خاص بآفاق البيئة والتنمية

مدرسة حقلية لقطاع نخيل البلح في غزة
يوجد العديد من المعوقات والتحديات التي يمكن التعامل معها باستخدام منهجية المدارس الحقلية وتجارب التطوير التشاركي للتكنولوجيا، ففي سلسلة القيمة لقطاع نخيل البلح؛ تم إعطاء الأولوية لإنتاج ووقاية الأشجار وعملية الحصاد وتقليل التكاليف، حيث أن منهجية التطوير التشاركي للتكنولوجيا (PTD ) تبدأ من التحليل التشاركي للمشكلة من قبل المزارعين بمساعدة مُيسر( مرشد زراعي ) حيث يقوم المزارعون بتحليل ومنح الأولوية للمشاكل الرئيسية التي تؤثر على الممارسات الزراعية، وتعتمد على البحث عن حلول مبتكرة وممكنة لحل المشاكل التي يتم تحديدها، ثم يقوم المزارعون بتصميم وتنفيذ التجارب الحقلية تحت ظروف الإنتاج لديهم ثم التركيز على تحليل النتائج واستخلاص توصيات نهائية، يتم من خلالها نشر النتائج بين المزارعين كتوصيات حول أفضل الممارسات.
وكل ذلك يتم من خلال موسم المدرسة الحقلية حيث تتكون المدرسة الحقلية من مجموعة من المزارعين يجتمعون بشكل منتظم أثناء الموسم الزراعي، كما يتم عقد لقاءات المدارس الحقلية خلال العمليات الزراعية الهامة والضرورية في إدارة المزرعة (زراعة البذور – مكافحة الأمراض – الحصاد ...الخ) ويتم شرح وتوضيح الممارسات الأساسية فتبدأ المدارس الحقلية بشكل مثالي بالتوازي مع تجارب التطوير التشاركي للتكنولوجيا، لذلك يعتبر المشاركون في المدارس الحقلية هم الذين يقومون بتصميم وتنفيذ التجارب والتعلم منها، فالمدارس الحقلية ترتكز على الحقل، والمزارعون مقيدون بما يجب تجربته وما سيتم التعلم منه، حيث يقوم المُيسر بدعم المزارعين أثناء مرحلة تعلمهم من التجارب القائمة.
وفي تجربة قامت بتنفيذها منظمة الأوكسفام في قطاع غزة على قطاع نخيل البلح سنذكر منها عملية تطبيق ممارسات فنية جديدة لإدارة مزارع نخيل البلح (التلقيح والري واستخدام الأسمدة والخف) وإستخدام السلم الحديدي كأداة جديدة لتسلق أشجار النخيل لتقليل تكاليف الإنتاج.
1.عملية تطبيق ممارسات فنية جديدة لإدارة مزارع نخيل البلح (التلقيح والري واستخدام الأسمدة والخف )
حيث يعاني مزارعو النخيل في قطاع غزة من خسائر إقتصادية متكررة في السنوات الأخيرة وذلك بسبب إنخفاض أسعار ثمار النخيل، بالإضافة إلى تأثر قطاع النخيل بشكل كبير بسوسة النخيل الحمراء التي سببت أضراراً بالغة، وبسبب ذلك؛ فقد المزارع اهتمامه بأشجار النخيل، وبات أقل إهتماما بمزرعته وكان الهدف من هذه التجربة هو زيادة إنتاجية النخيل وتحسين جودة الثمار، من خلال ممارسات جديدة لإدارة أشجار النخيل وتم تنفيذ التجربة على 30 شجرة نخيل بعد تركيب شبكة ري بالتنقيط، والجدول التالي يوضح جميع العمليات التي تم تنفيذها:
نوع نظام الري
|
لتر في كل ساعة لكل شجرة
|
المدة / ساعة
|
عدد مرات الري المتكررة / أسبوع
|
عدد الأمتار المكعبة لكل شجرة / الموسم
|
الري بالتنقيط
|
8
|
2.5
|
2
|
7
|
نوع السماد
|
كمية الأسمدة المستخدمة في التجربة (كغم)/شجرة
|
الأسمدة المتكررة الإستخدام / الشهر
|
الأشهر
|
سماد عضوي (شاحم)
|
25
|
1
|
مايو
|
أمكوبيست ( 2-10-20)
|
0.7
|
2
|
مايو، يونيو، يوليو
|
أمكوبيست (11-5-35)
|
0.56
|
2
|
مايو، أغسطس، سبتمبر
|
أنواع الخف
|
تاريخ الخف
|
عدد مرات الخف
|
عدد أشجار المعاملة
|
خف 25% من سلاسل الغدق
|
06-06-2016
|
1
|
8
|
خف 33% من سلاسل الغدق
|
06-06-2016
|
1
|
10
|
قص 25% من مجموع سلاسل الغدق
|
06-06-2016
|
1
|
8
|
وكذلك تم تجريب تقنية جديدة لعملية التلقيح والتي تتكون من تعفير أغداق أشجار النخيل بحبوب اللقاح المستخلصة سلفاً، حيث طُبقت عملية التعفير على خمس أشجار في كل مزرعة.
نتائج التجربة
أكدت النتائج على أن الممارسات المطبقة حققت تغيرات ملموسة في حجم ووزن الثمار حيث أن مستوى التغيير بين مجموعات أشجار النخيل المعاملة كان مختلفاً، حيث أن نظام خف الثمار بنسبة 25% من الغدق زاد وزن الثمار بنسبة 57% مقارنة مع الأساليب التقليدية المستخدمة دون عملية خف، وعليه فإن هذه المعاملة كانت أفضل من عملية الخف بإزالة 33% من الغدق، من ناحية أخرى أدى إستخدام نظام الري والتسميد الجديد إلى زيادة وزن ثمار البلح بنسبة 14% مقارنة بالأشجار غير المعاملة، كما ونتج عن التقنية الجديدة لعملية التلقيح بالتعفير زيادة في حجم الثمار بنسبة 17.7%، وبعد تحليل إجمالي هامش الربح لأشجار النخيل والتي كان عددها 30 شجرة، أظهرت النتائج أن دخل المزارعين من المبيعات قد ارتفع بحوالي 900 شيكل، أي أن كل شجرة نخيل؛ زادت من العائد المادي للمزارع بحوالي 30 شيكلاً أي ما يعادل 25%.

ابتكار السلم الحديدي لتسلق أشجار النخيل في قطاع غزة بهدف تقليل تكاليف الإنتاج
2. السلم الحديدي كأداة جديدة لتسلق أشجار النخيل لتقليل تكاليف الإنتاج
يواجه مزارعو النخيل مشكلة تكاليف الأيدي العاملة عند حصاد ثمار النخيل والتي تعتبر من أكثر المشاكل التي يعاني منها المزارعون، حيث يقوم المزارعون بتشغيل عمال مهرة عدة مرات خلال الموسم للقيام بعدة أنشطة أهمها: خف الأغداق والتلقيح التقليدي وإزالة أوراق النخيل وعملية الحصاد، وتحتاج هذه الممارسات كافة إلى عمال مهرة بسبب علو الأشجار حيث من الصعب على المزارعين القيام بمثل هذه الممارسات من خلال أستخدام أحبال خاصة للتسلق بأنفسهم، وجاءت فكرة تصميم السلم الحديدي المتحرك بعد مشاهدة إستخدامه من قبل أحد مزارعي النخيل في منطقة عبسان الكبيرة وبعد دراسة كفاءته؛ تم عقد عدة لقاءات مع المزارعين ضمن المدارس الحقلية في مزارع مختلفة لمناقشة تقنية السلم الحديدي وتجريبه عملياً، وتم تصنيع ثلاثة سلالم وتوزيعها على المدارس الحقلية، وتم عقد عدة لقاءات للمزارعين لمشاهدة هذا السلم الحديدي المتحرك، وتنفيذ عمليات التسلق من خلاله، وتم تنفيذ دراسة للمقارنة بين طريقتين تستخدمان في تسلق أشجار النخيل، حيث تم حساب تكاليف العمال المهرة وعدد المرات التي يقوم بها العمال بتسلق الأشجار خلال الموسم ومتوسط التكاليف، كما قام المزارعون بتقييم كفاءة السلم الحديدي. وأشارت النتائج إلى أن تقنية السلم الحديدي المتحرك أحدثت تغيرات ملموسة في تكاليف الأيدي العاملة، حيث أنه عند إستخدام السلم الحديدي المتحرك لا حاجة لأيدٍ عاملة وعليه؛ تم تقليل تكاليف الأيدي العاملة بنسبة 100%، حيث يستطيع المزارع القيام بجميع الممارسات بنفسه أو من خلال أبنائه.
المراجع:
أوكسفام و رواف، كتاب تجارب التطوير التشاركي للتكنولوجيا ضمن أنشطة المدارس الحقلية،2017
PARTICIPATORY TECHNOLOGY DEVELOPMENT, Bharat S. Sontakki.