التحليل الفيزيوكيميائي لانفجار مرفأ بيروت
كان انفجار بيروت مروعاً حيث امتد الدمار لعدة كيلومترات حول نقطة الانفجار مسبباً مئات الوفيات وآلاف الإصابات ومئات آلاف المشردين.
تواجد آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم والمخزن بطريقة غير سليمة منذ حوالي ست سنوات، كان سبباً رئيسياً لهذا الخراب المريع. بمجرد تعرض نترات الأمونيوم للحرارة المستمرة أو شرارة نارية قوية يجعل نترات الأمونيوم تنحل إلى مركبين أصغر هما أكسيد النتروجين (NO2) وبخار الماء. المركب الأول الناتج عن هذا التفاعل الكيميائي لونه بني-محمر ويسببُّ التسمم لدى استنشاقه؛ ولوحظ تصاعده بعد الانفجار مباشرة على شكل سحابة كثيفة، حيث تترسب هذه الغازات في جميع مناطق المدينة بشكل غير مرئي، ما يجعل إمكانية استنشاقه خطرا حقيقيا على جهاز التنفس والعينين والجلد البشري.
فما سبب كل هذا الدمار؟
يقدر الخبراء المتخصصون قوة الانفجار بما يعادل قنبلة نووية تكتيكية بقوة 687 طن من TNT. الانفجار سبب ارتفاعا شديدا في درجة الحرارة البؤرة، ما غير حالة التوازن الترمو ديناميكي المتواجدة؛ وبالتالي، تلقائيا تسعى البؤرة إلى التخلص من حالة الفوضى والعودة لسلوكها الترموديناميكي المتوازن. فقامت البؤرة بالتخلص من الطاقة الكامنة الناتجة عن الانفجار بتفريغها على شكل موجات من الضغط العالي في كل الاتجاهات حتى في اتجاه الأرض، ما سبب زلزالا أرضيا بطاقة 4.5 درجات بمقياس ريختر تم رصده في مرصد الزلازل الأردني. الاتجاه الآخر لانتشار الانفجار كان باتجاه البحر، ما قلّل كثيرا من قوة الانفجار وأضراره.