شذرات بيئية وتنموية.. حرب ومليارات وانتخابات وزلازل وصُبّارين والفالوجة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

درستُ أول مساق في علم السياسة عام 1995، وتعمّقت بمساقات متقدمة في الدراسات العليا.
إحدى التعريفات الأشهر للسياسة أنها (لعبة قذرة). نشاهد ونستمع ونقرأ لجيش محللين يخلطون أمانيهم بالواقع، ويرضون ممولي القنوات المُستضيفة، ويفتون بما لا يعرفون.
نعيش اليوم زمن تعطل الدبلوماسية، ونتابع فوّهات المدافع وهي تفتح شهيتها، ويصبح الحديث عن البيئة ودمارها وخرابها وتحدياتها الكبرى مسألة صعبة ومعقدة ومؤجلة حتى إشعار آخر، فيما يُدفن رسميًا القانون الدولي المُصاب بشلل نصفي في مطمر نفايات، وتصبح الأمم المتحدة ومجلس الأمن مجرد نكتة لا تصلح للضحك.
علينا أن نستفيق وسط هذه الحرب من سراب الشرعية الدولية، التي قيل لنا -منذ سبعة قرون- إنها ستنجب لنا دولة، وما هي إلا بعجوز عقيم.

يوم البيئة الفلسطيني
أرقام
أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، في يوم البيئة الفلسطيني (الخامس من آذار) بياناً عدَّ هذه المناسبة "فرصة هامة لحماية بيئتنا والانتصار لها، ووقف التعديات والممارسات الخاطئة بحقها، والتوقف عن اعتبارها خصمًا وعدوًا للإنسان".
وأوضح البيان أن "يوم البيئة هذا العام تزامن مع وضع دولي خطير، بسبب اشتعال الحروب والصراعات، التي تذهب بسببها الأرواح البريئة، وتُدمر المباني والمنشآت، وتتلوث البيئة، وتتضرر كل عناصرها بصورة كبيرة، وتحتاج إلى سنوات طويلة، وجهود هائلة، وموازنات ضخمة لمعالجة تداعياتها الخطيرة على الإنسان والحيوان والنبات".
وبيَّن أن تقديرات دولية أشارت إلى أن 5 أيام من الإنفاق العسكري لدول العالم تكفي لتنفيذ خطة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على مدى 20 سنة، وأن ( 6-7 ساعات) من الإنفاق العسكري العالمي تكفي للقضاء على الملاريا في العالم، المرض الذي يفتك بقرابة مليون طفل سنويًا.
وأوضح البيان أنه منذ الحرب العالمية الثانية حدث أكثر من 250 نزاعًا مسلحًا في العالم، معظمها في الدول النامية أودت بحياة أكثر من 25 مليون إنسان، وأحدثت دمارًا بيئيًا هائلًا، فيما بلغ الإنفاق العسكري في عام 2020 نحو 794 مليار دولار أي أكثر من 91 مليون دولار كل ساعة.

الانتخابات المحلية
قوائم
وفق أرقام لجنة الانتخابات المركزية، ترّشحت في 50 هيئة أكثر من قائمة انتخابية، وفي 23 هيئة ترشحت قائمة واحدة فقط؛ ولم تشهد 28 هيئة وجود أي قائمة. وسجلت 81 قائمة حزبية، و178 قائمة مستقلة، و(2,537) مرشحاً، من بينهم (678) امرأة بنسبة 26.7% من المرشحين. والمرشحون الأقل من 45 عاماً يشكلون 59%، وبعمر (46-55 عاماً) بنسبة 23%، والمرشحين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً يشكلون 18 %.
والمؤسف، عدم وجود أي قائمة ذات توجهات بيئية خالصة، وهي أمنية نأمل تحقيقها ذات يوم.
بتحليل للقوائم، هناك قائمة نسوية واحدة (بيت أُمرّ للجميع) في الخليل ترأسها سيدة.
وتترأس نساء سبع قوائم في الوطن هن: منارة رام الله (5 نساء و8 رجال)، والمستقبل (رام الله) وتضم (3 نساء و5 رجال)، والتحرير والبناء في بيت أمر (6 نساء و7 رجال)، والحرية والبناء ببيت لحم (سيدتان و7 رجال)،
وبيت لحم تستحق (3 نساء و7 رجال)، والتغيير في نابلس (5 نساء و4 رجال)، والعطاء في يعبد (سيدتان و11 رجلًا).

آثار زلزال عام 1927 في نابلس
تواريخ
وفق حوار مع خبير الزلازل د. جلال الدبيك، سجلت فلسطين هزات أرضية كبيرة في سنوات: 1068، و1204، و1212، و1402، و1339، و1546، و1656 ،1666 وهزات الأعوام 1759، و1834، و1837، و1854، و1859، و1872، و1873، و1896، و1900، و1903، و1923، و1927، و1945، و1995.
المؤسف والمقلق، أن هذه التواريخ لا تعني شيئًا لجهات الاختصاص، ولا تدفعها لتغيير توجهاتها وخططها للمستقبل.

الشاهد على نكبة عام 1948 التسعيني عبد القادر حمدعبد الهادي
سيرة
رحل الشاهد على النكبة عبد القادر حمد عبد الهادي عن عمر ناهز 90 عامًا، وقد سرد لنا التفاصيل الصغيرة لقرية صبارين قضاء حيفا.
وباح عبد الهادي بأسماء أراضي القرية، التي تجاوزت 25 ألف دونم: وادي الخضير، والمخّبة، والدمانية، وعين الحجة، والمشراع، والنحلة، وواد السد، ووادي الخضيرة.
أما عيون الماء التي كانت تكثر في صبّارين، فجرماشة، وسدر القهوة، ووادي الخضيرة، وبير جاسر، وغيرها. بينما استخدموا البئر المقام على رأس قناة رومانية للشرب، وكان به أربع فتحات.
وبحسب المرحوم عبد الهادي، كان أهالي صبارين يزرعون القمح، والشعير، والحمص، والعدس، والسمسم، والذرة البيضاء، والذرة الإفرنجية، والفول، والبطيخ، والشمام.
وانتشرت فيها ثلاث ساحات لفصل القمح والشعير من قشورها، وكانت تسمى "بيادر"، وكانوا يربون الأغنام والجمال والبقر، فيما صنعت نسوة القرية السمن والزبدة والجبن واللبنة، وحرصوا أيام الحصيدة على تناول البحتة (الأرز بالحليب) والهيطلية.

محمد العرجا أحد حراس ذاكرة نكبة فلسطين عام 1948
سوق
كان محمد صالح العرجا أحد حراس ذاكرة النكبة، وابن قرية الفالوجة المُدمرة، وعاش 88 عامًا، ووصف بلدته، التي سكنها خمسة آلاف، وكان فيها بلدية، ومدارس ثانوية وابتدائية للبنات، وأربع كتاتيب، ومركز صحي، ومحكمة، ومسلخ للحوم. وكانت متطورة، وتعيش على الزراعة، ثم تحولّت إلى التجارة؛ لوقوعها شمال غزة وغرب الخليل.
فيما جادت أراضيها باللوف واللسنية والبابونج والحماصيص (نبته صغيرة ذات مذاق حامض)، والجلجاس (تشبه
النخلة ولكن صغيرة، ولها ثمرة صغيرة مثل البطاطا)، والجعدة والحُميض، والسلك، وغيرها.
وكان كل خميس ينعقد سوق البرّين، وفيه يتوافد الناس من البلدات والمدن المجاورة للتجارة بالقماش واللحوم
والذهب والخضار.
وكنا نشاهد مواسم وادي النمل، والمنطار، وأسدود، والنبي روبين، والرملة، التي كانت مثل العرس، وتُعقد في أيار، وفيها سباقات خيول على شاطئ البحر، ودبكة، وأناشيد دينية للفرق الصوفية، وبيع، وشراء.
وقال الراوي قبل الممات "كانت بلدتنا تراقب الرياح لتستعد إلى المطر، وتحصن بيوتها قبله من الدلف، فيخرج الأهالي في عونة اجتماعية لإصلاح الشقوق والصدوع.
وكان الفلاحون يعرفون العفير (بذر الحنطة)، ويزرعون أرضهم بعد أول مطر، وكنا نشتهر بزراعة الترمس، ونتذكر الوادي الذي يقسم بلدنا إلى شمال وغرب بامتداد نهر (السقرير) القادم من الخليل، فيفصلنا عن بعض، ويغمر الجسرين.

مطر قرية برقين
غيث
توثق بمقياسك الخاص الهطولات المطرية للشتاء الحالي، فحتى منتصف نهار 11 آذار هطلت على بلدة برقين، غرب جنين 535 ملم، موزعة على 51 يومًا شهدت هطولات، وكان اليوم الأكثر غيثًا 21 كانون الأول بـ 41 ملم، أما المعدل العام لمدينة جنين 493 ملم.
الجيد هذا العام توزيع الهطولات على 51 يومًا، وعدم تساقط كميات كبيرة جدًا في يوم واحد.