خاص بآفاق البيئة والتنمية

أحد الأحياء الفقيرة في الهند كما وثقته الناشطة البيئية ماسة صباح
ليس سهلًا شق الطريق نحو حياة غير التي تعيشها منذ زمن، لكن بالتأكيد الأمر لا يُعد من المستحيلات، وهنا أقصد عيش حياة آمنة صحية "منخفضة النفايات".
أُعرّفكم يا أصدقاء: أنا ماسة صباح، فلسطينيّة، أعيش حالياً بين روما وبرلين، حاصلة على ماجستير في إدارة أهداف التنمية المستدامة، وأعمل بقسم تكنولوجيا المعلومات في القطاع الإنساني.
بدأت قصتي مع الاستدامة والتدوين في هذا المجال قبل نحو خمس سنوات عندما انتقلت إلى الهند؛ للعمل مع مؤسسة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للشعوب المهمشة في الهند ونيبال، عبر مجموعة من الحلول ومنتجات الطاقة المتجددة.
أقل ما يُمكن وصف به حياة هؤلاء الناس بأنها "قاسية جدًا"، إنهم يعيشون تحت خط الفقر، تُحيطهم القمامة ونفايات البلاستيك من كل جانب، يتنفسون الهواء الملوّث، إنهم في حالةٍ غير إنسانية وخطرة جدًا من الناحية الصحية والبيئية.

لوحة تبين تلويث المشهد الطبيعي للناشطة ماسة صباح
هذه الرحلة شكّلت لديّ دافعًا قويًا، لإجراء تغيير جذري في حياتي، بحيث تُصبح ماسة جزءًا من الحل، لا المشكلة، ومنذ ذلك الحين اعتمدت أسلوب حياة تخفيض النفايات والامتناع عن استخدام البلاستيك (خاصة ذات الاستخدام الواحد).
الرحلة لم تكن سهلة، ارتكبت الكثير من الأخطاء، معتقدة أن بعض السلوكيات صديقة للبيئة لكنها كانت على العكس تمامًا، وها أنا أشاركها مع المتابعين بين فينة وأخرى منعًا لتكرارها.
وفي أكتوبر/ تشرين أول 2021 أطلقت رسميًا مدونة "أُم صفا" في الفضاء الإلكتروني، أقدم فيها للقرّاء والمهتمين، مدونات ومعلومات حول الاستدامة، وسُبل إحياء نمط حياة صديقة البيئة، بما يضمن تحسين شكل المنتجات الاستهلاكيّة وجعلها طبيعيّة وخالية من البلاستيك.
قد يقول بعضٌ أن مفهوم الاستدامة، قادم من الغرب إلينا، وهذا اعتقاد خاطئ ؛ ما نسعى للوصول إليه ليس جديدًا على بلادنا العربية، فقد مارسه أجدادنا منذ مئات السنين، ويعيشه الفلاح حاليًا بعيدًا عن صخب المدينة.
وإن سألتني عن إنجازات حققتها على هذا الطريق، فإني لا أجد أعظم من وجود أسرة كبيرة ممتدة لفكرة "أُم صفا" على تطبيق إنستغرام، عدد كبير جدًا من المتابعين والمتابعات هناك غيروا من أسلوب حياتهم وصاروا أصدقاء لبيئتهم.
كونوا بالقرب دومًا لنعمل معًا ونرفع حالة الوعي في بُلداننا، ونُغادر هذا العالم ولنا بصمة إيجابية على الأرض.

ماسة صباح المدّونة الفلسطينية في مجال الاستدامة
ماسة صباح (28 عامًا) - مدّونة فلسطينية في مجال الاستدامة

لوحة الممارسات الصديقة للبيئة أعدتها ماسة صباح المدونة الفلسطينية في مجال الاستدامة