منزل نهال بـ "الخضرة" أحلى من قصور الدنيا
خاص بآفاق البيئة والتنمية
البسنة المنزلية العضوية لصاحبتها الناشطة نهال علي
في كل صباح، أفتح الستارة البيضاء في غرفة المعيشة؛ لأطلّ من النافذة على الشقّ الآخر، حيث المساحة الفارغة بالمنزل، التي حوّلتها إلى حديقة بيتيّة، تضم ثمار الموسم وخضاره وبعض الفواكه. إحساس جميل بأن تتمكن من ترجمة أفكارك لواقع.
ظهر اهتمامي بالزراعة المنزلية منذ 8 سنوات، عندما بدأت أزرع بعض المحاصيل التي نستهلكها بكثرة، مثل الكوسا والباذنجان والبصل، والقرع، والبندورة، والخيار، إضافة إلى قوارير النعناع والريحان والجرجير.
لاحقًا، بدأت بتوسيع الفكرة لتشمل نبات الليف، وبعض أصناف الفواكه كالخوخ والعنب والتفاح، واستشرت في سبيل تعزيزها، مختصين وأصحاب مشاتل زراعية، كان ذلك عاملًا أساسيًا في نجاح التجربة، وتحفيزي على المواصلة، والاعتماد على ما تزرعه أيدينا.
خفّضت بذلك نحو 40% من مصاريف البيت الأسبوعية مع ارتفاع الأسعار، لاسيما الخضروات، فضلًا عن أن محاصيل هذا النمط، أكثر أمنًا من تلك المعروضة في الأسواق، نظرًا لخلوها من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية.
بستان نهال علي
ربما تتساءل من أين جاءت الفكرة؟ أمي سيدة ريفية لديها أرض بجوار المنزل، تزرعها بمحاصيل كل موسم، حققت منذ كنّا صغارًا اكتفاءً ذاتيًا بأغلب الثمار، كَبرنا على هذا الروتين المريح، وظلّت الفكرة قائمة لديّ حتى جاء وقت تنفيذها.
حاليًا، أقضي الوقت الممتع في الزراعة (منذ مرحلة تهيئة التربة، وحتى موعد الحصاد)، برفقة عائلتي (زوجي وأولادي الستة)، وعادةً ما أستضيف أقربائي في هذه المساحة التي يقولون لي أنها "أحلى من قصور الدنيا".
أخيرًا، سأكون سعيدة إذا ما سلك أبنائي من بعدي هذا الطريق؛ لأن الاهتمام بالحدائق المنزلية ضرورة ملحة في قطاع غزة الذي تتواصل فيه اعتداءات الاحتلال، تزامنًا مع التمدد العمران على حساب الأراضي الزراعية.
|
|
حديقة نهال علي في جباليا التي تمتاز بالتنوع النباتي والزراعة الطبيعية |
حديقة نهال علي |
نهال علي (38 عامًا) – جباليا – قطاع غزة.