصفةً مفيدة في الحالات العادية من أمراض القلب والشرايين:

 توضع ملعقة قهوة من زهر الزعرور في قدح ماء مغلي، وتؤخذ مرتان أو ثلاث مرات في اليوم لمدة عشرين يوما في الشهر الواحد.

 

          هذه حكاية طريفة من حكايات الشفاء بالأعشاب حيث تحقق فيها شفاء من عارض عدم انتظام ضربات القلب، باستخدام عشب الزعرور البري (Hawthorn).

          الحكاية من كتاب معجزات الشفاء بالأعشاب والغذاء لـ (د/أيمن الحسيني).

أصيبت ابنتي البالغة من العمر 6 سنوات بمشكلة بعمل القلب حيث صارت ضرباته غير منتظمة وتميزت بحدوث ضربة سابقة لميعاد حدوثها. واعتبر الأطباء ان هذه الحالة تعد خطيرة عندما تحدث لدى الأطفال... واتبعوا معها علاجا دوائيا قائما على استخدام ما يسمى بالعقاقير المثبطة للكالسيوم. لكن هذا النوع من العلاج لم يحقق السيطرة الكافية على هذه الحالة، فلجأ الطبيب إلى استخدام مستحضر طبي لعشب الزعرور البري استمرت ابنتي عليه عدة أسابيع، وبعدها عادت ضربات القلب لحالتها الطبيعية المنتظمة وصارت ابنتي أكثر قدرة على تحمل المجهود العضلي حيث اختفت تقريبا شكواها المتكررة من حدوث ضيق بالتنفس عندما كانت تلعب أو تصعد الدرج.

وحالة أخرى لمهندس زراعي أصيب بأزمة قلبية وهو في سن الثامنة والأربعين، شفي من أزمته بسبب مواظبته على تناول عشب الزعرور البري حيث لم تفاجئه النوبات القلبية مرة أخرى ويعلل الأطباء المشرفون على حالته سبب حدوث هذا التحسن الكبير، بأن هذا العشب المميز يزيد من كفاءة عمل القلب وينشط الدورة الدموية.

كما اعتادت عائلة بأكملها على تناوله باستمرار على مدار سنوات عديدة ما جنبها كثيراً من الأمراض، فاستخدمه الأب كعلاج طبيعي لمشكلة صحية بالقلب، واستخدمه لابنته مريضة السكر كعلاج مدر للبول بدلا من العقاقير الكيماوية التي أصابتها بحالة من الحساسية، واستخدمته الام كعلاج لتورم القدمين المصاحب لهبوط القلب نظرا لمفعوله المدر للبول.

تصنع النساء مربى أو تطلي الزعرور في أواخر الصيف -أوائل الخريف، وهو من ألذ النكهات والأطعمة والرائحة العطرة.

3 كغم من الزعرور. 8 أواق من السكر، عصرة ليمونه كبيرة.

انزعي العيدان والأعشاب من الزعرور، ثم اغسليه جيدا، ضعيه في الطنجرة التي ستغلينه فيها، فإن ملأ الزعرور ثلث الطنجرة املئي الثلثين الباقيين بالماء وارفعيه على نار قوية ليغلي حتى ينضج الثمر ويصبح لون الحبة زهرياً، حيث يدل ذلك على نضج الثمر وإلا فاتركيه يغلي حتى ينضج. ثم انزليه عن الموقد، واتركيه على الأرض مدة ربع ساعة.

صفي ماء الزعرور إما بمصفاة سلك ناعم جدا أو بقطعة شاش، ثم أضيفي إلى ماء السلق السكر وارفعيه على النار ليغلي وحركي بين الحين والأخر، ثم أضيفي عصير الليمون المصفى واقشطي الفورة جيدا كلما ظهرت، وحركي مزيج الزعرور حتى يعقد قليلا بحيث إذا جربت شيئا من المزيج بمعلقة يتساقط كالخيط وفي نفس الوقت يصبح المزيج يفور كالقهوة، وانزليه عن النار، واتركيه يبرد حتى يصبح فاترا. ثم املئي مرطبانات صغيرة وجافة وغطيها بقطعة شاش حتى يبرد تماما، ثم احكمي غطاءها.

أحيانا يتطلب صنع مربى الزعرور غلي كمية من الماء لإضافتها بسبب كثرة الغلي وتبخر ماء الزعرور بكثرة. لذلك يحتاج لمدة لا تقل عن 5-6 ساعات حتى يصبح جاهزا كنوع من المربى، ويكون في النهاية إما سائلا كثيفا أو على شكل الجلي وبنكهة وطعم ورائحة الزعرور المميز.