غوتيريش يحث الحكومات على دعم الفقراء من خلال فرض ضريبة على الأرباح الباهظة لشركات النفط والغاز الجشعة

الأمم المتحدة/ آفاق البيئة والتنمية: هاجم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شركات النفط والغاز "الجشعة" وداعميها الماليين، وحثّ الحكومات حول العالم على "فرض ضريبة على هذه الأرباح الباهظة" لدعم الفقراء.
وقال للصحفيين في أغسطس/ آب الماضي في نيويورك "من غير الأخلاقي أن تحقق شركات النفط والغاز أرباحاً قياسية من أزمة الطاقة هذه على حساب معاناة الناس والمجتمعات الأكثر فقراً، وبتكلفة فادحة للمناخ".
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غوتيريش مع ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، بمناسبة صدور تقرير "الاستجابة للأزمات العالمية: الغذاء والطاقة والتمويل".
ويتناول التقرير تداعيات الحرب في أوكرانيا على قطاعات الغذاء والوقود والتمويل.
وجنت أكبر شركتين أميركيتين للنفط، "إكسون موبيل" و"شيفرون"، و"شل" التي مقرها المملكة المتحدة و"توتال إنرجيز" الفرنسية مجتمعة أرباحًا بلغت حوالي 51 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام، أو نحو ضعفيّ ما حققته في الفترة نفسها العام الماضي.
وقال غوتيريش "أحث كل الحكومات على فرض ضريبة على هذه الأرباح الباهظة، واستخدام الأموال لدعم الناس الأكثر فقراً في هذه الأوقات الصعبة."
وواصل حديثه: "كما أحض الناس في كل مكان على توصيل رسالة واضحة إلى قطاع صناعة الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) ومموليه بأن هذا الجشع البشع يعاقب الاشخاص الأكثر فقراً وضعفاً، بينما يدمر وطننا المشترك الوحيد "كوكب الأرض".
ولفت غوتيريش إلى أن الأرباح الإجمالية لشركات الطاقة الكبرى في الربع الأول من العام بلغت قرابة 100 مليار دولار.
وحذر من أنه حتى نهاية العام سيعاني 345 مليون شخص "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، أو سيكونون عرضة لـ"خطر انعدام الأمن الغذائي" في 82 دولة، بزيادة 47 مليون شخص بسبب تأثير الأزمة الأوكرانية.
وأشار الأمين العام إلى أن العديد من الدول النامية غارقة في الديون.
وأقرت بريطانيا في يوليو/ تموز الماضي ضريبة على فائض أرباح منتجي النفط والغاز في بحر الشمال، ويناقش المشرّعون الأميركيون فكرة مماثلة، مع أنها تواجه خلافاً منذ وقت طويل في الكونغرس.
ومن جهة أخرى، يرى غوتيريش أن حرب روسيا في أوكرانيا وانهيار المناخ يذكيان أزمة عالمية في الغذاء والطاقة والتمويل.
وأضاف: "دول نامية كثيرة- تغرق في الديون، وما من سبيل أمامها للحصول على تمويل، وتجد صعوبة في التعافي من جائحة (كوفيد-19)، قد تذهب إلى حافة الهاوية (...) نحن نرى إشارات تحذير من موجة اضطرابات اقتصادية واجتماعية وسياسية لن يسلم منها أي بلد".
ومضى غوتيريش قائلاً: "ما تزال الحرب في أوكرانيا ذات تأثير مدمر على شعبها، هذه حرب لا معنى لها، وعلينا جميعًا أن نفعل كل ما في وسعنا من أجل إنهائها عن طريق حل تفاوضي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف أن "أسعار النقل والطاقة التي يغذيها التغير المناخي والحرب، تهدد بحدوث أزمة مجاعة لأشد الأسر فقراً". وسلَّط الأمين العام الضوء على أربع توصيات واردة بتقرير الاستجابة للأزمات العالمية.
كما دعا إلى "تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، والتي في معظم الحالات هي أرخص من الوقود الأحفوري، وتأمين التمويل الخاص والمتعدد الأطراف للانتقال إلى الطاقة الخضراء وتوسيع نطاقها".
على صعيد آخر ولكن في السياق نفسه، يعتقد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر بأن الضرر الناجم عن فرض ضريبة خاصة على الأرباح الإضافية لشركات الطاقة سيكون أكبر من المنفعة.
وكتب رئيس الحزب الديمقراطي الحر القريب من قطاع الأعمال على تويتر في آب الماضي أن "الشركات في ألمانيا تدفع ضرائب عالية".
ورأى النائب الثاني للمستشار أولاف شولتس أن طلب المزيد من قطاعٍ بعينه الآن "يبدو لي تعسفيًا ويدمر الثقة في نظامنا الضريبي".
كما أعرب ليندنر عن اعتقاده بأن فرض ضريبة على الأرباح الزائدة يمكن أن يضر بألمانيا كونها مركزًا للابتكارات "لأن الأرباح العالية غالبًا ما يُحققها الرواد الذين استثمروا بقدر كبير من المخاطرة على مدار سنوات".
وأضاف: "سيكون من المؤسف إذا أقدموا في المستقبل على أخذ قرار ضد ألمانيا بدافع الخوف من التعرض للمعاقبة على أدائهم".
وقال أيضاً إن الأرباح العالية في قطاع مثل طاقة الرياح يعد حافزًا على مستوى اقتصاد السوق لزيادة الاستثمار في هذا المجال بالتحديد "وبذلك سينخفض السعر والربح أيضًا في وقتٍ ما، ولن يتطلب هذا ضريبة خاصة".