خاص بآفاق البيئة والتنمية

هديل دواس دأبت على تربية أبنائها بين الجبال والوديان والمساحات الخضراء

أستطيع القول بأن السبب الذي أُحبّ العيش من أجله في كنف الطبيعة الخلابة وخوض المغامرات فيها، هو ‏أن الحياة عبارة عن فُرصة واحدة، فلتكن حقيقية، واسعة، ومليئة بأشياء وسلوكيات تُشبه فطرتنا البشرية.

وُلدت مجددًا قبل نحو 10 سنوات، حين سافرت في رحلةٍ سياحية إلى دولة جنوب أفريقيا، وتجولت بين الأماكن الطبيعية فيها، ذُهلت من أثر رؤية الأشياء للمرة الأولى على ذاتي وردود أفعالي وحتى على صعيد صقل شخصيتي، حقًا لم يكن الأمر عاديًا، فبعدها عدتُ إلى عمّان وقررت البحث عن عجائبها وجماليات الطبيعة فيها.

شاركت عند عودتي من السفر في عدّة مسارات استكشافية، وفي كل مرة كانت تدفعني الدهشة خطوة إلى الأمام نحو عالم يُشبهني، فأنشأتُ صفحة على منصات التواصل الاجتماعي بعنوان "أَليس في عمان"، وثقت فيها المناطق السياحية، وطبيعة الأردن الساحرة من جبال ووديان ومساحات خضراء، وآثار قديمة، لدرجة أن كثيرين كانوا يسألون باستغراب "هذا ببلادنا؟"

هديل دواس

تدرّج الأمر رويدًا رويدًا، حتى أصبحت أمًا لطفلين، كنت قلِقة قبل إنجابهما بشأن فكرة التربية وخاصة مع سيطرة الإلكترونيات والحياة الافتراضية على جو البيوت، فاستبقت قدومهما بقرارٍ حاسم "أن يعيش طفلي حياته طبيعية" يرى ضوء الشمس، وتقلبات الفصول، يستكشف الجِبال ويحتمي بظلالها، يلهو على العُشب، ويُغامر في حديقة الحيوانات، يُمارس ما تُمليه عليه فطرته البشرية، المهم ألا تملكه التكنولوجيا يومًا ما.

لذا دمجتهما في رحلاتي ومغامراتي، ومنحتهما بواسطة التنزه، الضوء الأخضر للبحث عن ألعاب وتجارب حقيقية، وصولًا إلى تكوين شخصيتهما بنفسية متزنة وبناء الثقة بالنفس لديهما. هذه التجربة كانت محفزة لغيري ولاقت اهتمامًا كبيرًا في مجتمعنا، ما دفعني إلى إطلاق حملة "سياحة المغامرات للأمهات".

قد يقول أحدكم يا أصدقاء بأن السفر والمغامرة برفقة الأطفال متعب وشاق، نعم لا أنكر ذلك، لكنه ممتع في الوقت ذاته، المهم أن نُخطط مسبقًا لكل رحلة ونتدرج في اختيار المسارات.

وأخيرًا، لكل أم فتحت باب التواصل مع الطبيعة لطفلها وأخذت بيده نحو استكشاف خباياها، سيُفكر ذات يوم بكل الأشياء التي يشعر بالامتنان تجاهها، وستكونين أنتِ أولها، تمامًا كما فعلت أنا مع والديّ.

هديل دواس تربي أبنائها على ممارسةما تُمليه عليهم فطرتهم البشرية	هديل دواس عاشقة الطبيعة مع ابنتها
هديل دواس مع ابنها بين أحضان الطبيعة	هديل دواس مع وليدها الجديد في أحضان الطبيعة

هديل دواس/ مهندسة معمارية- الأردن