الاحتباس الحراري.. وَيلٌ للبشرية إن لم تَستفق
جامعة سوهاج/ كلية الزراعة

في كون فسيح خلقه الله في أحسن صورة، وسخر كل شيء من أجل خدمة الإنسان حتى يكون خليفته في الأرض، هذا الكوكب الذي يقع ضمن كواكب المجموعة الشمسية التي تتبع لمجرة ضمن ملايين المجرات.
فيما يستمر جشع ابن آدم للحصول على متطلبات حياته، وفي سبيل الاستحواذ لا يتوقف عن العبث بكل ما تطاله يداه، وقد عَميت بصيرته عن أن ذلك سيهدد سلامة وجوده.
قال الله تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} صدق الله العظيم [البقرة: 30].
يتميز كوكبنا بوجود غلاف جوي حوله، يحميه بثبات مكوناته التي يتوقف عليها استمرار الحياة، وُتعد الغازات المسببة للاحتباس الحراري في تركيزها الطبيعي ضرورية لبقاء البشر والملايين من الكائنات الحية الأخرى على قيد الحياة عن طريق الحفاظ على جزء من دفء الشمس وعكسها مرة أخرى إلى الفضاء لتجعل الأرض صالحة للعيش.
أهم مكونات الغلاف الجوي الطبيعي



فبعد أكثر من قرن ونصف قرن من الصناعات، وإزالة الغابات، ارتفعت كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها من قبل. وبينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري "غازات الدفيئة" آخذة في الارتفاع.
الاحتباس الحراري: يعني ارتفاع درجة الحرارة في بيئة الأرض نتيجة تغيير في سريان الطاقة الحرارية بين الأرض والغلاف الجوي المحيط بها، وهو ما أصبح واضحاً بعد الثورة الصناعية.
أهم "غازات الدفيئة" المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري
(1) ثاني أكسيد الكربون: أحد أهم الغازات التي تساهم في مضاعفة هذه الظاهرة، ويَنتج أثناء حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي في مصانع الطاقة والسيارات والمصانع وغيرها، ناهيك عن إزالة الغابات بشكل واسع.
(2) غاز الميثان: ويُعد من الغازات الطبيعية في الغلاف الجوي، ينتج من التفاعلات الكيماوية في الظروف اللاهوائية في الغابات والبرك والمستنقعات، بالإضافة إلى خروجه مع غازات البراكين ومن حقول الغاز الطبيعي. ونتيجة لنشاطات الانسان المختلفة بدأت كميات إضافية من الميثان تصل الي الجو خاصة النشاطات المتعلقة بتربية الحيوانات في الحظائر ومحطات معالجة المياه العادمة ومكبات النفايات الصلبة وحقول الأرز والزراعة.
(3) أكسيد النتروجين: ينتج من أكسدة المواد العضوية النيتروجينية ومن عوادم السيارات ومن احتراق الغاز الطبيعي والفحم الحجري ومن التفاعلات الطبيعية التي تحدث في الغلاف الجوي ومن التفريغ الكهربي للسحب أثناء الرعد.
(4) مركبات الكلورفلوركربون: المستخدم لأغراض التبريد المؤثرة على طبقة الأوزون والاحتباس الحراري بشكل سلبي والذي منع استخدامه عالميًا منذ سبعينيات القرن العشرين وتأتي أهميته بعد غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان.
(5) غاز ثاني أكسيد الكبريت.
(6) الأوزون السطحي: ويعني زيادة تركيز الأوزون بالقرب من سطح الأرض بسبب زيادة التلوث. ويعد الأوزون الدرع الحامي للأرض بتخفيفه من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية الواردة من الشمس، وعندما يكون بالقرب من سطح الأرض يقوم بدور غازات الدفيئة.
مؤشرات حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري
- ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي ما بين 0.4-0.8 درجة مئوية وارتفاع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي طبقًا لتقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.
- احتواء الجو حالياً على 380 جزءًا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعد الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءًا بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية، من هنا نلاحظ أنّ مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح يتجاوز أكثر من 30% بقليل، عما كان عليه تركيزه من قبل.
- زيادة تركيز الميثان إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
- زيادة الكلوروفلوروكربون بمقدار 4 % سنوياً.
- أصبح تركيز أكسيد النيتروز في الهواء الجوي أعلى بحوالي 18 % عن تركيزه قبل الثورة الصناعية حسب آخر البيانات لصحفية لمنظمة الأرصاد العالمية.
أسباب حدوث الاحتباس الحراري
-أسباب طبيعية:
- التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس، وما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي، وهذا عامل مهم جدًا في التغيرات المناخية.
- حرائق الغابات.
- الانفجارات البركانية والتي بدورها ترفع درجة حرارة الهواء حولها بسبب الأبخرة الساخنة المتصاعدة منها بكميات هائلة.
- تغيّر عناصر الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية، وسببها تصاعد غازات الملوثات العضوية الطبيعية التي تتحلل بفعل الطبيعة لتنتج منها الغازات وما تلبث أن تتصاعد وتصبح جزءًا من الغلاف الجوي.
-أسباب بشرية:
- تصاعد ثاني أكسيد الكربون جراء احتراق الوقود بأنواعه كالنفط والغاز الطبيعي والفحم وغيرها، ممّا يزيد من ارتفاع درجة حرارة الهواء.
- القطع الجائر للأشجار والغابات، فقطعها يؤدي إلى زيادة نسبة الكربون في الغلاف الجوي، مما يقلل من نسبة الأكسجين المحيط في الجو.
- الغازات المتصاعدة بسبب تقدّم الثروة الصناعية؛ كانتشار المصانع في العالم، إضافةً إلى الدخان الصاعد من عوادم السيارات بسبب اعتمادها على الوقود الأحفوري.
بعض العواقب المحتملة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري
- ارتفاع درجة حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات عام 1990 سيعرض نحو ثلث الأنواع الحيوانية والنباتية لخطر الانقراض.
- سيتسبب الارتفاع غير المرئي في مستوى سطح البحر بمقدار 1.5 سنتيمتر تقريباً في السنة بارتفاع 1.5 متر بحلول عام 2100، وهذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدًا للتجمعات السكنية الساحلية وزراعتها، وكذلك الحال بالنسبة لموارد المياه العذبة على السواحل، كما أن بعض الجزر من الوارد أن تغمرها المياه بالكامل.
- أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة بشكل أكثر لنقص المياه، ويعزى ذلك إلى ذوبان الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة.
- تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية بسبب ازدياد الجفاف سيؤدي إلى تفاقم التصحر.
- ذوبان الثلوج في القطبين وبالتالي ارتفاع منسوب البحار والذي يهدد بغمر مساحات واسعة من الأرض.
- تراجع المحصول الزراعي: يؤدي أي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي.
- مع حلول عام 2050، 20% من الكائنات الحية البرية سيكون مهددًا بالانقراض.
- سيودي بحياة 150 ألف شخص سنويًا.
- عندما يعيش 146 مليون شخص على ارتفاع أقل من مترٍ واحدٍ من مستوى سطح البحر، فإن عدم اتخاذ أي خطوات حول تغيّر المناخ على مدى مئة سنة قادمة سيؤثر على حياة الكثيرين.
- تواتر الكوارث المناخية المتسارع: وخاصة موجات الجفاف والفيضانات والعواصف، يتسبب في إيذاء المجتمعات واقتصاداتها:
- من المتوقع أن يزداد الجفاف في مناطق البحر الكاريبي وتشيلي وغرب الصين والبحر المتوسط والبيرو، كل ذلك بحلول عام 2100.
- في إفريقيا، ثمة توقعات بحدوث جفاف في الشمال والجنوب، والرطوبة الشديدة في أماكن أخرى مثل كينيا. وتساعدنا هذه التوقعات على التنبؤ بالمناطق التي ستنقص فيها الزراعة وإمدادات المياه.
- ستحدث وفرة مياهٍ في المناطق المدارية الرطبة والمناطق على خطوط العرض العالية، فيما سيتناقص توافر المياه وستزداد ظروف الجفاف في المناطق على خطوط العرض المتوسطة والمناطق شبه القاحلة من خطوط العرض المنخفضة، مما سيهدد حياة مئات الملايين من الناس.
مخاطر انتشار الأوبئة
- أفادت دراسة نشرتها المجلة العلمية الشهيرة، SCIENCE "ساينس : أن ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تعاني منها الأرض ستزيد من مخاطر انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع زيادة مخاطر انتقال هذه الأمراض إلى البشر.
- ما يثير الدهشة والاستغراب أن الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ، تظهر أنواع مختلفة جدًا من فيروسات وجراثيم وطفيليات، وتصيب مجموعة متنوعة من الكائنات، منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير والبشر.
- على مدار عامين، كرس الباحثون جهودهم لدراسة العلاقة بين التغير في درجة الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم وغيرها، مع دراسة العوامل الأخرى التي تساهم في نشر بعض الأمراض مثل القوارض والبعوض والذباب.
- وتبين أنه مع ارتفاع درجة الحرارة، يزداد نشاط ناقلات الأمراض - حشرات وقوارض – فتصيب عدد أكبر من البشر والحيوانات، وقد وجد أن فصول الشتاء المتعاقبة والمعتدلة حراريًا فقدت دورها الطبيعي في الحد من مجموعة الجراثيم والفيروسات وناقلات المرض، كما لوحظ أن فصول الصيف في العقد الأخير من القرن الماضي زادت حرارة وطولاً، مما زاد من المدة التي يمكن للأمراض أن تنتقل خلالها إلى الأجناس الحية الشديدة التأثر بالتغييرات الحرارية وخصوصًا في البحار والمحيطات.
الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
1- عقد مؤتمرات دولية لتغير المناخ
إن المشاكل البيئية بشكل عام والاحتباس الحراري بشكل خاص وانبعاثات الكربون لا يمكن أن تعالج بشكل فردي لذلك لابد من تظافر جميع الجهود الدولية مجتمعة، وتداعت دول العالم لعقد مؤتمرات دولية لمواجهة هذه المشكلة، من أهمها:
في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992 كانت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ خطوة أولى في التصدي لمشكلة تغير المناخ.

- اتفاقية كيوتو2005- اليابان

نوع من أنواع المعاهدات الدولية التي أُنشئت بهدف محدد؛ وهو دراسة تغير المناخ وإيجاد الحلول للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وانتشار غازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
أهدافها:
* وضع القيود على أكبر الدول التي ينبعث منها غازات الدفيئة وتسبب تلوث البيئة.
* إدارة وسائل النقل لتقليل أو خفض نسبة الانبعاثات لغازات الدفيئة من السيارات ووسائل المواصلات.
* الاستفادة بشكل أكبر من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والديزل الحيوي بدلًا من الاعتماد على الوقود الأحفوري بشكل أساسي.

- توصلت الأطراف في المؤتمر ال21 للأطراف في باريس عام 2015 إلى اتفاقية الأمم المتحدة التاريخية لمكافحة تغير المناخ، وتسريع وتكثيف الإجراءات والاستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام منخفض الكربون. ويستند اتفاق باريس على الاتفاقية.
- ولأول مرة تجلب جميع الدول إلى قضية مشتركة للقيام ببذل جهود طموحة لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع آثاره، مع تعزيز الدعم لمساعدة البلدان النامية على القيام بذلك. وعلى هذا النحو، فإنه يرسم مسارًا جديدًا في جهود المناخ العالمي.
- إن الهدف الرئيسي لاتفاق باريس هو تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ عن طريق الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية هذا القرن أيضًا إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أبعد من ذلك إلى 1.5 درجة مئوية.
- وبمناسبة يوم الأرض الذي تم الاحتفال به في 22 أبريل 2016، وقّع 175 زعيمًا من قادة العالم اتفاقية باريس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وهذا أكبر عدد من البلدان توقع على اتفاق دولي في يوم واحد من أي وقت مضى حتى الآن. وهناك الآن 184 دولة قد انضمت إلى اتفاقية باريس
2- العمل من أجل المناخ "الهدف 13" في التنمية المستدامة:

التنمية المستدامة هي تطوير وسائل الإنتاج بطرق لا تؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية لضمان استمرار الإنتاج للأجيال القادمة (تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة).
أهداف التنمية المستدامة:
تقدمت الجمعية العامة بالأمم المتحدة اقتراحًا يتضمن 17 هدف و169 غاية تغطي مجموعة واسعة من قضايا التنمية المستدامة. وشملت: القضاء على الفقر والجوع وتحسين الصحة والتعليم، وجعل المدن أكثر استدامة، ومكافحة تغير المناخ، وحماية المحيطات والغابات.
سيساعد العمل المناخي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي تهدف إلى رفع مستويات الرخاء والعيش الكريم مع حماية البيئة، فالعمل المناخي يعني زيادة الوظائف، وبناء مدن ومجتمعات مستدامة، وزيادة استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليل تلوث الهواء.
3- استخدام الطاقة المتجددة
بما أن حرق الوقود الأحفوري هو المصدر الأهم لغازات الدفيئة، إذن علينا أن نقلص اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي للطاقة، والعمل علي استخدام الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة؛ مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والكتلة الحيوية، والطاقة المائية، والنووية.
مثال1: الطاقة الشمسية

تتلقى الكرة الأرضية ما يكفي من الإشعاع الشمسي لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة الطاقة الشمسية. إنّ نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة ب 3000 مرة.
ويتعرّض كل متر مربع من الأرض للشمس، كمعدل، بما يكفي لتوليد 1700 كيلو وات/الساعة من الطاقة كل سنة. تُحوّل أشعة الشمس إلى كهرباء والتيار المباشر الذي تم توليده يتم تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى تيار متواتر على الشبكة من خلال محوّل كهربائي.
مثال2: طاقة الرياح

بلغ استغلال طاقة الرياح مراحل متقدمة. والطاقة الهوائية هي ظاهرة شاملة وأكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورًا بالاعتماد على تقنية حديثة نظيفة، فعالة، مستدامة، ولا تلوث.
وتشكّل توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدًا- فهي قابلة للتعديل، سهلة التركيب والتشغيل وقادرة على توليد طاقة تفوق 200 مرة حاجة العالم اليوم.
4- عدم الإفراط في استخدام الطاقة غير المتجددة كالنفط، والذي يتسبب في انبعاث غازات الدفينة.
مثال: إعادة التدوير
وهي نصف عمليّة تصنيعيّة، ما يعني أنها تستهلك الطاقة بشكلٍ أقل.ّ
هل تعلم أن مسحوق الزجاج المُدور يستهلك وقوًدا أقل مما يحتاجه طن من المواد الأولية بمقدار أربعة وثلاثين لترا من الوقود.
هل تعلم أن كأس واحد من الزجاج المعاد تصنيعه يوفرا مقدارًا من الطاقة يعادل إضاءة مصباح بقوة "مائة وات" لمدة أربع ساعات.
5- التوسع في زراعة الأشجار والمساحات الخضراء للتقليل من نسبة ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الأكسجين، وامتصاص الحرارة القادمة من الغلاف الجوي.
مثال: زراعة الاسطح

عن استخدام تقنيات الزراعة دون تربة والاستفادة منها في المدن لتحسين البيئة والمناخ السائد فيها للحد من ثاني أكسيد الكربون المسبب لارتفاع درجة الحرارة، ومن هنا جاءت فكرة استخدام نطم الزراعة من دون تربة بأشكالها المتنوعة لزراعة أسطح المباني بالخضروات والفاكهة ونباتات الزينة، فزراعة 1.5 متر مربع من المسطح الأخضر تمد الفرد باحتياجاته من الأكسجين لمدة عام كامل.
6- إنشاء مكبّات قمامة بيئية وصحية تقلل من انبعاثات الغازات وخاصة الميثان.
7- تطوير العملية الصناعية بما يخدم تقليل انبعاثات الغازات وكفاءة أعلي في استخدام الطاقة.
8- تشديد الرقابة على المصانع التي تتخلص من نفاياتها بطرق خاطئة، والإشراف على الآلات والمكنات التي تصدر غازات ضارة والعمل على صيانتها باستمرار، والتأكد من وجود المداخن المُهيأة لخروج الغازات وخلوها من الغازات الكربونية.
9- إنشاء نظام لضرائب الكربون، بترتيب ضريبة محددة علي المنشآت المتسببة لانبعاثات الكربون بشكل أكبر من الحد المسموح به لها.

10- إنشاء مراكز بحثية متخصصة ومنتشرة في العالم، مهمتها متابعة ومراقبة منع استخدام غاز الكلوفلوروكربون بشكل خاص، وانبعاثات غازات الدفيئة الأخرى بشكل عام.
11- مساعدة الدول النامية علي تطبيق البرامج الخاصة للتخفيف من تلك الانبعاثات، بواسطة الوسائل المادية و الخبرات والبرامج المتخصصة، خاصة أن الدول الكبرى الصناعية هي المتسبب الرئيسي بتلك الانبعاثات و التي يتأثر بها العالم الثالث.
12- وضع قوانين صارمة تحرم قطع الغابات والأشجار، وذلك للحفاظ على سطح الأرض من مخاطر الاحتباس الحراري الذي تتعرض له الكرة الأرضية.

13- استخدام الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، وقليلة الانبعاثات.
وأخيرًا، تجدر الإشارة أن بعض الأزمات مهما بدت مأساوية فلها جانب إيجابي يُراد منه إيقاظ البشرية من غفلتها. فبعد تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) الذي اجتاح العالم وحصد الأرواح، كان لا بد من إغلاق الشركات والمصانع، ووقف حركة النقل الجوي والبري، ما ترك أثراً ملموسًا في انخفاض الانبعاثات وتحسن جودة الهواء في العديد من المدن.