بــ "خزانتنا الخضراء" نحمي البيئة ونسند "الجيب"
خاص بآفاق البيئة والتنمية
الخزانة الخضراء
بينما يتفاخر بعضٌ بـ "هوس الماركات" عبر التجديد الدائم لما يرتدونه من ملابس إرضاءً للمظهر والمكانة الاجتماعية، خطرت لي أنا وشقيقتي "ندى" فكرة إنشاء متجر إلكتروني يختص ببيع الملابس المستعملة بعد إضافة لمسات فنية بسيطة عليها، وأطلقنا عليه اسم "الخزانة الخضراء"(Green Closet).
تقوم فكرة متجرنا على الترويج لبيع الملابس الجيدة التي يقتنيها المواطنون في المجتمع، لكن لا يستخدمونها وبأسعارٍ مناسبة، من أجل تحقيق جدوى اقتصادية، والمساهمة أيضًا في الحفاظ على البيئة، فتِبعًا لمراقبين، حرق الملابس التالفة لصناعة أخرى جديدة تواكب أزياء العصر، يُشكل نحو 10% من انبعاثات الكربون الضارة إلى الغلاف الجوي في العالم.
أنارت الفكرة لأول مرة في رأسي حين سافرت إلى إيطاليا في إطار التبادل الأكاديمي الثنائي بين الجامعات، إذ وجدت شراء السلع المستعملة (على اختلاف أنواعها) أمرًا عاديًا بل ويلقى إقبالًا ملحوظًا من الناس هناك، آنذاك سألت نفسي، "لماذا لا نقبل على أنفسنا ذلك بغزة وما العيب في هذا؟".
وقتئذ، قطعت عهدًا بالمساهمة بإزاحة النظرة السلبية في أدمغتنا، وبدأنا الترويج لفكرة اقتناء الملابس المستعملة ضمن المساعي لإيجاد حلول لمشاكل البيئة والظروف الاقتصادية العامة، ثم أطلقنا المتجر رسميًا.
الشقيقتان ندى وأمل الخطيب
كانت مواقع التواصل الاجتماعي، هي وسليتنا للاتصال المباشر بالجمهور، حيث خصصنا صفحةً إلكترونية لـ "الخزانة الخضراء" على موقع إنستغرام، وننشر عليها دوريًا صورًا وفيديوهات للملابس المراد بيعها، مع إجراء بعض التغييرات على بعضها لمواكبة موضة العصر.
لربما وأنت تقرأ قصتي تساءلت "ما الجديد؟ لا فرق بينها وبين ملابس بالة"، لكن الحقيقة يا أصدقاء أن متجرنا مهتم جدًا بعرض "الملابس بجودةٍ عالية"، وليس كما تجدون في محلات "البالة" فكثير منها مهترئة، ولا تُناسب أذواق الزبائن.
وليظل مبدأ الصداقة مع البيئة والحفاظ عليها قائمًا في أذهاننا، نحرص باستمرار على تزيين الغرفة التي نُصوّر فيها الملابس، بالنباتات الخضراء، آملين أن تصل فكرتنا لأكبر قاعدة ممكنة وأن نحظى بالاهتمام الكافي من الجهات المعنية بتشجيعها في المجتمع.
أمل الخطيب
أمل الخطيب (23 عامًا) – غزة
خريجة جامعية وكاتبة محتوى