سيارات الخردة تنتشر في مختلف الأنحاء في البلدات الفلسطينية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تعد ظاهرة انتشار مشاطب السيارات في بلدة حواره، كما في بلدات فلسطينية عديدة أخرى، على سبيل المثال لا الحصر ظاهرة مقلقة لما لها من تبعات سلبية ومصدر تهديد حقيقي للصحة والبيئة الفلسطينية، خاصة أنها تحتوي على كميات كبيرة من المعادن والمواد الكيميائية الضارة، عدا عن كونها مصدراً لجلب الكلاب الضالة والقوارض، مع الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من تلك المشاطب تقع بجوارالمنازل الفلسطينية المأهولة بالسكان، والقسم الآخر يقع ضمن الحقول الفلسطينية المزروعة بالخضار والزيتون.
والسؤال الذي يطرح نفسه؟ ما دور المجتمع المحلي في مكافحة هذه الآفة التي باتت تأرق المجتمع؟ وما دور الجهات الرسمية في الحد من هذه الظاهرة؟
وخلال تجول مجلة "آفاق البيئة والتنمية" في عدد من المواقع المتضررة بشكل مباشر من وجود مثل تلك المشاطب، استطلعنا آراء عدد من السكان حول تلك المكبات والآثار المترتبة على وجودها بين التجمعات السكنية.
سيارات الخردة في الأراضي الزراعية وبين أشجار الزيتون في بلدة حواره
عمالة الاطفال في المشاطب العشوائية بين القوارض والأفاعي والكلاب الضالة
يؤكد المواطن سعيد احمد عوده (43) عاما، الذي يقع منزله مسافة 250 مترا عن احد مشاطب السيارات المنتشرة في بلدة حواره، أن مشاطب السيارات ساهمت بشكل كبير وملحوظ في انتشار اعداد كبيرة من الكلاب الضالة بين ثنايا هذه المشاطب، ناهيك عن الأفاعي والقوارض التي باتت تلازم البيوت السكنية المجاورة، مع الإشارة إلى أن ذلك ساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الجلدية بين السكان، بالإضافة إلى ضرر تلك الحيوانات والقوارض على الاطفال الذين يلعبون في محيط تلك المشاطب.
المواطن خالد جمال ابو بيح (35) عاما وهو احد الحرفيين الذين يعملون بالقرب من احد المشاطب في بلدة حواره، كانت له وجه نظر اخرى حول تأثير تلك المشاطب على حياة السكان، حيث قال: "هناك ظاهره النباشين خاصة بين صفوف الاطفال الذين يعملون على البحث عن قطع معدنية أو بطاريات تالفة بين صفوف المركبات المشطوبة، فوجود تلك المشاطب ساهم في ارتفاع عددهم في المنطقة، ما ساهم وبشكل كبير في إلحاق الضرر بهم وبمحيطهم من الأطفال، حيث تتم هذه العملية دون أدنى نوع من الرقابة من الجهات ذات الاختصاص الرسمية منها أو الأهلية.
وعلى الجهة الشرقية من بلدة حواره، يقع منزل المواطن فهمي سعيد عقل (57) عاما، الواقع بجانب احد المشاطب، حيث تحدث بلغة ملؤها الأسى والاستياء قائلا: "ظاهرة انتشار المشاطب باتت أمراً مقلقاً للجميع، بل أنها إن جاز التعبير آفة تضر بالبيئة وتسيء بالمنظر الجمالي للمنطقة ككل، وتساءل عن دور الجهات الرسمية في تنظيم هذه الحرفة والحد من انتشارها بشكل عشوائي ومخيف.
مشاطب السيارات بمحاذاة المنازل تدمر الأشجار المثمرة في بلدة حواره
الجهات الرسمية غائبة
يُذكر أن الجهات الرسمية سواء وزارة الصحة أو حتى وزارة شؤون البيئة الفلسطينية، لا تولي موضوع انتشار آفة المشاطب العشوائية في بلدة حواره القدر الكافي من الاهتمام.
فموضوع المشاطب العشوائية للسيارات وخرقها لشروط البيئة والصحة العامة لم يطرح نهائيا على أجندة البحث من قبل "لجنة السلامة العامة"، وهذا دفعنا للتوجه للجهات ذات الاختصاص للسؤال عن التبعات السلبية لهذه المشاطب، وما هو الدور المنوط بالجهات الرسمية ذات العلاقة وما المفترض صنعه؟؟
حول هذا التساؤل أجاب المهندس امجد عمر من سلطة البيئة الفلسطينية بالقول: "لم تطرح مشكلة المشاطب العشوائية على طاولة البحث في لجنة السلامة العامة سابقا، ناهيك عن أن قسما لا بأس به من هذه المشاطب مرخص من دائرة صحة البيئة في مديرية صحة نابلس".
واعترف المهندس امجد بوجود مشكلة ناتجة عن هذه المشاطب العشوائية، ولكن حسب ما أفاد به، فلا توجد أي شكوى من قبل المواطنين عن هذه المكبات.
ولكن تتساءل "آفاق": هل يجب انتظار حدوث الواقعة حتى تتحرك الجهات الرسمية ذات العلاقة لمعالجة ما يمكن معالجته؟ لماذا لا يتم تنظيم عمل هذه المشاطب العشوائية والرقابة عليها بشكل قانوني؟
للإجابة على ذلك: توجهت "آفاق" إلى دائرة صحة البيئة في مديرية صحة نابلس للسؤال عن آلية ترخيص هذه المشاطب ودور وزارة الصحة في الرقابة عليها، حيث أكد لنا احد مفتشي الصحة فضّل عدم ذكر إسمه: "أن المشاطب العشوائية التي تم ترخيصها كانت قديمة، ولم يكن حولها أي بناء سكني في المنطقة المحيطة في حينها، وأضاف أن أي مشطب مخالف لقانون الصحة وملاصق للمنازل، لا يتم ترخيصه حديثا".
وأضاف: "لا يوجد حل سحري لمعالجة مشاطب السيارات، كون المنطقة ضيقة ومكتظة ولا يوجد أي موقع بديل لتلك المشاطب العشوائية".
في ختام التقرير، يلّح السؤال مجدداً، ما السبب وراء عدم وجود أي رقابة حقيقية على هذه المشاطب؟ لماذا لا يكون هناك قانون رادع وشامل ينظم عمل هذه المشاطب ويحدد الأماكن المخصصة لها؟ ام نحن بانتظار كارثة جديدة حتى تتحرك الجهات المعنية بشكل خجول كعادتها لمعالجة جزء من المشكلة، بعد ان تكون قد أحدثت ضرراً كبيراً أو كارثة يطال أثرها السكان المحيطين؟.
|
مشاطب السيارات في الأراضي الزراعية وحقول الزيتون في بلدة حواره |
|
مشاطب السيارات في حواره |
|
مشاطب السيارات وقد عاثت تخريبا في الأراضي الزراعية في بلدة حواره |