
بيروت/ آفاق البيئة والتنمية: "كل شيء غالٍ، السلع الرئيسية، اللحم وغيره غالٍ، سنستغني عن أشياء كثيرة ولن نعدّ الحلويات".
كلمات لخّصت حال السيدة العراقية أم يونس البالغة من العمر( 60 عاماً)، قالتها عندما كانت تتسوق في سوق شعبية بمدينة بغداد، حيث ارتفع أخيرًا ثمن زجاجة زيت الطهي نحو ضعفي سعرها المعتاد.
وتلّتف العائلات حول الموائد في شهر رمضان في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتناول الإفطار، في حين يعاني الجميع ارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء الحرب في أوكرانيا.
الأسعار العالمية للمواد الغذائية الأساسية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق قبل اشتعال الأزمة الأوكرانية، حسبما قال رينيه فيردوين من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، ويرجع السبب في ذلك "إلى التضخم بعد أزمة كوفيد-19 ".
وسرعان ما شعر السكان، الذين يعانون أصلاً في المنطقة مثل اللبنانيين، بأثر الصراع في أوكرانيا، وفي ذلك تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" وغيرها إن 80 في المائة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وقال علي إبراهيم نائب رئيس اتحاد الأفران والمخابز في لبنان: "هناك نقص في الطحين (الدقيق)، وفي الوقت نفسه زاد الطلب على استهلاك "ربطة الخبز" لأن الناس باتوا يأكلون الخبز أكثر من بقية المواد الغذائية ليشبعوا، كون القدرة الشرائية لديهم انخفضت، فما عادوا قادرين على شراء الجبنة أو اللبنة، أو حتى تحضير منقوشة بالزيت والزعتر، فقط يقتصرون على أكل الخبز".
أما العراق المنتج للنفط، يعد أفضل حالًا من جيرانه في المنطقة، والسبب يُعزى إلى حد بعيد إلى الزيادة الحالية في سعر الخام، أما الحكومة فقد اتخذّت إجراءات مثل زيادة الدعم واحتياطيات الحبوب، حسب "فاو".
وفي مدينة الموصل قال أحد السكان ويُدعى أبو ناصر أن هناك منظمات خيرية تساعد.
ويقول البنك الدولي، إن المسألة في كثير من الدول العربية لا ترتبط بالتوافر، بقدر ما ترتبط بالقدرة على تحمل التكلفة، "فالغذاء ما زال متاحاً عالمياً، لكن أسعاره ارتفعت بشدة".
وفي مدينة غزة، أعرب وليد الإفرنجي وهو مدير مخبز عن تخوفات كبيرة من غلاء أكثر لأسعار الطحين ما قد يخلق حسب رأيه أزمة صعبة لأصحاب المخابز الذين يتحملون الخسائر ولا يقدرون على رفع سعر الخبز، لأن المواطن الغزي يواجه تبعات الحصار الإسرائيلي ويقاسي شبابه البطالة العالية.
وقالت ماري بانجيستو، المديرة الإدارية لسياسة التنمية في البنك الدولي، إن الأمر في الدول العربية يتصل إلى حد كبير بضمان تدفق التجارة وعدم وجود قيود على الصادرات.
وفرضت دول في المنطقة مثل مصر وتركيا حظراً على تصدير سلع بعينها، فيما يدعو الخبراء بدلاً من ذلك إلى مزيد من التعاون الإقليمي.
ومن جهتها ترى لمى فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، أن عدم وجود شبكات ضمان اجتماعي قوية وسوء تخصيص الموارد يساهمان في زيادة انعدام الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المصدر: رويترز