رفعت شعار"خطوة عملية خير من دزينة برامج"
مجموعة العمل المباشر-جنين
خاص بآفاق البيئة والتنمية
أطلق ناشطون في أيلول الفائت مبادرة لافتة في جنين، حملت اسم ( مجموعة العمل المباشر)، وتتلخص الفكرة بإحياء التطوع، الذي تراجع كثيراً، أو أوشك على الاندثار، وبخاصة في الفترة التي تلت توقيع اتفاق أوسلو، وتأسيس الهيئات الرسمية والأهلية الفلسطينية، التي صارت تعتمد في معظمها على المساعدات والإعانات والتمويل الأجنبي.
مما ورد في البيان الأول للمبادرة، والذي حصلت (آفاق البيئة والتنمية) على نسخة منه: "نحن مجموعة من الشبان الذين عاهدوا أنفسهم على خدمة وطنهم وقضيتهم ارتأينا في ظل ظروفنا الراهنة المعاشة أنه بات من الضروري والملح جدا تشكيل إطار شعبي يعنى ويركز جلّ اهتماماته وطاقاته وإمكاناته لإعادة الروح للعمل التطوعي والتضامني والرقابي الذي غاب واختفى من حياتنا العامة خلال العقدين الماضيين، مع أنه كان يشكل في وقت من الاوقات احد ركائز العمل المقاوم."
وتابع: يأتي تشكيل هذا الاطار على خلفية ادراكنا لخطورة النقص الحاد في الخدمات البلدية وتفاقم وضعية البنى التحتية وانتشار ظاهرة اللامبالاة حيال قضايا جوهرية تتعلق بصلب حياتنا اليومية. وفي الوقت الذي نعلن فيه عن اقامة هذا الاطار التنظيمي الشعبي فانه صار من الأهمية بمكان التأكيد على أن اطارنا هو اطار وطني صرف ولا يتبع أي تنظيم سياسي أيا كان، مع اننا نقدّر عاليا دور التنظيمات السياسية في العملية الكفاحية لشعبنا، ناهيك عن ان غالبية اعضاء هذا الاطار، هم بالأصل اصحاب انتماءات سياسية وتنظيمية.
قلق بيئي
وأضاف: "من البديهي القول إن أوضاعنا الحياتية بكل مظاهرها هي ليست بالمستوى الذي نتمناه وليس بخافٍ على أحد، أيضا، تدهور الوضع البيئي في محافظتنا وخصوصا داخل المدينة حيث ان الزبالة والقمامة وحاويات النفايات وحاويات الكرتون القفصية تملأ شوارع وأحياء وساحات المدينة بشكل مزر ينذر بكارثة بيئية، فقد أخذ الناس الاعتياد على التنقل ما بين الساعة التاسعة صباحا وحتى الثامنة ليلا بين اكوام من الزبالة المنشورة في جزر الشوارع العامة وعلى أرصفة الطرق وفي الاحياء والساحات، الشيء الذي تشمئز منه النفس البشرية، ويشكل مكرهة صحية خطيرة إلى جانب أن الفوضى عامة وطامة في الأسواق، والتعديات على الارصفة والشوارع وإقامة البسطات أضحى أمرًا لا يمكن تحمله، وكذلك انتشار الروائح الكريهة التي تهب على احياء بأكملها، مما يجرد ساكنيها من حقهم في استنشاق الهواء العادي اضافة الى ادلة لا حصر لها حول التلوث البيئي الذي يعانيه هذا البلد الجميل الذي كان في يوم من الايام مضرب مثل في النظافة والخضرة والمياه والنظام.
ومضى البيان: من الملاحظ تآكل وضعية البنى التحتية وانحسارها وعدم توسيعها وتطويرها بم يتناسب مع التوسع الحاصل في المدينة وضواحيها فمعظم الشوارع مكسرة وغالبيتها غير مسفلتة ناهيكم عن ان أجزاء كبيرة من المدينة وضواحيها تعاني من انعدام ربطها في نظام المجاري العامة وتفتقر لسياسة مثابرة في تشجير الشوارع والأحياء.
دعوة للأمل
وأضاف البيان: إننا اللجنة الشعبية للعمل المباشر، إذ ندعو أهلنا الأحبة عدم التسليم بهذا الواقع ورفضه والعمل على التخلص منه بالانضمام إلى لجنتنا لكي نعيد للعمل التطوعي روحه السابقة، هذا العمل الذي يشكل اداة قوية لتنظيف مدينتنا وتنظيم أسواقها وتشجيرها، ويساعد في إقامة البنى التحتية على مختلفها. وعليه فإننا أمام واجب يقتضي منا جميعاً كمواطنين ومؤسسات مضافرة الجهود ووضع الخطط والتعاون بهدف تحقيق هذه المهمات العاجلة. وندعو سائر منظمات ومؤسسات المجتمع المدني التعاون مع لجنتنا الناشئة والتي تعاهد جماهير شعبنا على انها عاقدة العزم والنية، وكلها إرادة وتصميم على تنفيذ سائر المهمات التي حددتها في سياق عملها القادم.
واللافت في تأكيدات اللجنة، أنها رفعت شعار "خطوة عملية خير من دزينة برامج". فيما رأى صاحب المبادرة كامل الجبر أنها تأتي بهدف؛ إعادة الروح للعمل التطوعي، والرقابة على المؤسسات المدنية، وتأكيد مبدأي التضامن والتكافل مع باقي قطاعات المجتمع، بما يسهم في دفع عجلة السلم الأهلي والمواطنة والمصالحة مع الذات. وأكد على أن هذه المبادرة للجميع ولخدمة الكل، ولا تتبع أي جهة رسمية أو فئة سياسية.
الشباب أولاً
وكان قد أعلن نشطاء في الحملة على ضرورة إشراك الشباب وخاصة طلبة الجامعات، والعمل على التواصل مع مجالس الطلبة في الجامعة العربية الامريكية وجامعة القدس المفتوحة، والاتفاق مع عمادات شؤون الطلبة بالتشاور مع ادارة الجامعتين حول ساعات العمل التعاوني. كما خلص المجتمعون إلى ضرورة تشكيل لجنة مركزة للعمل المباشر الى جانب لجنة توجيه وإرشاد وتثقيف لضمان خلق أسس تشاركية بين خبرة الكبار وفعالية ونشاط الشباب، وترتيب الأجندة بما يشمل تحقيق برنامج عمل حقيقي انطلاقاً من موسم قطف الزيتون، ووصولاً لليوم العالمي للتطوع في نهاية العام.
وتضم مجموعة المتابعة للجنة: وفاء العفيف، وناصر الشلبي، وضياء كمنجي، وعبد الحليم شبانة، وحسين الناطور، وفراس ابو الوفا، وحسين تركمان، ومحمود الكايد، ومصطفى شتا، وإيمان نزال، وعصام النواف، وأحمد الكيلاني، ومحمود جلامنة، وشهد زكارنة، وسناء بدوي، وغدير الفحماوي، وسهيل النفاع.
آراء
تستطلع (آفاق) آراء عينة من المواطنين حول إمكانات نجاح المبادرة، فيقول الطالب الجامعي سعيد رشيد: الفكرة جديدة، لكن أخشى أن تصطدم بعقبة التمويل، والرهان هو: هل سيدفع المؤسسون من جيوبهم لتنفيذ مشاريعهم، أم أنها مجرد أحلام على الورق، وقد لا ترى النور.
بينما تقول تقوى إسماعيل، الموظفة بمؤسسة أهلية: لو أعلن القائمون عن انطلاقهم من خلال عمل، وليس بمجرد اجتماع عابر، لأعطانا ذلك تطمينات على نجاحهم، أما أن تكون الأمور مجرد خبر علاقات عامة في الصحف، فذلك يوحي بأن الفكرة ستموت قريباً، أو أنها ولدت ميتة في الأصل.
ويعتقد المدرس سمير إبراهيم، أن "العمل المباشر" تستطيع أن تُغير شيئا في حالة واحدة، وهي أن تُقدم نموذجاً فردياً وجماعياً على الاستعداد لتمويل أنشطتها من تلقاء نفسها، ورفضها الكامل، وعدم سعيها للحصول على أي تمويل، من أي مصدر كان.
ويؤكد الشاب عادل محمد، أن الفكرة قد تنجح، إن استطاعت بناء خطة عمل، ولم تكتف برفع شعارات كبيرة، أو عقد اجتماعات، وإصدار بيانات نارية، أو التقاط الصور لوسائل الإعلام؛ فالعبرة بالأفعال لا بالأقوال.
aabdkh@yahoo.com