خاص بآفاق البيئة والتنمية
عبوات صحية لزيت الزيتون
أخطاء
في كل موسم قطاف للزيتون، تتكرر الإرشادات والتوجيهات حول ضرورة تصويب ممارسات خاطئة عديدة تتعرض لها شجرة السماء سواء في تقليمها أو جمع محصولها أو تخزينه وعصره. وتعد تعبئة الزيت مسألة هامة؛ لأنه "مادة قابلة للتلوث والفساد"، ويتميز بامتصاصه للروائح الغريبة والكريهة، لذا يجب أخذ الاحتياطات اللازمة للتخزين، كأن تكون الأوعية مصنوعة من مادة سهلة التنظيف، وغير قابلة للصدأ، ومن مواد مرخصة لحفظ المواد الغذائية، وغير منفذة للضوء والهواء، وتحافظ على ثبات درجة حرارة التخزين (من 10-15 درجة)، ومقاومة للصدمات والضغط، وأن يتناسب حجم العبوة مع كمية الزيت، فوجود فراغ يسهل عملية التأكسد.
زيت زيتون متدني الجودة
وأفضل العبوات للتخزين، الزجاج المعتم والفولاذ المقاوم للصدأ، أما التخزين في الأوعية البلاستيكية فيفقد الزيت خصائصه الحسية، ويجب ألا تزيد درجة الحرارة في المخزن عن 15 درجة، وأن يكون خالٍ من أي نوع من الروائح، وألا يكون رطبًا، وبعيدًا عن الضوء المباشر، ونظيفًا بصورة دائمة.
|
|
لافتة تحث على النظافة في نبع العوجا بالأغوار الفلسطينية وضعتها مجموعة حكي القرايا |
نبع العوجا بعد يوم واحد من تنظيفه |
ثقافة
نشر عضو الهيئة الإدارية لـ"حكي القرايا" المهندس نضال ربيع، صورًا وكلمات مؤلمة، تظهر عبث البعض وإصراراهم على التخريب والتلويث، فقد نظف أعضاء "حكي القرايا" وبلدية العوجا نبع مياهها نهاية آب، ووضعوا لافتات تحث على النظافة، لكن جرى تخريب بعضها وإعادة تلويث المكان بعد يوم واحد. للأسف بعض فئات مجتمعنا يفضلون العيش في مكبات نفايات، ويتضايقون من وجود مكان نظيف وجميل، وكأن جلودهم تصاب بالحكة من المشاهد الجميلة. الحل مع هؤلاء لا يكون إلا بفرض غرامات باهظة عليهم، فهم لا يحبون وطنهم، وإن تظاهروا بذلك. بئست كل يد تخرّب وتلوث، وتقطع الأشجار، وتعتدي على الحياة البرية.
حوار
تنفذ مئوية مدرسة برقين ولجنة الطوارئ حورًا تتبع تداعيات الجدل المجتمعي حول جائحة كورونا، عبر منصة ZOOM استضاف د. بسمة ضميري، المحاضرة بكلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية وعضو الجمعية الأمريكية للعلوم الجنائية، ود. سمير شماسنة، مدير الصحة المدرسية بوزارة الصحة، وم. أسامة خلف، رئيس لجنة الطوارئ في برقين. وأكد المتحدثون أن الفيروس يتطلب عدم الاستهتار ومضاعفة الإجراءات الوقائية، وأن الأفراح بيئة خصبة جدًا لانتشار كورونا. وتوقعوا أن يكون الخريف القادم صعبًا ويتطلب زيادة الإجراءات الوقائية. وأشاروا إلى أن لا خوف حاليًا على أطفال المدارس وخاصة من صفوف الأول إلى الرابع، ولا داعي لهذه الفئة أن تلبس الكمامات داخل الصفوف، وهي ضرورية للطلبة وللمعلمين وهم (المعلمون) أكثر عرضة للإصابة. وأوضحوا الجدل حول الفيروس ليس جديًدا وكل فيروس طارئ قوبل بحالة مشابهة. والأعراض تختلف من شخص لآخر. ولا مجال لتعميم تجربة السويد مع كوفيد 19 على فلسطين. وبينوا أن المرض قد يعود للمتعافين بعد أربعة أشهر، وأن الأمراض المزمنة بيئة خصبة للفيروس. وذكروا أن وزارة الصحة تراجع بشكل دوري تطورات الحالة الوبائية المتعلقة بالمدارس، ونسبة المصابين في صفوف أطفال المدارس من الأول إلى الرابع غير مقلقة. أما عدد الإصابات القليل في فترة الإغلاقات الأولى فسببه عدم وجود أعراس وتجمعات في الشتاء وبداية الربيع.
تطبيع البغل الشرس
جذور
كان والدي، رحمه الله، يُكثر من تبديل الدواب، التي يقتنيها لحراثة الأرض وعمارتها. كنت أسمع منه أنه سيخرج لتطبيع البغل الشرس، أو الحمار العدواني الجديد في السهول والأراضي الوعرة.
كان، سيد الروح، يبذل جهدًا في ترويض الكائنات التي تمشي على أربعة، ويدربها على الحراثة، وحمل الأثقال، ويكرر الأمر غير مرة، حتى ينتهي بإخصاء الدابة.
ظننت أن معنى التطبيع أول ما سمعته، طبع شيء ما على فخذ البهيمة العنيفة، وجعلها تتقبل وضع أدوات العمل على ظهرها. أذكر أن بائعا غش أبي في فرس أحمر، قال له إنه أصيل ومطيع ولا يحتاج لتطبيع، ليتبين لوالدي كذب الرواية، فقد كان تحت تأثير مخدر ما، ثم تمرد لشراسته، وفر من تجارب الترويض.
الفارق بين تطبيع أبي، الساكن في دار الحق، وتطبيع اليوم (وسابقه ولاحقه) أن الواقعين تحت الفعل ذاته لا يبدون أي نوع مقاومة لترويضهم، ويبصمون بحوافرهم، ولا يرفسون مهاجمهم، ولا يبدون أي ردة فعل. ويعلنون أنهم يحرثون ببراعة في الصحاري، ويحملون أحذية السيد الجديد، ويتطوعون لخصي ذكورتهم، بل على العكس يذهبون طواعية لميادين كسر عنفوانهم، دون أي جهد من مروضيهم.
خريطة الوطن العربي
خرائط
أستذكر أول خارطة رسمتها للوطن العربي (على اعتبار ما كان) عام 1986، فقد علمنا أستاذ الجغرافيا إبراهيم أبو سرّية، أن ننطلق فيها من شرقها ثم نكمل مهمتنا. أذكر البداية من سوريا، والنهاية من المغرب، يومها كنا نُعين حقول الغاز والثروات الطبيعية، والأنهار، والسهول الخصبة، والصحاري، والغابات. كنا نقرأ عن المقومات الاقتصادية والتنموية للوحدة العربية، ونتعرف على محاولاتها قصيرة العمر.
في 2004، زرنا مركزًا مهتمًا بالشرق الأوسط في واشنطن، الذي لم ينشر الخارطة، واستبدلها بلوحات من بعض الأقطار العربية لوجوه نسوية ومهن يدوية، وأدركنا أن لـ "الشرق الأوسط" طائفة من المخططين والمهندسين، الذين تسهر عيونهم لخلق واقع جديد في منطقتنا.
بعد ثلاثين سنة التحقت بجامعة بيرزيت للدراسات المتقدمة، فأعدنا رسم خريطة فكرية وتنموية أعمق لوطننا العربي، الذي تبخر.
كانت الوثيقة الصادمة لنا من مقتنيات د. كمال عبد الفتاح، التي أظهرت كيف جرى تقسيم العالم العربي في خيمة، وسط صحراء العرب، وبوسائل بدائية.
زرت جامعة الدول العربية 5 مرات، ولا أذكر أنني شاهدت خريطة وطننا، الذي كان كبيرًا، ورأيت أعلام الأشقاء وصورًا بالأبيض والأسود لزعماء راحلين وللأمناء العامين السابقين.
اليوم تتشكل خريطة جديدة، وتحالفات ساخنة، وعقود "زفاف سياسي واقتصادي"، وكالعادة نحن الحلقة الأضعف فيها، فخدنا تعود على اللطم، دون أن يرد، والاستجابة الوحيدة لما يحدث: البحث عن أشد ألفاظ الشجب والاستنكار، وحفلات "الردح" والتخوين، وكلها لا تُقدم أو تؤخر.
الثابت الوحيد أننا لا نجري "جردة حساب" سياسية حقيقية واحدة لحالنا، تنتهي بفعل مؤثر، بل نعيد تدوير خيارنا الإستراتيجي الأوحد: السلام، و"المبادرة العربية"، والشرعية الدولية.
لم ننعم بالسلام والتنمية منذ السيدة "أوسلو"، بل حدث العكس، وزادت بقع السرطان القرميدي في جلدنا الممزق، وصارت ألفاظنا السياسية المتصلة بالمبادرة العربية وبقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة تبعث على التقيؤ، ونكرر إطلاق النار على أقدامنا.
علينا الاعتراف أن حفلتنا في "البيت الأبيض" الأيلولية التي ستتكرر هذا العام، كانت الثمرة التي أنبتت حفلات (أبو ظبي) و(المنامة)، وتعدنا بالمزيد.
الحل أن "نحك جلدنا بأظفارنا"، وأن نبتر الأجزاء المصابة من عقولنا وأيدينا، والتوقف عن شتم "أبناء يعرب"، والعودة إلى الأرض.
لقاء منتجي العنب في جنين
عنب
عقدت "حكي القرايا" المجموعة الافتراضية عبر الإنترنت وتجمع منتجي العنب في جنين لقاءً لمناقشة تدهور تسويق العنب في المحافظة، وسبل دعم الفلاحين في تسويق منتجهم.
وشارك في الحوار، الذي عقد في مزرعة أحمد أبو الرب بقباطية، ممثلو وزارة الزراعة في مديرتي جنين وجنوبها، وأعضاء في "تجمع العنب"، وعضو مجلس أمناء حكي القرايا عمر عبد الرحمن، وأعضاء تنسيقة المجموعة في جنين، وناشطون وناشطات فيها.
واستهل منسقا "حكي القرايا" في جنين عبد الكريم شلاميش وإبراهيم نواهضة بالتعريف في المجموعة التي بدأت عبر شبكة الإنترنت، وتضم 107 آلاف عضو، وبدأت تنشط في دعم المزارعين وإسنادهم، وتنفذ أسواقًا للفلاحين، وتعكف على تدشين نقاط بيع لمنتجات تعاني تدني الأسعار، وسوء التسويق.
وأشارا إلى أن المجموعة خرجت من الواقع الافتراضي، وافتتحت مدرسة للتراث، وتستعد لتعليم المزارعين أسس تصنيع منتجات العنب كالملبن، والزبيب، والدبس، والمربى، في محاولة لتقليل خسائرهم، وستسعى العام القادم لمهرجان تسويق للعنب في جنين.
وقال شلاميش ونواهضة إن "حكي القرايا" ستدعو الأعضاء في محافظات الوطن إلى التسوق من عنب جنين، عبر نقاط بيع سيعلن عنها قريبًا.
وأكد رئيس تجمع منتجي العنب في محافظة جنين، صادق نزال أن أسعار العنب هذا العام كانت بين شيقلين وأربعة شواقل ونصف، وهذا "ليس عادلًا للمزارعين"، الذين كانوا يأملون بيعه بـ4-6 شواقل لتغطية تكاليفه المرتفعة، وجرى تسويقه بالفعل العام الماضي بسعر أفضل. وعزا سبب تدني الأسعار هذا العام إلى منافسة العنب الإسرائيلي، وضعف القوة الشرائية، فيما يوضح أن تكلفة الدونم الواحد تصل إلى 17 ألف شيقل، أما بيع الورق فلا يغطى سوى بعض التكاليف.
وأضاف أن محافظة جنين تضم نحو 4 آلاف دونم عنب منتجة وغير منتجة، غالبيتها من صنف بيروتي. ويصل حجم المنتوج إلى 6 آلاف طن، بيع نصفه تقريبًا، ويتهدد النصف الباقي خطر التلف إذا لم يسوق خلال أيام قليلة. ويخشى نزال من ردة فعل بعض المزارعين بسبب تدني الأسعار وعدم بيع المحصول، باللجوء إلى اقتلاع بساتينهم، والتوجه إلى زراعات أخرى "إذا بقوا وحدهم".
ووفق التجمع الذي تأسس عام 2018 ويضم 90 مزارعًا، تذهب النسبة الأكبر من التكاليف على الأسمدة، والري، والمبيدات التي تتطلب بعض أنواعها 1500 شيقل في الرشة الواحدة، أما الأيدي العاملة والحراثة فأقل.
ويسعى "منتجو العنب" إلى التأثير على وزارة الزراعة لضبط أسواق العنب من الأصناف المهربة، والتنسيق لأيام تسوق مباشرة للمستهلكين في محافظات طولكرم، وأريحا، وقلقيلية، وسلفيت، ونابلس، ورام الله.
وقالت مديرة مكتب زراعة جنوب جنين، لمى أبو بكر، إن الوزارة تبذل كل جهودها لحل أزمات التسويق، وتصدر قرارات بمنع إدخال العنب والمنتجات الأخرى من المزارع الإسرائيلية، لحماية المنتج الوطني.
وأوضح ممثل زراعة جنين، راغب زيد، ضرورة إقناع المزارعين بتنويع أصناف العنب، والتوجه نحو التصنيع الزراعي.
ودعا المزارع عمر نزال إلى تدخل حكومي لإطالة فترات التسويق إلى 120 يومًا، من خلال توجيه الممولين لإنشاء برادات بوسعها حفظ المنتج لشهرين. وأشار إلى أن القوة الشرائية للمستهلكين تراجعت بفعل كورونا، وبسبب عدم وصول المتسوقين من الداخل المحتل.
واختتم عضو مجلس الأمناء لـ"حكي القرايا"، عمر عبد الرحمن اللقاء بالدعوة إلى دعم المزارعين الجدي وإسنادهم بكل السبل المتاحة، والتحول نحو تطوير التصنيع الزراعي، الذي كان رائجًا في الماضي، ونفذته الجدات باقتدار، وكان يحل مشكلة كساد منتجات الأرض.
aabdkh@yahoo.com