
الأمم المتحدة/ خاص: حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن في آذار/ مارس الماضي، من تعرّض ملايين الأشخاص لمخاطر "المجاعات والموت" في حال عدم اتخاذ "خطوات فورية".
وقال خلال اجتماع في مجلس الأمن الدولي حول العلاقة بين الجوع والأمن إن "التقلبات المناخية وجائحة كوفيد-19" تفاقم هذه المخاطر"، موضحاً أنه في نحو 30 بلداً "بات أكثر من 30 مليون شخص قريبين من المجاعة".
وأضاف: "رسالتي بسيطة: في حال لم تؤمنوا الغذاء للناس، فأنتم تؤججون النزاعات".
وتابع القول "لم تعد المجاعة والجوع مسألة نقص في الغذاء. باتت اليوم في جزء كبير من صنع الإنسان، وأنا أعني ما أقوله حرفيًا". وأضاف "من غير المقبول أن يكون هناك مجاعة في القرن الواحد والعشرين".
بدورها، روت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد كيف شهدت في أوغندا عام 1993 وفاة طفلة تبلغ عامين من العمر جراء الجوع. وقالت "لا يوجد سبب لعدم توفير الموارد للأشخاص الذين يحتاجون إليها بشكل عاجل".
وأضافت "في عالم اليوم، المجاعة سببها الإنسان. وإذا كان سببها نحن، فهذا يعني أنه يجب أن نوقفها أيضاً".
كذلك شددت مديرة "أوكسفام" الخيرية الدولية، غابرييلا بوشر، على أن "الناس في تلك المناطق لا يموتون من الجوع. إنهم يتضورون جوعاً حتى الموت".
وقالت "لا يهم الجياع ما إذا كانوا قد جوّعوا بفعل متعمد أو بسبب إهمال لا يرحم من جانب أطراف النزاع أو المجتمع الدولي أو التغير المناخي".
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي العائد من زيارة إلى اليمن إنّ "أكثر من 16 مليون شخص يواجهون في اليمن الآن مستويات حرجة من الجوع، أو ما هو أسوأ".
وأضاف "نتجه نحو أكبر مجاعة في التاريخ الحديث" مشيرًا إلى أن "نحو 400 ألف طفل قد يموتون من الجوع في اليمن هذا العام، في حال عدم حصول تدخلٍ عاجل، أي بمعدل وفاة واحدة كلّ 75 ثانية". وسأل مجلس الأمن "هل سندير ظهورنا لهم وننظر إلى مكان آخر؟".
وأعلن غوتيريش أنه "في نهاية 2020 كان أكثر من 80 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد بسبب النزاعات وعدم الاستقرار — بزيادة نسبتها 20% خلال عام".
وحذر من أن "توقعات هذا العام، تشير إلى الاستمرار في هذا الاتجاه المخيف" موضحاً أن ذلك "يثبت أن أزمات الجوع تتفاقم وتنتشر في منطقة الساحل والقرن الافريقي وتتسارع في جنوب السودان واليمن وأفغانستان".
وأضاف "تفاديًا لكارثة ستلحق بـ34 مليون امرأة ورجل وفتاة وصبي" وجهت الأمم المتحدة ووكالاتها نداء لـ"تحرك عاجل" لتأمين "موارد إضافية بقيمة 5.5 مليار دولار".
من جانبها، رأت غابرييلا بوشر أنّ مسؤولية الدول لا تنتهي عند التبرع بالمال. ونددت بـ"مجتمع دولي تتسبب دوله الأقوى في كثير من الأحيان بالمجاعة في ظل وفرة إمدادات الأسلحة" في مختلف الدول.
واستشهدت بأمثلة ملموسة في إقليم تيغراي الإثيوبي واليمن وجمهورية افريقيا الوسطى، وطلبت من مجلس الأمن "الالتزام الواضح بالعمل" و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية" في كل مكان وتحميل "مسؤولية كبيرة" لأولئك الذين يرتكبون "جرائم المجاعات".
وقالت السفيرة الأميركية "يمكننا إنقاذ الأرواح، إذا عرفنا إلى أين نذهب وإذا خصصنا أموالاً. ولكن إذا لم تكن لدينا البيانات، فلن نتمكن من تقديم هذه المساعدة الحيوية".
ورأت أنّ لمجلس الأمن "قدرة فريدة على طلب وتأمين التقارير والبيانات والإجراءات في الوقت المناسب".
وفي هذا الصدد، طلبت من أمين عام الأمم المتحدة تقديم تقريرين سنويين حول هذا الموضوع لتجنب المجاعات في العالم.
وأعلن غوتيريش تشكيل "فريق خاص رفيع المستوى للوقاية من المجاعة" في الأمم المتحدة في نيويورك، ومن المقرر أن يساهم فيه ممثلون من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو".