خاص بآفاق البيئة والتنمية
أسامة سلوادي من قرية سلواد قضاء رام الله- مصور ومهتم بالطبيعة الفلسطينية
نشأت منذ كنت صغيرًا في بيئة ريفية بامتياز، تحديدًا بقرية سلواد - من أعلى الأماكن في فلسطين- صاحبة الطبيعة الساحرة، والتنوع النباتي، والجمال البيئي، حتى أصبحت مرتبطًا بالأرض ومكوناتها، تحنو عليّ بمشاعر الأمومة، وأُحبّها بقلب الابن البار، فإن بعدت عنها تشدّني، مؤكدةً لي في كل مرة "أنها أم الجمال، والمعلم الأول".
كان دأبي منذ بداية رحلتي في التصوير الفوتوغرافي سنة 1989، توثيق الطبيعة وما تضم من مكونات ومشاهد مغرية بصريًا وشعوريًا، لكنّ بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، انتقلت إلى التصوير الصحفي وكنت حنيها شابًا لم يُكمل العشرين من عمره.
صورّت أحداثًا تاريخية، نشرتها وكالات وصحف عالمية، كانتفاضة الحجارة، وأحداث النفق عام 1996، وإعلان قيام السلطة الفلسطينية، وجنازة الرئيس الراحل "أبو عمار" وغيرها، إلى أن تسببّت رصاصة طائشة في أثناء عملي عام 2006 بشللٍ نصفي.
أسامة سلوادي
لقد كانت الإصابة، فرصة للعودة مجددًا لتوثيق مكونات الهوية الفلسطينية، والفلكلور والتراث بصريًا، وأصدرت في هذا المجال 11 كتابًا مصورًا، وما زلت أعمل من أجل إنجاز الكثير من المشاريع.
وفي طريق التوثيق، كنت أبحث عن أسماء زهور فلسطين التي تُصادف عدستي، لكن المؤسف أنني لم أجد كتابًا واحدًا يتناولها.
أحزنني هذا الفقر المعرفي بمكونات بيئتنا، وأوجد لَدَي حالة من الخوف أمام السرقة الإسرائيلية الممنهجة لكل ما هو فلسطيني، فقررت سنة 2016 إعداد كتاب يتناول زهور البلاد وأصولها، وما ترتبط به من موروث شعبي وثقافي وأسميته "أرض الورد".
وما زلت حتى يومنا هذا، أصوّر الزهور التي لم أتمكن من توثيقها في الكتاب، على أمل أن أصدر يومًا ما موسوعة خاصة بالنباتات والتنوع البيئي في فلسطين.
ما لا يُمكن إنكاره ولا يختلف عليه اثنان، أن فلسطين بالرغم من صغر مساحتها إلا أنها تُدهشنا بتنوعها المناخي والبيئي والنباتي، ما جعلها قارة صغيرة، والمؤسف حقًا أن الناس لا يعرفون إلا النذر اليسير عن بلادهم.
وأخيرًا، أحب الطبيعة بكل حالاتها، فالتغيير هو سنة الله في الأرض، أما الركود والسكون فيعني الموت، لذلك أرى في كل فصل منحة لا محنة، وهِبَة من الخالق لعباده، لا تجعلوا هذا القسِط من الجمال والراحة يفوتكم.
أسامة سلوادي/ قرية سلواد - رام الله
مصور ومهتم بالطبيعة في فلسطين