غزة / خاص
كشفت نتائج دراسة هي الأولى من نوعها، كانت قد تطرقت إلى التغير المناخي وأثره على صحة الطفل في قطاع غزة، أنه وخلال السنوات الـ(15) الأخيرة حدث تغير في المناخ مع ازدياد المتوسط السنوي لدرجات الحرارة بنسبة (1.5%) بما يقدر(Co0.3) وأن الأمطار قلت بنسبة( 5%)، كما صاحب هذا التغير نقص في الرطوبة النسبية بـ(1.4%).
وأوضحت الدراسة "أثر تغير المناخ عل صحة الطفل: الإسهال في قطاع غزة" التي أجرتها الباحثة المتخصصة بقضايا الصحة والبيئة يُسر الأطرش، أن هناك تغير في نوعية المياه وكميتها، فقد قلت كمية التغذية الى الخزان الجوفي من المياه، اضافة الى وجود تغيير في نوعية المياه، وكان من الملاحظ ارتفاع تركيز النترات في(86%) من الآبار والكلورايد( 76%) بتراكيز أعلى بكثير مما أوصت به منظمة الصحة العالمية.
وبيّن النموذج الاحصائي أنه عند ارتفاع الحرارة درجة واحدة وانخفاض الأمطار( 1) مليمتر، وانخفاض الرطوبة (1%) سيؤدي ذلك إلى ارتفاع حالات الاسهال( 14%). كما أظهر النموذج أن ارتفاع تركيز النترات (1) ملغم سيؤدي الى ارتفاع معدل حدوث الاسهال بين الاطفال تحت سن الخامسة بـ (1.5).
بالإضافة إلى تغير المناخ هناك عوامل تساعد على انتشار الإسهال، فالأطفال بعمر أقل من سنة هم أكثر حساسية للإسهال منهم عند الأطفال الأكبر سنا حتى سن الخامسة ((OR=2, P=.005 وأن عوامل الخطر التي تساعد في انتشار الإسهال بين الأطفال تحت سن الخامسة هي الدخل المتدني (OR= 5.4, P=.002)، بطالة الأب (OR= 3.169,P= .02)، المستوى التعليمي المتدني للأم (OR=3.8,P= .000) ومعدل الازدحام في المنزل (OR=18.49,P=.000) .
وجاءت النتائج بأن الأطفال الذي يعيشون في بيت يستخدم مياه البلدية كمياه شرب، هم أكثر عرضة للإسهال أكثر من أقرانهم الذين يستخدمون المياه المباعة(OR=.06,P=.000) أو مياه معدنية (OR=4.378,P=.02) وأن الاطفال في العائلة التي تستخدم مياه البلدية في الطبخ، هم أكثر عرضة من أقرانهم الذين يستخدمون مياه أخرى (OR=4.747,P=.000) .
أما بالنسبة لتعبئة الخزان دون التخلص من المياه المتبقية القديمة في الخزان، فهو يشكل عامل خطر أيضا لحدوث الإسهال (OR=18.8.P=.000)، كما أن دورية تنظيف الخزان يلعب دوراً في حدوث الإسهال وصعوبة الوصول إلى الماء، وهي عوامل خطر بالنسبة لانتشار الإسهال عدا عن حدوث خلل في شبكة الصرف الصحي في جوار المنازل.
كما أكدت النتائج إلى أن الممارسات الصحية هي محددات مهمة لمنع الإصابة بالإسهال عند الأطفال، خاصةً بين الامهات اللواتي لا يغسلن أيديهن قبل إطعام أطفالهن أو قبل تحضير الطعام، حيث يتعرض أطفالهن للإسهال أكثر من غيرهم بحوالي أربع مرات تقريبا، كما أن الأطفال الذين يستخدمون زجاجات الحليب الصناعي أكثر عرضة للإسهال من أقرانهم الذين لا يستخدمونها بمرتين.
وتلعب الأمهات اللواتي لا يغلين زجاجات أبنائهن دوراً أيضا في تعرضهم للإسهال أكثر بثلاث مرات تقريبا ممن يتم غلي زجاجاتهم، أما الأطفال الذين يقدمون على مص أصابعهم فهم عرضة للإسهال أكثر بثلاث مرات تقريبا من أقرانهم الذين لا يفعلون ذلك. كما تبين أن التلوث البكتيري بـTotal coliform, Fecal coliform أيضا من عوامل الخطر للإصابة بالإسهال.
وأوصت الدراسة بضرورة أخذ التدابير اللازمة للتخفيف من آثار تغير المناخ على الأطفال والتثقيف الصحي والنظافة الصحية الخاصة، فقد تؤخذ بعين الاعتبار وتكون من أولويات الجميع اتخاذ التدابير المناسبة من أجل توفير المياه الصالحة للشرب.