علاقة طردية بين ارتفاع معدّلات التلوث البيئي وبين تراجع الخصوبة لدى الرجال

لندن/ خاص: خلصت دراسة أميركية إلى أن ثمة علاقة طردية بين ارتفاع معدّلات التلوث البيئي وبين تراجع الخصوبة لدى الرجال بعد رصد حالة تقلّص في حجم القضيب والخصيتين وانخفاض عدد الحيوانات المنوية لديهم.
وحذرت عالمة الأوبئة البيئية والتناسلية في كلية الطب في إيكن في ماونت سيناي بنيويورك، شانا سوان، في كتابها "العد التنازلي" من إمكانية انقراض الجنسي البشري قريبًا نتيجة الانتشار الواسع للمواد الكيميائية المسببة لاضطراب الهرمونات التي تقضي على الخصوبة، وفق معدّل يُنذر بوجود خطر يتهدد البشر في جميع أرجاء العالم.
وتؤكد الدكتورة سوان في كتابها أن الاعتماد على المواد الكيميائية في مختلف مناحي الحياة المعاصرة أحدث تغيّرات في العملية الإنجابية تهدد مستقبل الجنس البشري، لافتة إلى أن التلوث يسبب ارتفاع معدّلات ضعف الانتصاب لدى الرجال، وانخفاض الخصوبة، وزيادة أعداد الأطفال المولودين بقضيب صغير.
وذكر تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الدكتورة سوان أشارت في كتابها إلى أن المواد الكيميائية المستخدمة في تفاصيل الحياة اليومية، كالعطور ومنتجات التنظيف والصابون، ومستحضرات التجميل وألعاب الأطفال، والإلكترونيات والعبوات البلاستيكية وأغلفة الطعام، لا تتحلل في البيئة، أو داخل جسم الإنسان، بل تتراكم وتتفاعل وبالتالي يتزايد خطرها عليه.
وتضيف: "في مناطق متفرقة من العالم، يكون متوسط عمر المرأة في العشرينيات من العمر أقل خصوبة مما كانت عليه جدتها حين كانت في الخامسة والثلاثين من العمر"، مشيرة إلى أن "الأطفال حالياً يولدون ملوثين بالمواد الكيميائية التي يمتصونها في رحم أمهم".
ونوهت سوان بأن الرجل لديه اليوم نصف الحيوانات المنوية التي كانت لدى جده، مؤكدة على أن المواد الكيميائية لا تعمل فقط على تقليل جودة السائل المنوي، وإنما أيضاً تعمل على تقليص حجم القضيب وحجم الخصيتين.
وقالت إن "الوضع الحالي بالنسبة لموضوع التكاثر والإنجاب في ضوء ازدياد التلوث البيئي، لا يمكنه أن يستمر لمدّة طويلة من دون أن يحاصر الخطرُ بقاءَ الجنس البشري على كوكب الأرض، ليمثل أزمة وجودية على صعيد العالم برمته".