120 مليون اوروبي مهددون بالفقر
![](https://www.maan-ctr.org/magazine/files/image/photos/issue59/news/5/1.jpg)
وجبات ساخنة تقدم لملايين الفقراء في الدول الأوروبية
جنيف / خاص: قالت منظمة الصليب الأحمر في جنيف مؤخرا إن الاضطراب الاقتصادي في أوروبا تسبب في عدم حصول 43 مليون أوروبي على الغذاء الكافي.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن "أوروبا تواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ ستة عقود". وأكدت المنظمة في تقرير أن نحو 120 مليون شخص يواجهون مخاطر السقوط في الفقر وأن الكثيرين مازالوا يعانون أيضا في دول تتعافى اقتصاديا.
وأجرت منظمة الصليب الأحمر مسحا على نشاطات 22 من منظماتها بالدول في أوروبا ووجدت أنها تقدم مساعدات غذائية إلى 3.5 مليون شخص بزيادة نسبتها 75% عما كان عليه الوضع قبل ثلاثة أعوام.
وحذر الامين العام للمنظمة قائلا إنه "في الوقت الذي نعي تماما أن الحكومات يجب أن توفر أموالا، ننصح بقوة بعدم إجراء استقطاعات تمييزية في الصحة العامة والرفاهية الاجتماعية إذ أنها قد تتسبب في تكلفة أكثر على المدى الطويل".
وأضاف الصليب الأحمر أن الفقر كان له تأثير ليس فقط على دول مثل لاتفيا، حيث أن المساعدات الغذائية بلغت أكثر من ثلاثة أمثالها من ثلاثة أعوام، لكن ايضا على دول أكثر ثراء مثل فرنسا.
من جهة ثانية أعلنت منظمة الصليب الأحمر عن إطلاق حملة طارئة في فصل الشتاء لتوزيع مساعدات غذائية على المحتاجين في المملكة المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت صحيفة (اندبندانت) مؤخرا إن متطوعين في المنظمة الخيرية، التي تعمل في مناطق الكوارث وتتخذ من مدينة جنيف مقراً لها، سينتشرون في المتاجر الإستهلاكية في جميع أنحاء بريطانيا بنهاية تشرين ثاني لجمع تبرعات غذائية من المتسوقين، وستقوم جمعية الصليب الأحمر البريطاني بتوزيعها لاحقا. وأضافت أن بريطانيا أصبحت واحدة من العديد من البلدان التي تكافح الأسر فيها لتأمين احتياجاتها الغذائية جرّاء الارتفاع الحاد الذي شهدته أسعارها في الآونة الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الصليب الأحمر دعوا الحكومات الأوروبية إلى السعي لإيجاد طرق جديدة لمعالجة الأزمة الغذائية، بعد أن أدّت سياسات التقشف التي تبنّتها إلى إغراق الملايين من الناس في براثن الجوع والفقر. ونسبت إلى الأمين العالم للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، بيكيليه جيليتا، قوله "نحن ندرك تماماً أن الحكومات تحتاج لتوفير المال، لكننا ننصح بقوة ضد التخفيضات العشوائية في الصحة العامة والرعاية الاجتماعية، لأن تكاليفها من المحتمل أن تكون أكبر على المدى الطويل".
وكانت جمعيات خيرية بريطانية كشفت في أيار الماضي أن أكثر من نصف مليون بريطاني يعتمدون على بنوك الغذاء لتأمين احتياجاتهم من الطعام، واتهمت حكومة بلادها بمفاقمة الوضع من خلال تخفيض الإنفاق العام، وجعل الكثير من الأسر تكافح من أجل تغطية نفقاتها المعيشية مع ارتفاع الأسعار والانكماش الاقتصادي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجمعيات الخيرية البريطانية تكافح الآن لتلبية طلبات المحتاجين للمساعدات، وطلبت واحدة منها تُدعى (فير شير) من الصليب الأحمر التدخّل".
ونقلت عن جولييت ماونتفورد، رئيسة قسم التنمية الخاص بالمملكة المتحدة في الصليب الأحمر، قولها إن "المنظمة الخيرية الدولية وافقت على تقديم المساعدة على أرضية وجود أدلة قوية على ازدياد الحاجة لدعم قضايا الفقر الغذائي في بريطانيا".